على الرغم من تبجيل وتوقير الإسلام ونبيِّه صلى الله عليه وسلم لكل الأنبياء فإن بعض الذين طُمِس على قلوبهم -فلم يعودوا يُبصرون النور- ما زالوا يُثِيرون بعض الشبهات حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلبوا الحقائق أباطيل، وبدَّلوا المحامد مثالب؛ يُريدون بذلك الوصول إلى مأربهم في تشويه صورة الإسلام وتزييف حقائقه، والنيل من النبي صلى الله عليه وسلم، فتناولوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثَّلْب والتجريح تارة، وبالكذب والتدليس تارة أخرى!

وفي هذه السطور نردَّ ردًّا سريعًا على الشبهة التي أثارها بعض المستشرقين في مسألة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها وهي في التاسعة من عمرها، وقد ذكرنا القصة قاملة في مقالين: زواج الرسول بسودة وعائشة، وزواج الرسول من عائشة، وفي هذا المقال نرد على تلك الشبهة، فنذكر في ذلك عدَّة أمور؛ منها:

1- يجب الانتباه عند تحليل أمر من الأمور إلى فروق العصر وظروف الإقليم؛ حيث إننا كثيرًا ما نتخيَّل في زمانٍ ما ضوابطَ معينةً تحكم مسألة من المسائل، فإذا تغيَّر الزمان أتى الناس بضوابط جديدة تحكمهم، وصار القديم بالنسبة إليهم مُستنْكَرًا، ولقد رأينا في زماننا منظمة الأمم المتحدة للطفولة تُحَدِّد عمر الطفل بأنه تحت الثامنة عشر من العمر[1]! ومع ذلك فإننا نقرأ في صفحات السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي عن مقاتلين أشداء، وفاتحين عظماء، كانوا في عمر أصغر من ذلك بكثير؛ أي كانوا أطفالًا بتعريفات زماننا! وذلك مثل أسامة بن زيد، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوذ ابن عفراء، وغيرهم -رضي الله عنهم جميعًا- ورأينا كذلك في هذه السنِّ المبكِّرة علماء أجلَّاء علَّموا الإنسانية كلها؛ أمثال: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري، والنعمان بن بشير، وغيرهم -رضي الله عنهم جميعًا- ولم يستغرب أحدٌ إسلام علي بن أبي طالب، أو الزبير بن العوام، أو الأرقم بن أبي الأرقم، أو معاذ بن جبل -رضي الله عنهم جميعًا- ووقوفهم وصمودهم ضدَّ تيار العرب والعالم أجمع، وكلهم كان دون السنِّ الذي نظنُّه سنَّ النضج والعقل، ولم تكن عائشة رضي الله عنها بمعزل عن هذا المجتمع المتفوِّق؛ بل كانت سابقةً فيه، وكانت رائدةً من روَّاده، ويبدو أننا نحن الذين ينبغي أن نراجع في عصرنا هذا تقييماتنا لأولادنا وبناتنا؛ كي لا نطلق عليهم مسمَّيات الأطفال بينما أودع اللهُ فيهم مَلَكَات العلماء والقادة والروَّاد!

2- لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أوَّل المتقدِّمين لخطبة عائشة رضي الله عنها، بل سبقه لخطبتها ابن المطعِم بن عدي كما رأينا، وعلى هذا فلم تكن هذه الخطبة المبكرة أمرًا منكرًا في الجزيرة العربية آنذاك، ولو بحثنا في صفحات السيرة لوجدنا الكثير والكثير من الفتيات اللاتي تمَّت خطبتهنَّ في هذه السنِّ المبكرة، ومنهن بنات الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، واللتان كانتا مخطوبتَيْن لعتبة وعتيبة أولاد أبي لهب.

3- كان هذا الزواج باقتراح من خولة بنت حكيم رضي الله عنها؛ وذلك لتوكيد الصلة مع أحبِّ الناس إليه، وهو أبوها أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه، ولو كان الأمر عجيبًا ما رأينا مثل هذا الحوار الذي تمَّ في سلاسة؛ سواء بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين خولة رضي الله عنها، أم بين خولة رضي الله عنها وبين عائلة الصديق رضي الله عنه، وإليكم الرواية:

