تحت القشرة: تحف فنية من البورسلين المعدّل جراحيًا!
دائمًا ما تثير لفظة “الجراحة” الخوف وتستدعي الألم عند التفكير بها. حتى مع جراحات التجميل، يبدو الخاضع لمثل هذه الجراحات كمن تلقى “علقة” ساخنة شوهت وجهه أو جسمه وتركته مضمدًا ببقع حمراء وجبائر ضخمة لشهور طويلة قبل أن يخرج من تلك الجبائر كالفراشة من شرنقة. والفنانة البريطانية بيسي ريسدل Beccy Ridsdel تمارس نوعًا شبيهًا من جراحات التجميل، لكن بدون دماء أو جروح مؤلمة… لحسن الحظ!
بطبقات مقشرة لأطباق وأقداح من البورسلين وبدقة جراحية تماثل ما يفعله الجراحون مع الجلد، تكشف ريسدل عن جمال داخلي ملون لم نره من قبل لقطع البورسلين والسيراميك التقليدية في منازلنا. ريسدل تحب أن تشير إلى أعمالها على أنها “عمليات تشريح” و”زرع أعضاء” للبورسلين لتجميل وتحسين طبيعتها التشريحية الداخلية.
ريسدل اختارت اسم “تحت القشرة Under the Surface” كعنوان لعملياتها الجراحية للبورسلين، حيث تقترح في سلسلة أعمالها أن كل طبق أو قدح من البورسلين يملك بداخله تشريحًا بيولوجيًا من الزهر والورد الملون والمتشعب كما الأوردة، ولا يمكن كشف هذا الجمال والاستمتاع به إلا بالتدخل الجراحي الذي تقوم به ريسدل! هذه فكرة فنية جامحة للغاية كما ترون!
ولريسدل كذلك بعض الأعمال الفنية في السلسلة نفسها لكن بينما تحتفظ قطع البورسلين المعدلة بأدوات الجراحة كالمبضع والمقص! ها هو الألم يعود من جديد! لا أعلم هل هي فكرة جيدة أن تلتصق تلك الأدوات المرعبة بالأقداح والأطباق أم لا! يبدو المشهد غير مريح بشكل ما…
على أية حال، إذا كنت تعتقد أن طبق الطعام الشخصي الخاص بك يحوي جمالًا داخليًا ما فيمكنك أن ترسله لريسدل كي تستكشف هذا الجانب، أو تشتري من متجرها الإلكتروني أطباقًا وأقداحًا أخرى خضعت لعملياتها الجراحية “الفنية”. فقط لا تحاول أن تقوم بأي عمليات شبيهة بنفسك في المنزل، فقد فقدت مجموعة أقداح القهوة لديّ في المنزل فردًا عزيزًا بعد عملية جراحية فاشلة قمت بها بنفسي … للأسف!