بسم الله الرحمن الرحيم
نعم إنه الحق الرباني الذي تلين عند سماعه ومعرفته النفوس السوية وتسكن القلوب، (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) .
فأمر الله جاء لوجود الذنب والمعصية لهداية الجميع والحرص على إلإعذار واستنقاذهم من الأمر الذي إستجلب لهم وقوع عذاب الله، فكان حرص الأنبياء الحرص الشديد على البيان والدلاة فقط حتى قال أحدهم (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا) .
فكيف يكون حال داعية الجهل اليوم الذي جهل بالبيان وبالحق ثم انطلق بآلة ومنهجية منحرفة ليكمل على ما تبقى من حال للمسلمين ليتسبب في إزالتها فلسانه لسان هدم ومحوا وأمره لا يعرف إلا القتل والفناء ثم يدعي هذا المدعي أنه على أمر الله سائر ومنهاجه القويم قد تمسك، وكذب هذا الدعي فهو لا يقوى على الوقوف في ساحة هؤلاء منفردا صادعا بضلالهم تاليا عليهم بينات الوحي الناطق بغيهم وظلمهم لأنه سيواجه ما واجه الرسل وقتها من سجن وتعذيب وإخراج أو قتل، بل هو جاهل بالحق جاهل بكيفية بيانه جبان مخادع, فعمد إلى تحصين نفسه وماله ثم عمد إلى دهماء الناس وأججهم وزج بهم في أتون هذه المحارق وجعلم حجر نرد إن أصاب فذلك وإلا فهو في مأمن، فلا همه حتى إمات أحدهم وهو يعرف أداء صلاة واستقبال قبله فهذا آخر ما يفكر فيه, فنزعة التشفي والانتقام ونزعة سطوة حضوض نفسه تزفر بها انفاسه في كل مرة .
فالعودة العودة لكتاب الله وسنة نبيه آية آية حديث حديث ثم ليكن أمر الموفق في حركاته وسكون أنها ( لله رب العالمين ) .
وإلا فاليكف ويشتغل بحال نفسه فإن حصل أمر بأمر من سلطان وحاكم له حضوته وسطوته لا أصاغر يؤمر بعضهم بعضا وهو تحت إمرت ذلك الحاكم كان بها أو هو الهلاك والفناء وخسران الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين !***
( فتاوى صوتية في العقيدة والمنهج)
http://ar.alnahj.net/all/audios