خواطر في ليلة جمعة
حيدر محمد الوائلي
كن قوياً ولو تركوك وحيداً. لا تعوّل على الاخرين كي تحيا.
إنّ عُزلة تختارها يا صاحبي هي خيرٌ من تجمعات تقاد لها قود الحمير. مُكرهٌ تحضرها أو ربما حياءاً.
لا تضجر من طول الأنتظار على مبدأ فكرت فيه طويلاً فَخَبِرتَه وعَقِلته، فالحياة مواقف يا صاحبي.
عوّد نفسك أن تواسي نفسك بأن تستأنس بطريق الحق رغم قلة سالكيه، فتخيل أن صراخ الحق ملأ الطريق، كل الطريق. أعمى من لا يرى الحق جلياً.
لا تخف حينما تحس نفسك فرداً، فلربما تميزك فريداً.
أن الموت حياة، بل يبث الحياة، ولربما تحيا بصورة أبهى وأحلى بعدما تموت فالأنصاف صعب في حياة ليست عادلة.
تعلّم أن تكون أنت، عش حياتك، وأحفظ لنفسك الكثير من خصوصياتها لئلا تكون لقمة سائغة تُلاك بفم الثرثارين والمتربصين.
ربما سيتجاهلونك فتجاهلهم، ويُحَقّرونك فتحملهم، ويستهزؤون بك فلا تنس أن تبتسم، ويزيفون الحقائق ضدك فدافع عن فكرك بفكرك، ومن ثم يحاربونك فتنتصر!
اعتقد بأنك يوماً ستنتصر فتنتصر، فالنصر عزيز.
ربما تشعر أن الناس جهلوك وتجاهلوك، ولكن ليس حديث الناس من يصنع المجد يا صاحبي، ففي الناس جهلاء فاسدين تم تعظيمهم في زمانٍ لا يستحق فيه الذكر كثيرين ممن يُذكرون يومياً!
كن القائد فاهماً ما يدور حولك لا تابعاً ذليلاً يسيّروك مع قطعانهم من حضيرة لأخرى.
تحمل الأوجاع!
فالحياة صراع.
ولابد من صاعٍ تتلقاه، فتعلّم أن تكسب قوة من كل صاع.
اسكت سكوت الحكمة والصبر والتأمل عندما يسكت غيرك غباءاٌ وذلة ونفاقاً.
إن العقل يا صاحبي حكمة وصبر وتأمل كي تدرك أن في الكثير من الأمور خداع وجهل ومكر.
يا صاحبي إن عمرنا يمضي مسرعاً، لا نعرف كيف كبرنا فجأة وبان الشيب لدى التأمل بمنعرجات العمر في المِراة.
يا صاحبي بَدا علينا الكِبَر وبعد لم نهنأ بتحقيق أحلام الطفولة وأمال الشباب التي صار كلاهما أضغاث وهباء.
حاول أن ترفه عن نفسك وتسعد فليس هناك ما يستحق حريق الاعصاب وفوران الدم رغم اننا يا صاحبي لن نهنأ بالكثير من حلو الحياة فهي سجننا.
إخترناه سجناً وقيدنا أنفسنا وقيدونا فيه وصار التقييد عضواً من اعضاء الجسم وبفقدانه نصبح معاقين.