كثيراً ما نجد أطفالاً يتمنون أن يصبحوا رؤساء عندما يكبرون، فهل كان الحال كذلك لدى الرؤساء الفعليين للولايات المتحدة؟
أم أن ميولهم كانت مختلفة؟
سنجد في هذه القائمة طموحات بعض رؤساء الولايات المتحدة، التي كانت بعيدة كل البعد عن الرئاسة.

هاري ترومان كان يتمنى أن يصبح عازف بيانو

لم تكن الموسيقى شغفه فحسب، بل كان طموح والدته. وهذا ما جعلها تشجعه على الانضمام إلى دروس البيانو منذ كان في العاشرة. لكنه كان يعلم تماماً أنه لن يكون موسيقياً بارعاً بما فيه الكفاية ليصل إلى شهرة واضحة. لذلك فقد اختار أن يدرس السياسة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره. إلا أنه كان يعزف البيانو في أي وقت فراغ يحصل عليه، حتى أنه عزف البيانو في فترة رئاسته للولايات المتحدة برفقة الممثلة الشهيرة Lauren Bacall، حينما حضرا معاَ للنادي الوطني للصحافة، وكان بعض الجنود في فترة استراحتهم، فقرر الرئيس الأمريكي أن يعزف لهم مقطوعة على البيانو.
جورج واشنطن كان يتمنى أن يدرس علوم الأرض والخرائط

بسبب وفاة أبيه في سن مبكرة، لم يتمكن جورج واشنطن من السفر لإكمال تعليمه، فحصل فقط على التعليم الابتدائي. لكن ه كان يملك شغفاً فريداً للتعلم، وهذا ما جعل أحد أغنياء ضاحيته يراقبه وهو Lord Fairfax، ثم يعرض عليه العمل في مسح الأراضي ودراسة الجغرافيا للأماكن المحيطة. وقد نبغ جورج واشنطن في هذا المجال، فأعجب بثقافته وسرعة استيعابه، ولذلك فإن علاقتهما توطدت حتى إن عائلة Lord Fairfax دعمت جورج واشنطن سياسياً واجتماعياً بعد ذلك ليصل إلى رئاسة الولايات المتحدة. وقد أصبح واشنطن مساح للأراضي على مستوى المقاطعة في سن السابعة عشرة.
إلا أن وفاة أخيه الأكبر، اضطره للانضمام للجيش ليحل محله، ومن هناك بدأت حياته العسكرية. وحتى خلال انضمامه للجيش كان مهتماً برسم الخرائط، ونقلها للجيش الفرنسي ليساعده في الحرب ضد الهنود. يُنسب لواشنطن 199 وثيقة مسح للأراضي جميعها موثقة في مكتبة الكونجرس. وقد أسس في عام 1777 مكتب لجغرافيا الجيش.
هربرت هوفر كان يتمنى أن يصبح عالم جيولوجيا

أصبح هربرت يتيماً حين كان في التاسعة، وانتقل ليعيش مع عمه. وبالرغم من أنه لم يكن جيداً في الدراسة، إلا أنه كان عبقرياً في الرياضيات. وحينما حاول الالتحاق بالجامعة، أعاد اختبارات الالتحاق مراراً وتكراراً ولم ينجح سوى في الرياضيات أيضاً. في النهاية تم قبوله بشكل اختياري، فاختار أن يدرس الرياضيات، ولكنه اكتشف بعد ذلك أن شغفه الحقيقي هو الجيولوجيا.
أمضى هوفر العديد من العطل الصيفية كمساعد لفرق البحث الجيولوجي، وقد شجعه البروفيسور John Casper Branner الذي كان يشرف على تدريبه على أن يغير تخصصه من الرياضيات إلى الجيولوجيا. وفي قسم الجيولوجيا في جامعة ستانفورد ظهرت نباغة هبربت في الجيولوجيا فكان من أفضل الطلبة هناك. وهناك أيضاً، قابل زوجته التي كانت أول طالبة أنثى في قسم الجيولوجيا في ستانفورد.
حب هربرت للصخور جعل منه مليونيراً، فقد أصبح يملك خلال أعوام قليلة مناجم فضة. وأمواله الطائلة هي من جعلته يستطيع الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة.
أندرو جونسون كان خياطاً

