شانلي أورفا" مدينة الأنبياء والحضارات والتراث الفريد
تركيا بوست
يطلق الأتراك على مدينة “شانلي أورفا” الواقعة جنوب تركيا، مدينة الأنبياء، ويرى بعضهم أنها تعد رابع مدينة مقدسة في العالم بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، إذ يعتقدون أن إبراهيم عليه السلام ولد بها وواجه النمرود فيها، وأن أيوب عليه السلام عاش سنوات ابتلائه فيها، وأن يعقوب عليه السلام عاش وتزوج بها.
وتجتذب المدينة، التي تعرف في التاريخ العربي باسم الرها، لهذا السبب عددا كبيرا من الزوار الذين يتجولون بين المعالم التي تنسب للأنبياء عليهم السلام. ومن أشهر الأماكن في المدينة بحيرة الأسماك، التي يعتقد الأتراك أن النمرود أشعل فيها النيران وأمر بإلقاء نبي الله إبراهيم عليه السلام بها، قبل أن يأتي الأمر الإلهي لتتحول النار إلى مياه، ويتحول الحطب إلى أسماك. ويؤمن كثير ممن يزورون البحيرة ويطعمون أسماكها بصحة تلك القصة.
الآثار التاريخية في شانلي أورفا
تحفل شانلي أورفا بآثار تعود لأديان توحيدية وغير توحيدية، إذ بالإضافة إلى بحيرة الأسماك، توجد مغارة يُعتقد أن نبي الله أيوب قضى فيها سنوات ابتلائه، وبجوارها يوجد بئر يعتقد أن أيوب عليه السلام اغتسل من مياهه ليبرأ بعدها من كل ما عانى منه من مرض وألم.
كما يسير الاعتقاد بأن نبي الله يعقوب عاش في شانلي أورفا وتزوّج بها من ابنة خاله راحيل، ويوجد ضريح في إحدى المغارات يقال إنه لنبي الله شعيب.
كما تعد شانلي أورفا البوابة التي دخل منها الإسلام إلى الأناضول، حيث إن الإسلام انتشر في الأناضول بعد فتحها، لذا تعد المدينة مهمة بالنسبة للمسلمين مثلما هي كذلك لأتباع الديانات الأخرى.
ويشار إلى أهمية شانلي أورفا بالنسبة للديانة المسيحية أيضا، إذ تقول الروايات إن الملك أبجر الخامس، ملك الرها، أرسل رسالة إلى النبي عيسى عليه السلام يدعوه فيها للقدوم إلى مدينته، فأرسل له عيسى عليه السلام رسالة يبارك فيها المدينة، كما أرسل له منديلا مسح به وجهه فانطبعت صورته عليه.
وتحتوي شانلي أورفا كذلك ما يعتقد أنها أقدم بقايا لمعبد على وجه الأرض، في منطقة كوبيكلي تبه، التي ما زالت أعمال التنقيب مستمرة فيها، ويُعتقد أنها تعود إلى ما قبل 12 ألف سنة.
المصدر:تركيا بوست