قصيدة ( بغداد )
___________________
قلبي على أمواجِ دجلة يرهفُ
............ يشدو على لحن الضفاف ويرشفُ
تسقي عهوداً للصبابة بيننا
...........تخضرّ منها بالوصالِ وتورِفُ
بغدادُ أغنية الزمان فقد هفا
......... وترُ الهوى من عذب لحنكِ يعزفُ
فكأنّ قلبُكِ يازليخا قلبُنا
......... لكنَّ بغدادَ الحبيبةَ يوسفُ
حتى تغشّتها الرزايا والبَلا
......... طمعاً بدتْ قِطَعُ الغياهبِ تزحفُ
نشبتْ بناعمِ جيدها أظفارَها
......... فتجلّلَتْ بخضاب جرحٍ ينزفُ
بالأمس يسحرُنا بريقُ عيونها
........ واليوم غائرةُ الحِداقِ وتذرفُ
فتلفّتتْ من حولها أِذ لم تجدْ
........ أِلاّ خذولاً عن جراحِكِ يطرُفُ
فكانَّ صوتَ زفيرها قولٌ علا
........ ياساسةَ الزمنِ الوضيعِ تلطَّفوا
أين الحُماةُ فقد تعاظمَ خطبنُا
....... وتكالبوا من كل صوبٍ مُشنِفُ
فقد انبرى رمزُ المراجعِ مُفتياً
........ فتوىً لها غَدَتِ الفرائصُ ترجفُ
هبَّوا أُباةُ الضيم تصهلُ خيلُهم
....... كهزيمِ رعدٍ في حشاهم يعصفُ
فتمزّقتْ ظُلَمُ الدّجى أثوابُها
....... وتبسّمتْ بغدادُ صبحاً يكشفُ
وصدى الكنائس قد علا ناقوصُها
........ وسنا قِباُبُكِ في ذُراها تلصِفُ
بقلمي : الشاعر حيدر مجيد التميمي