كان يملك محل خياطة، ولم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة، فبسبب فقر والده لم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة في صغره. وحينما تزوج ساعدته زوجته على تعلم القراءة والكتابة. وفي عمله، وظف مساعدين من الخياطين الذين يستطيعون القراءة، حتى يستطيع مناقشة كل ما يقرأ معهم، وليساعدوه في التعلم. وهنا، عرف أندرو أن شغفه الأول لم يكن الخياطة، وإنما السياسة فترشح في المجلس المحلي، وفاز بمقعد وبدأ حياته السياسية، إلى أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة.
وارن هاردينج كان صحفي وصاحب صحيفة

لا يمكن التغاضي عن كونه من أسوأ رؤساء الولايات المتحدة، وقد تمنى الكثير من النقاد السياسيين لو استمر كصحفي بدلاً من التوجه للرئاسة والسياسة. عاش منذ صغره حياة هادئة مثالية، فقد كان أبوه طبيباً، وأمه ربة بيت. وحينما كبر التحق بمهنة الصحافة ثم ما لبث أن تشارك مع أصدقائه في شراء صحيفة غير ناجحة. وبعد عدة سنوات، استطاع هاردينج أن يجعل من هذه الصحيفة الفاشلة، صحيفة ينتظرها السياسيون بفارغ الصبر، بسبب ما كان ينشره من تقارير حيادية وتنم عن ثقافة سياسية رفيعة المستوى. وقد سئل ذات مرة لماذا اختار مهنة الصحافة تحديداً، فرد قائلاً: أنها تجمع أعظم شغفين لدي، وهما الكتابة وإحداث التغيير. ومن مهنة الصحافة أصبح رئيساً للولايات المتحدة فيما بعد.
جيمس جارفيلد كان يتمنى أن يصبح بحاراً

والده كان مصارعاً. وقد تعلم منه أن يحكم قبضته قبل عقله، مع اعتراضات والدته المستمرة وخوفها الشديد عليه. وفي بداية شبابه توجه ليعمل بحاراً في قناة تربط كليفلاند وبيتسبيرغ وقد كان متيماً بالإبحار والسُفُن. وفي إحدى الليالي، حدث أن وقع جيمس من السفينة ونجى بأعجوبة من الغرق، وهذا الحادثة هي ما أعادته إلى رشده. وقد نُقل عنه أنه قال : أن الذي حدث معي هو معجزة، وقد انجاني الله من أجل أمي ومن أجل شي أهم من أكون بحاراً في قناة. التحق بعد تلك الحادثة بالمدرسة من جديد وبدأ مسيرة مختلفة أوصلته إلى رئاسة الولايات المتحدة.
رونالد ريجان كان مولعاً بالرياضة

رونالد ريجان كان ممثل ناجح في الفترة الذهبية لهوليوود، إلا أن شغفه الأعظم كان في الرياضة. نشأته وحيداً في ظل والدته، جعلته دوماً يحب اللعب خارج البيت، مما هيأ له أن يمارس السباحة وكرة القدم والسلة، وحتى ركوب الخيل. ومن العجيب أنه كان بارع في كل الرياضات التي مارسها. ولأنه كان يحب التمثيل أيضاَ منذ صغره، فقد أدى أدوار رياضية في مسرح الكنيسة. وقد قضى ريجان الصيف على مدار ستة أعوام كمنقذ غرق، ويقال أنه أنقذ 77 حالة غرق.
بعد المرحلة الثانوية، التحق بكلية يوريكا بمنحة جزئية كونه كان لاعب في فريق كرة القدم في مدرسته، وعمل كمدرب سباحة ليغطي باقي مصاريف الجامعة. صوته الواضح وحبه للرياضة، منحاه فرصة أن يعمل كمعلق رياضي أيضاً.