استخدم الزّجاج مُنذ القِدم لأمورٍ عدَّة في الحياة البشرية، حيث إن أوّل اكتشاف للزّجاج كان على أيدي بعض البحارة الذين رَسوا على إحدى الشواطئ وكانتْ رماله تَحتوي على نسبةٍ عالية من مادة السيليكا، وكانوا قد أشعلوا ناراً فلاحظوا وجود سائلٍ أسفلَ هذه النّار، وأما استخدامه كآنية كان قَبل الميلاد بألفي سنة، والآن أصبح الزّجاج من أهم المواد المستخدمة في النوافذ والكثير من أمورنا الحياتية، ومن بين هذه الاستخدامات استعمال الزّجاج المضاد للرّصاص.
عالم التصفيح
إنّ عملية التَّصفيح من الأمور التي أصبحتْ منتشرةً في أيامنا هذه، فهناك تَصفيح السيارات، والمباني كالبنوك، والمتاحف، ومحال المجوهرات، والمباني الحكومية الحسَّاسة، حيث إنَّ عملية التصفيحِ ذات تكلفةٍ عالية، وتعتمد على الدرجة المطلوبة من الزُّبون، فمثلاً بعضهم يطلب تصفيح سيارته من الأسلحة العادية أو النارية الصغيرة كالمسدس، والبعض الآخر يَطلب التصفيح من الأسلحة الرَّشاشة، وأحياناً من القذائف، حيث إنّ درجات التصفيح المُعتمدة عالمياً تبدأ من الدّرجة الأولى، وتنتهي إلى الدّرجة العاشرة، وهي أعلى درجات التصفيح.
تصنيع الزّجاج المقاوم للرّصاص
إنّ الزّجاج المقاوم للرّصاص يأتي على مراحل، من تصنيع المواد الأولية إلى مرحلةِ الاختبار ثمّ التركيب على المكان المطلوب، وهذه المراحل تأتي على الشكل التالي:
تصنيع المواد اللازمة: إنّ المواد الداخلة في تصنيع الزّجاج المقاوم للرّصاص محدودة، ولكنّها تَختلف على حسب الدَّرجة كما ذكرنا سابقاً، حيث إنّ أغلب الزّجاج المقاوم للرّصاص تدخل فيه موادٌ من أهمِّها مادة البوليكاربونات المقاومة للصدمات السّريعة، ومؤخَّراً تمّ اختراع مادَّةٍ سائلةٍ لها قدرةٌ على التحول إلى قالبٍ يستطيع إمساك الرّصاص ومنعه من النَّفاذ، وهذه العملية لا تحتاج إلى أكثرِ من جزءٍ من الثانية، وكذلك من الطبيعي دخول الزّجاج العادي ضمنَ هذه المواد اللازمة في تصنيع الزّجاج المقاوم للرّصاص.
طريقة التصنيع: إنّ طريقةَ التصنيع تختلف حسب المواد الدَّاخلة فيه، فمثلاً إذا كان التصفيح للزّجاج من مادة البوليكربونات، فإنّ الزّجاج سيكون على شكلِ طبقاتٍ من هذه المادة ومادَّة الزّجاج العادي.
مرحلة الاختبار: إنّ مرحلة الاختبار تكون في مختبرٍ باليستيٍّ تابعٍ للشركاتِ المصنِّعة لهذه الأنواع من الزّجاج، حيث يتم تعريض الزّجاج لعدةِ أنواعٍ من الأسلحة تبدأ من المسدس العادي، إلى أن تنتهي إلى العبوات الناسفة، وفي هذه المرحلة يشاهدون مدى تأثيرِ الصدمات المُختلفة على هذا الزّجاج.
وزن الزّجاج المقاوم للرّصاص: إنَّ مسألة الوزنِ مهمة في عمليةِ التصنيع، وخاصَّةً في حالةِ تصفيح السيارات، فمثلاً إنّ الزّجاج الأمامي لسيارةِ دفعٍ رُباعيٍ من نوع مرسيديس تكون على الدّرجة التاسعة من التصفيح يزن ما يقارب 200 رطل.