باختصار..
- سببت الدفقات الراديوية السريعة (FBRs) الحيرة للعلماء منذ أن تم اكتشافها في 2007. والآن، يقترح فيزيائيان أنها قد تشكل دليلاً على وجود الكائنات الحية الفضائية.
- كانت الأشرعة الضوئية فيما مضى فكرة من الخيال العلمي، غير أنها بدأت تدريجياً تترسخ كمفهوم واقعي في عالمنا.
دفقات راديوية سريعة
سببت الدفقات الراديوية السريعة (FBRs) الحيرة للعلماء منذ أن تم اكتشافها في 2007. والآن، يقترح فيزيائيان أنها قد تشكل دليلاً على وجود الكائنات الحية الفضائية.
تُعرّف الدفقات الراديوية السريعة على أنها إصدارات إشعاعية راديوية فجائية من خارج المجرة، تدوم لحوالي 5 ميلي ثانية، وتولد 500 مليون ضعف من الطاقة التي تصدرها شمسنا. وقد كان مجرد العثور عليها إنجازاً كبيراً لدرجة دفعت العلماء إلى تسميتها بدفقات "لوريمير" نسبة للفلكي الذي اكتشفها. ومنذ ذلك الحين، اكتشف الفلكيون أكثر من 17 دفقة راديوية سريعة، ولكن الاكتشاف الأول لهذه الدفقات كان عصياً على الفهم حتى ظهرت المزيد من الأدلة.
مثّلت دراسة الدفقات الراديوية السريعة تحدياً للباحثين. وقد كان الأمر مشابهاً لرؤية حوت داخل مجمع تجاري مزدحم واختفائه فجأة، ما يجعلك تشك بأن الأمر كله مجرد هلوسة، وهذا ما حصل للعلماء الذين أربكهم عدم تكرار هذه الدفقات.
يمكن القول إن جمع البيانات حول الدفقات الراديوية السريعة يتطلب بعض الحظ. لدرجة أن بعض أقوى التلسكوبات في العالم، مثل المصفوفة التلسكوبية العملاقة قرب سوكورو في نيو مكسيكو، غير قادرة على مسح السماء بسرعة كافية لالتقاط حدث سريع مثل هذه الدفقات. وعلى الرغم من وجود تلسكوبات أخرى اقل قوةقادرة على التقاطها بشكل أسرع بقليل، فإنها غير قادرة على تحديد مصدرها بدقة.
لهذا، يعتقد العلماء أن الدفقات الراديوية السريعة قد تتكرر مرة كل 10 ثوانٍ، ولكن لا يوجد إجماع على مصدرها. يدعي البعض أنها ناشئة عن اندماج الثقوب السوداء، أو تصادم النجوم النيوترونية، أو انفجارات معزولة لمستعرات عظمى (سوبرنوفا)، ولكن لم تنجح كل هذه الفرضيات في تفسير جميع المشاهدات المسجلة.
مقاربة مختلفة، هل هي كائنات فضائية؟
يقترح عالما الفيزياء الفضائية من جامعة هارفارد،ماناسفي لينجام وآفي لوب، أن الدفقات الراديوية السريعة قد تكون ناشئة عن أشرعة ضوئية من خارج المجرة. يعتقد لوب أنه يجب أن ندرس احتمال كون مصدر هذه الدفقات اصطناعياً، مثل الشراع الضوئي، وذلك بغياب أي إجابة حول مصدر طبيعي لها.
كانت الأشرعة الضوئية فيما مضى فكرة من الخيال العلمي، غير أنها بدأت تدريجياً تترسخ كمفهوم واقعي في عالمنا. ويفترض أنها قادرة على السفر عبر الفضاء بدون وقود تقريباً. ويتوقع من هذه الأشرعة أن تستخدم اندفاع الفوتونات، وتستمر بالحركة باستمرار تماسك بنيتها.
من الممكن نظرياً أن حضارة فضائية متقدمة أتقنت هذه التقنيات، وبدأت باستخدامها للسفر عبر الفضاء. ويفترض الفريق أن ترددات هذه الدفقات مثالية لتزويد الشراع الضوئي بالطاقة، وأن هذه الحزم الشعاعية قد تكون ناتجة اصطناعياً عن جهاز بث بضعف قطر الكرة الأرضية. كما يقترح الفريق أن الدفقات التي تم اكتشافها قادرة على تقديم الطاقة لحمولات تصل إلى مليون طن، غير أن اكتشاف الأشرعة الضوئية الأصغر قد يكون أصعب على الرغم من أنها قد تكون أكثر انتشاراً، وذلك لأن كثافة تدفقها الطيفي منخفضة للغاية.
من المهم أن نلاحظ اعتماد لوب على مقاربة تخمينية لتحليل البيانات، أي أنه يأمل للفلكيين أن يتمكنوا مستقبلاً من نفيها اعتماداً على أدلة لاحقة. ستُنشر الدراسة الكاملة في مجلة The Astrophysical Journal Letters.
المصادر: ScienceAlert - Latest, Cornell University Library
mostaqbal