احترفي هذه الفنون لتواصل زوجي فعال!



زارتني إحدى الزوجات وهي في قمة اليأس والإحباط أن حياتها الزوجية غير مستقرة، فزوجها دائم العصبية، ودائم الرفض لطلباتها، دائم العبوس، ولا يهتم بمجالستها في أوقات الفراغ، وأنهم كثيرو الخلافات والمشاحنات لأتفه الأسباب وبشكل يومي، وغيرها مما تشتكي منه معظم الزوجات، فسألتها عن تدرج أي مشكلة بينهم والتي تكون بدايتها سوء التواصل الزوجي بينهما.
مفهوم تعلم التواصل الزوجي غير موجود للأسف في عالمنا العربي، وتعتقد معظم النساء أنه مع عدم استقرار حياتها الزوجية ستزور متخصصة أسرية والتي بدورها ستضغط على رز لتتحسن الأوضاع فوراً وهذا مستحيل، فالتواصل الزوجي فن يجب أن يتعلمه الجميع رجالاً ونساءً، فقد أعطيتها مثالاً، إذا أحضرت كوباً ووضعته مقلوباً، وأخذتي تصبين الماء، لن يمتلئ وسيظل الماء ينسكب على الأرض، ستغضبين ويعلو صوتك وتستمرين في سكب الماء والكوب على هذه الوضعية، حتى يسيطر عليك الغضب فتكسرين الكوب بقذف على الأرض، فينكسر ويصيبك بالأذى، لكن لماذا لم تقومي بتصحيح وضعية الكوب حتى يتقبل منك الماء ويمتلئ؟؟
أسلوب الأوامر ... يكهرب شريك الحياة!
هذا حالنا في التواصل مع شريك الحياة، فمعظم الزوجات مع صعوبة الحياة، وخروجهن للعمل، وغلاء المعيشة، وأعباء البيت والأولاد، أصبحن للأسف يعشن كأنهن في معسكرات حربية، فهي ترتب يوم الأولاد من الصباح حتى المساء في شبه جدول بالساعات، الاستيقاظ صباحاً، الخروج للمدرسة والعودة للغداء وتنظيف الغرفة والمذاكرة والخلود للنوم، وكله بساعات محددة وغير مسموح كسر هذا الروتين أو كسر القواعد، وهكذا تتعامل أيضاً مع نفسها إن كانت زوجة عاملة، وبالتالي لا تستطيع أن تخرج من هذا الروتين خلال تعاملها مع زوجها، فتجد نفسها تملي عليه الطلبات والأوامر والقواعد، فتبدأ سلسلة الخلافات الزوجية بسبب الخطأ الأول والشهير في التواصل بين الزوجين.
فهي تعتقد أنها عندما طلبت منه إحضار أغراض العشاء أثناء العودة بهذه الطريقة : " كيف حالك، لا تنسى طعام العشاء قبل الساعة السابعة لأن الأولاد سينامون، أحتاج الجبن والخبز والبيض وغير ذلك، ولا تجلس مع أصدقائك كثيراً فيأخذك الوقت وتتأخر". فهو يشعر أنه في ثكنة عسكرية وأن الضابط القائد يملي عليه الأوامر، وبالتالي تلقائياً سيتعمد الرجل إلى تنفيذ عكس ما طلب، فسيجلس مع الأصدقاء ويتأخر الوقت، وإذا أحضر شيء سيحضر غير ما طلبته الزوجة، وبالتالي ستشعر أنه يتعمد افتعال المشاكل، ويبدأ الصراع.
قد يتحول نفس المطلوب بأسلوب أنثوي رائع بعيداً عن الأوامر: " سألت الأولاد ماذا يريدون للعشاء، فأخبروني أنهم سيتناولون طعامهم في وجودك أنت، وأنهم ينتظرون طعاماً شهياً تختاره أنت، ولا مانع أن تضيف لنا الجبن والبيض وغير ذلك، ونحن ننتظرك ولن ننام إلا بعد تناول العشاء".
وهنا فهو نفس الطلب الذي تريده الزوجة، لكن بعيداً عن إقحام الأصدقاء - وهم المحببين لقلب الرجل غالباً - في الموضوع، وأسلوب تحفيز الرجل أنه قائد الأسرة والمسئول عنها يعطيه العزيمة والرغبة في تنفيذ ما يسعدهم.
حنونة .. خجولة .. محبة تكسر قلب الرجل!
وقد تحدث الكثيرون عن زوجين عاشا حياة سعيدة بلا خلافات عظيمة تذكر، وعندما سئلت الزوجة قالت إنها ما كانت تتطاول عليه أو تجادله قط، بالتأكيد هذا شيء صعب لزوجات الآن، فلم تعد الزوجة كالسابق تقول حاضر وهي صامته، لكن في أوقات الخلافات عندما يعلو صوت الرجل، ويعلوا عليه صوت الأنثى، تفقد الزوجة أنوثتها في نظر زوجها، ويتعامل معها كأنها ذكر، وهنا نجد حالات ضرب الزوجات، فقد غرس الإعلام العربي والمسلسلات والأفلام أن ضعف المرأة يجعل الرجل يسطر عليها ويمتلكها، في حين أن التجارب العملية أثبتت أن ضعف المرأة في زوجها ليس ضعفاً، فالضعيف لا يحصل على ما يريد ووقتما يريد، إنما المرأة الضعيفة - في زوجها - تأسر قلبه وفكره وتحصل بلسانها الطيب ، وصوتها الأنثوي على ما تريد وقتما تريد.
فعندما تحدث مشكلة بين الزوجين ويعلو صوت الرجل أن يغضب، ويجد زوجته هدوء وسكينة، يخجل بل ويمتص هدوءها غضبه، وتنتهي المشكلة، ولا مانع إن كان الزوج قد أخطأ أن تتحدث معه الزوجة بعد أن يهدأ وتعاتبه، ووقتها ستجد منه الاعتذار ومحاولة إرضائها، إنما عندما يعلو صوتها وتستفزه سيعاند أكثر وتتفاقم المشكلة.
لا للخصام
وقد تعتقد بعض الزوجات أنها تؤدب زوجها بالهجران والخصام، وهذا للأسف لا يأتي بنتائج طيبة، بل بالعكس يقسى قلب الرجل، ويعتاد على هجرانها، لكنها عندما تصر على ألا يناموا وهم في خصام، لا يستطيع هو أبدا أن ينام وهي غضبانة، فيسعى لصالحتها دائماً، وبالتأكيد الزوج يعتاد على ما تعوده عليه زوجته، فإن هي عودته عالحب والرأفة والصوت الهادئ، سيعتاد على ذلك، وإن هي عودته على طلب ما تريد بالشجار والخصام سيعتاد أيضاً على ذلك، والزوجة الحكيمة هي التي تختار هل يكون بيتها جنة، أو يكون شعلة من نار !