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ[2] وَيَحْيَى[3]: لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَتْ: يَا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا تَزَوَّجُ؟ قَالَ: «مَنْ؟» قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا. قَالَ: «فَمَنِ الْبِكْرُ؟» قَالَتْ: ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ عز وجل إِلَيْكَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ: «وَمَنِ الثَّيِّبُ؟» قَالَتْ: سَوْدَةُ ابْنَةُ زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا تَقُولُ. قَالَ: «فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ». فَدَخَلَتْ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ: يَا أُمَّ رُومَانَ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ. قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ. قَالَتْ: انْتَظِرِي أَبَا بَكْرٍ حَتَّى يَأْتِيَ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ. قَالَ: وَهَلْ تَصْلُحُ لَهُ؟ إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِيهِ. فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ: «ارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ: أَنَا أَخُوكَ وَأَنْتَ أَخِي فِي الإِسْلَامِ وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي». فَرَجَعَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: انْتَظِرِي. وَخَرَجَ، قَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: إِنَّ مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ كَانَ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ[4]، فَوَاللهِ مَا وَعَدَ[5] مَوْعِدًا قَطُّ فَأَخْلَفَهُ لأَبِي بَكْرٍ[6]. فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ وَعِنْدَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَتَى، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ لَعَلَّكَ مُصْبِئٌ[7] صَاحِبَنَا مُدْخِلُهُ فِي دِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ إِنْ تَزَوَّجَ إِلَيْكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَقَوْلَ هَذِهِ تَقُولُ[8]؟ قَالَ: إِنَّهَا تَقُولُ ذَلِكَ[9]. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَقَدْ أَذْهَبَ اللهُ عز وجل مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْ عِدَتِهِ الَّتِي وَعَدَهُ، فَرَجَعَ فَقَالَ لِخَوْلَةَ: ادْعِي لِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَدَعَتْهُ[10] فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثمَّ خَرَجَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَقَالَتْ: مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، قَالَتْ: مَا ذَاكَ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْطُبُكِ عَلَيْهِ. قَالَتْ: وَدِدْتُ، ادْخُلِي إِلَى أَبِي فَاذْكُرِي ذَاكَ لَهُ. وَكَانَ شَيْخًا كبيرًا قَدْ أَدْرَكَهُ السِّنُّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ الْحَجِّ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَحَيَّتْهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ[11]، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقَالَتْ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ. قَالَ: فَمَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَخْطُبُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ. قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، مَاذَا تَقُولُ صَاحِبَتُكِ؟ قَالَتْ: تُحِبُّ ذَاكَ. قَالَ: ادْعُهَا لِي. فَدَعَيْتُهَا، قَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ إِنَّ هَذِهِ تَزْعُمْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَرْسَلَ يَخْطُبُكِ وَهُوَ كُفْءٌ كَرِيمٌ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُزَوِّجَكِ بِهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: ادْعِيهِ لِي. فَجَاءَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَهَا أَخُوهَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ مِنَ الْحَجِّ فَجَعَلَ يَحْثِي فِي رَأْسِهِ التُّرَابَ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: لَعَمْرُكَ إِنِّي لَسَفِيهٌ يَوْمَ أَحْثِي فِي رَأْسِي التُّرَابَ أَنْ تَزَوَّجَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي السُّنْحِ[12]، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ بَيْتَنَا، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَنِسَاءٌ، فَجَاءَتْنِي أُمِّي وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عَذْقَيْنِ[13] تَرْجَحُ بِي، فَأَنْزَلَتْنِي مِنَ الأُرْجُوحَةِ وَلِي جُمَيْمَةٌ[14] فَفَرَقَتْهَا، وَمَسَحَتْ وَجْهِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، ثمَّ أَقْبَلَتْ تَقُودُنِي حَتَّى وَقَفَتْ بِي عِنْدَ الْبَابِ، وَإِنِّي لأَنْهَجُ حَتَّى سَكَنَ مِنْ نَفْسِي، ثمَّ دَخَلَتْ بِي، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ، ثمَّ قَالَتْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُكِ فَبَارَكَ اللهُ لَكِ فِيهِمْ وَبَارَكَ لَهُمْ فِيكِ. فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَخَرَجُوا، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا، مَا نُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ وَلَا ذُبِحَتْ عَلَيَّ شَاةٌ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِجَفْنَةٍ[15] كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ[16].

4- نعرف أنَّ قريشًا كانت تتربَّص بالرسول صلى الله عليه وسلم الدوائر لتأليب الناس عليه، ولم تترك مجالًا للطعن فيه إلَّا سلكوه، ولو كان زُورًا وافتراءً، ومع ذلك فإنها لم تُدْهَشْ حين أُعْلِنَ نبأ المصاهرة بين أعزِّ صاحبين، وأوفى صديقين؛ بل استقبلته كما تستقبل أيَّ أمر طبيعي، ولم تُشَنِّع بأي صورة من صور التشنيع على هذا الزواج، دلالة على قبوله وعدم استنكاره.

