من أضخم الكائنات الحية على وجه الأرض هو الحوت، و يعيش الحوت في البحار و المحيطات و تكون في جماعات قريبةٌ من بعضها فهي تهاجر و تعيش جنباً إلى جنب ، و يعتبر الحوت من الأسماك و لكن يختلف عن الأسماك إنه يتكاثر بالولادة و يرضع أولاده ، و له رئتين يتنفس بهما على عكس الأسماك التي تتنفس بواسطة الخياشيم . طبيعة الرّئتين عندما تتعرض للمياه لا تعمل بل تتعطل عملية التّنفس بسبب كون الأكسجين أصبح مذاباً في الرّئتين بسبب دخول الماء فيها ، لذلك يتسائل أحدنا لماذا لا يغرق الحوت عندما يكون تحت الماء لفترةٍ طويلةٍ، و كيف يتنفس و لا يدخل لفمه الماء و ما هو سر تنفس الحوت .
نلاحظ إن فم الحوت كبيرٌ جداً و لو استطاع أن يبتلع الماء لدخل الماء داخل رئتي الحوت ، و لذلك يقوم الحوت بإدخال الهواء لداخل رئتيه عن طريق أنفه الموجود أعلى جسمه ، و الأنف عبارة عن فتحة يتم إدخال الهواء منها و إخراجه من الأنف أيضاً . تخرج الحيتان عندما تتنفس إلى القرب من سطح البحار و المحيطات وتبقى فوق السّطح لأخذ كمية كافية من الهواء ، حيث تطفو بنصف جسمها فتتنفس الهواء و عندما تغوص داخل البحر يقوم الحوت بإغلاف فتحة الأنف ثم ينزل تحت البحر ، و يبقى مدة ساعة داخل البحر و تتم عملية التّنفس بشكل طبيعي عند تنفس الهواء بالكامل ، و عندما يتجمع الهواء الفاسد يخرج على سطح البحر مرة أخرى و يفتح ثقب أنفه مرة أخرى ليخرج الهواء الفاسد من رئتيه، و يخرج الهواء الفاسد عبر الفتحة على شكل دخانٍ و هو عبارة عن بخار الماء النّاتج من حرارة جسمه ، و لإدخال الهواء مرة أخرى يبقى لمدة عشرة دقائق ثم يغوص مرة أخرى للبحر و هكذا يستطيع الحوت أن يتنفس.
نذكر ما يقوم بإعاقة عملية التّنفس و بقاء الحوت على سطح البحر لمدة أطول هو خوفاً من تعرض الحوت للصيد من قبل الإنسان ، و خوفاً على صغاره من الحيوانات المفترسة ، و لذلك تبقى بعيدة و لا تخاطر بنفسها من أجل التّنفس بل تبقى قابعةٌ تحت البحر حتى تبتعد أو يبتعد عنها الخطر ، و الحوت من الحيوانات التي تواجه خطر الإنقرض لذلك يمنع صيد الحيتان حتى يتم المحافظة على سلالات الحوت الذي يعيش في نوعين سلالة الحوت الأزرق أو الرّمادي ، و سلالة الحوت الأبيض الذي يعيش بالقرب من المناطق الباردة ، و يتعبر الحوت الأبيض من الحيوانات المفترسة و لا أحد يقترب منه بسبب شراهته بالصّيد لذلك يعيش في البحار بحريةً و لكن يهرب عندما يرى الإنسان خوفاُ من قتله .