أيها الغائب....!!
أيها الغائب..... كيف لك أن ترحل عني وتترك أشياءك تعبث بي !.. فلا تعطيني حرية الإختيار أن أعيش بعضاً من الهدوء فى وحدتي وعزلتى في غيابك , لم تترك أثرك وبقايك عالقة فى روحي وقلبى وعقلى ؟ حتى إنني أفقد قدرتي على التأقلم ولو لبعض الوقت !
ما أظلمك يا عزيزى ! أين الشفافية ؟.. فكيف يفعل مثلي فى بقايا رائحة عطرك التي تركتها فى روحي المسكينة ؟ وكيف تقوى ذاكرتي على مواجهة جمال عينيك التى تتحداني في ليلي ونهاري ؟ وكيف أهدأ ومسامعي تحاصرها نبرة صوتك التي تشدو فى ملكات نفسي لحناً عذباً يأخذني إلى عالم جميل , وصوت ضحكاتك العالية مازلت ترن فى أذنى .. فخبرني بالله عليك كيف أهدأ ؟ كيف ؟ وبقايا قهوتك مازالت قابعة فى الفنجان كأنك تريد أن أقرأ طالعك !
هكذا تغيب عني وتترك بقاياك عن عمد أيها الشرير !.. متمرد أنت حتى فى غيابك , لا تترك لي فرصة للإختيار أن أبقى وحيدة , تفرض شروطك حتى فى رحيلك.. مؤلم حقاً في أفعالك !
أه منك!.. تترك أثرك فى مواجهتي , فأدخل فى معركة نهايتها محسومة لك , ما أمكرك أيها الراجل ! تشن حرباً وأنت واثق من الإنتصار , حتى إن حققت المحال وأنتصرت على بقاياك , سيكون إنتصار بطعم الهزيمة !
ومهما حاولت أن أجمع أشياءك وبقايك في غيابك .. فإنني أفشل أن أمحوها من نفسي , فأشياءك تسكن كل كياني !.. لذا أرجوك عندما ترحل .. أرحل كلك , ولا تترك أشياءك وبقاياك خلفك ! فأثرك يعبث بي ويربكنى , ويجعلنى أدخل فى حرباً خاسرة , وأنا ماتعودت الخسارة !
....
م