5- أثبت التاريخ بعد ذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت ناضجة تمام النضج؛ حيث استوعبت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بذكاء، وكانت سريعة التعلُّم جدًّا؛ بل صارت من أكثر المسلمين والمسلمات علمًا، وكانت ردودها على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفساراتها تدلُّ على كمال عقلها، وسعة اطلاعها، وقوَّة ذكائها، ولا يكون ذلك لطفلة ليس لها في أمور الزواج.



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

[1] المادة الأولى من «اتفاقية حقوق الطفل» الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف-Unicef): www.unicef.org.

[2] هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، المدني، يروي عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما.

[3] هو يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، يروي عن عائشة رضي الله عنها.

[4] لم ينزل في ذلك الوقت تشريع منع المسلمات من الزواج من المشركين، إنما كان ذلك في المدينة.

[5] قال السندي: "فَوَاللهِ مَا وَعَدَ"؛ أي: أبو بكر. انظر: حاشية مسند الإمام أحمد 14/367.

[6] "لأَبِي بَكْرٍ"؛ أي: قالت ذلك في شأن أبي بكر، ومثل هذا الكلام في المعنى جواب لسائل قال: لمن قالت هذا الكلام؟ فأجيب: قالت لأبي بكر. وقالت أم رومان ذلك اعتذارًا عن خروجه، وأَمْرِهَ لها بالانتظار. انظر: حاشية مسند الإمام أحمد 14/367.

[7] مصبئ: من أصبأ، بهمزة، إذا أخرج أحدًا من الدين، والصابئ: الخارجُ من الدين. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 14/369.

[8] أقول هذه تقول: أي أتقول أنت قولَ هذه وترضى به، وترجع عن الخطبة التي كانت منك؟ انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 14/369.

[9] قال السندي: قيل: وقوله: إنها تقول ذلك. تقرير لقولها، وأنه قولٌ صحيحٌ. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد 14/369.

[10] لم يشأ أبو بكر رضي الله عنه أن يذهب بنفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يحرجه بالزواج إن كان قد رأى أمرًا آخر، كما أن هذا أليق بحفظ مكانة البنت بعدم عرضها على مَنْ يتقدَّم إليها.

[11] لا يجوز لخولة أن تلقي تحية الإسلام على كافر، ولذلك حيَّته تحية الجاهلية؛ وهي: عمت صباحًا. وقال أبو القاسم الأصبهاني: وَتَحِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ: أَنْعِمْ صَبَاحًا. انظر: أبو القاسم الأصبهاني: دلائل النبوة ص82، وقال الصالحي: تحية الجاهلية: عم صباحًا. سبل الهدى والرشاد 6/301، وانظر: الزبيدي: تاج العروس 6/517، 33/523، وتقول: أَنْعَم اللهُ عليك من النِّعْمة، وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَكَ من النُّعُومةِ، وقولهُم: عِمْ صباحًا كلمةُ تحيَّةٍ؛ كأنه محذوف من نَعِم يَنْعِم. ابن منظور: لسان العرب، 12/579.

[12] السُّنْح: موضع به منازل بني الحارث من الخزرج بعوالي المدينة المنورة، وبينه وبين المسجد النبوي ميلٌ. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان 3/265، وابن حجر: فتح الباري 7/29.

[13] العَذْق: النخلة.

[14] جُمَيْمَة: مصغَّر الجُمَّة؛ وهي ما سقط على المنكبين من شعر الرأس.

[15] الجَفْنة: وعاءٌ للطعام من خَزَفٍ ونحوه، قَصْعة كبيرة. انظر: أحمد مختار عمر: معجم اللغة العربية المعاصرة 1/380، وقال ابن منظور: القَصْعةُ الضَّخْمةُ تُشْبع العشرة. ابن منظور: لسان العرب، 8/274.

[16] أحمد (25810)، واللفظ له، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وقال ابن كثير: وهذا السياق كأنه مرسل وهو متصل. انظر: البداية والنهاية 3/163، وقال الهيثمي: في الصحيح طرف منه، رواه أحمد، بعضه صرَّح فيه بالاتصال عن عائشة رضي الله عنها، وأكثره مرسل، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. انظر: الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9/227، والطبراني: المعجم الكبير، (19012)، وقال ابن حجر: روى أحمد والطبراني بإسناد حسن عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون... انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/225.

د.راغب السرجاني