وما يدل على أفضليتها على نحو الإجمال في تساويها مع آدم ( عليهالسلام )
1- لئن كان آدم أبو البشر ، صفي الله ، خلق
من التراب ، وسجدت له الملائكة ، واصطفاه الله وجعله رأس السلسلة للنوع الإنساني ، وقال الله عنه ( إن الله اصطفى
آدم ونوحا وآل إبراهيم ) وذكر في الزيارات بصفة « صفوة الله » وخلعت عليه خلعة الاصطفاء على جبل الصفا .
فإن السيدة الصديقة الكبرى كانت صافية مصطفاة منذ اليوم الأول ، بل رشح الاصطفاء عليها ( عليها السلام ) من منبع
العصمة والطهارة والحياء ، وقد نادتها ملائكة الملأ الأعلى في أوقات الصلوات : ( إن الله اصطفاك ) يا فاطمة ، وبشروها
بصفاء النفس وطهارة الذيل ، وهي أم الأئمة والذرية المصطفوية .
2- لئن كان آدم ( عليه السلام ) علم في بدء الخلق الأسماء ( وعلم آدمالأسماء كلها ) ففاطمة الزهراء ( عليها السلام )
أم الأسماء ، والعالمة بالحقائق والمسميات ، من أول الأنبياء إلى آخرهم ، وهي بذاتها اسم من الأسماء الحسنى توسل به
آدم ( عليه السلام ) فنجى .
3- لئن كان آدم مخلوقا من التراب ، فطينة فاطمة الزهراء ونطفتها الزكية من فواكه الجنة ، وشتان بين من خلق من
تراب ومن خلق من النور المحمدي ( صلى الله عليه وآله ) ، وشتان بين الإنتساب إلى التراب والانتساب إلى صاحب مقام
« لولاك » ، هذا وعلي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعلها رب الأرض وأبو التراب .
كما قالت أختي بنت البصرة في موضوعها : نورها عليها السلام خلق قبل أن يخلق الأرض والسماء
4- لئن كان لآدم ( عليه السلام ) شرف الأبوة على أبناءه وهو أبو الآدميين ، فلفاطمة ( عليها السلام ) شرف الأمومة
على الأئمة المعصومين والذرية الفاطمية الطيبين ، وهي أم الأئمة الخيرة البررة ، والذرية الطيبة الطاهرة ، هذا وقد
أكرمها الله كرامة خاصة بتكثير نسلها إلى يوم القيامة .
5- ولئن أكل آدم ( عليه السلام ) من حنطة الجنة فأخرج منها وأهبط إلى الأرض ، فلقد نالت فاطمة الزهراء الجنان
الثمانية بأقراص آثرت بها وبذلتها في سبيل الله ، ونزلت فيها الآيات المباركات من سورة « هل أتى » وغيرها ، بل
بنيت لها جنة خاصة ترتفع على تمام القصور العالية والأبنية الرفيعة والقباب والبقاع في الجنان .
6- لئن قام آدم أبو البشر ( عليه السلام ) بعد تمام الخلقة ونفخة الروح فعطس وحمد الله ، ففاطمة الزهراء ( عليها
السلام ) أقرت بالشهادتين بعد ولادتها وذكرت أبناءها المعصومين ( عليهم السلام ) واحدا واحدا بأسمائهم .
7- لئن تمنى آدم ( عليه السلام ) - بناء على إحدى الروايات - مقام الخمسة الطيبة ، وتمنت حواء المنزلة الرفيعة لتلك المخدرة ، فحرموا بذلك من نعم الجنة الدائمة ، وكان عاقبة أمنيتها الحرمان والهجر والانتقال من دار السرور إلى دار الغرور ، والفرار من دار القرار إلى دار البوار ، فلقد توسلا بفاطمة ( عليها السلام ) وتشبثا بأذيالها فعادا إلى منزلتهما الأولى السامية ، واستجيبت دعوتهما وقبلت توبتهما .
8- لئن أخذ الله هابيل من آدم ( عليه السلام ) وعوضه عنه بشيث ، هبة الله ، الأب الثاني للأنبياء والمرسلين والأولياء الكاملين ، وكان شيث أفضل من هابيل وكان نبيا ، وبه يفتخر آدم يوم القيامة ، أراد اللهأن يكون امتداد ذرية آدم ( عليه السلام ) منه ، فإن الله أخذ إبراهيم من مارية القبطية وفدا به الحسين ( عليه السلام ) - وهو أفضل من إبراهيم - فجعله الأب الثاني للأئمة البررة ، وأخرج منه النسل الكثير لآل الرسالة ، وبه يفتخر النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم القيامة ، وهو من مواهب الله على هذه الأمة ، وبناء على الرواية المعتبرة فإنالله أبقى سيد المظلومين ليخرج منه الذرية الطيبة ويطيب خاطر فاطمةالزكية ( عليها السلام ) علاوة على ما كان من قبول شهادته ليكون منجي العصاة ومنقذهم .
9- لئن بكى آدم ( عليه السلام ) أكثر من مائة عام على ما صدر منه من ترك الأولى ، أو على الإبتعاد من الجنة ، أو على فراق حواء ، حتى ارتوت من دموع عينيه الطيور ، وحارت في أمره الوحوش ، ورقت له ; فإن الصديقة الطاهرة أيضا بكت من خوف الله ، وفراق خاتم الأنبياء ، وضلال هذه الأمة ، وظليمة بعلها ، حتى عدت في الأنبياء العظام البكائين .
وكانت تبكي من خوف الله وفراق سيد الأبرار قبل وبعد وفاة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى فزع وجزع سكان المدينة ، بل سكان السماوات والأرض ، وحديث البكائين الخمسة معتبر ومشهور في كتب المناقب والمصائب .
10- لئن كان آدم ( عليه السلام ) يدعو الله ليعود إلى المكانة الأولى والمنزلة المسلوبة ، ويسأل ربه الجنة ، فقد سألت فاطمة ( عليهاالسلام ) ربها رضاه - فنزل في شأن سيدة نساء العالمين عليها صلواتالله قوله تعالى : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى)
اللهم صل ِعلى محمد و ال محمد