هل وجود التوأمين بنفس الفصل المدرسي يفيدهم؟
إن إرسال "التوائم" إلى المدرسة لا يعتبر بالنسبة للآباء مجرد تحدّ مزدوج بتوفير حقيبتين مدرسيتين ومجموعتين من الكتب، إلى جانب عبء الإشراف على أداء الواجب المدرسي لاثنين في نفس الوقت، حيث أعرب أخصائي علم النفس بودو رويسر، عن اعتقاده بأنه من المهم ألا يدع الآباء أنفسهم يُخدعون بأن هناك "سمات مميزة" للتوائم الذين أنجبوهم.
ويرى أنه ليس مفيدا بشكل خاص بالنسبة لتطوير وتنمية شخصية أحد التوأمين أن يُشرك التوأم الآخر على الدوام في كل مسألة، حيث يضيف رويسر أن الصحيح أن يُعامل التوائم مثلما يعامل الأولاد الآخرون، بمعنى أن يكون لكل ابن شخصية مستقلة.
ويتفق مع هذا الطرح الأخصائي النفسي المدرسي كلاوس سيغفريد من رابطة الأخصائيين النفسيين الألمان، ويقول إن القاعدة الأساسية تتمثل في منح التوائم الفرصة لتنمية شخصياتهم، وينصح بأنه من الأفضل البدء بمجموعات منفصلة من التوائم في مدارس الحضانة.
ولا تساعد هذه الفكرة التوائم على أن يصبحوا معتمدين على أنفسهم فحسب، ولكنها تعني أيضا أنه لن ينتهي الحال بأحدهم بالتواجد في فصل دراسي مملوء بالوجوه غير المألوفة له. ويوضح سيغفريد أن الأشقاء -سواء كانوا توائم أم لا- يتنافسون في الغالب فيما بينهم، ويقول إن هذا مدعاة لأن يكون لكل طفل دائرة خاصة به.
وأعرب رويسر عن اعتقاده بأن الآباء بحاجة إلى أن يلاحظوا كيف يتصرف الآخرون حيال التوائم، فمثلا إذا رأى المعلمون أنهم يجدون مشقة في التعامل مع فصل دراسي به توائم، فقد يكون الفصل بينهم وتوزيعهم على فصول مختلفة مؤيدا لفكرة الفصول المنفصلة لهم. غير أن هناك أشياء عملية أخرى جديرة بوضعها في الاعتبار، فمثلا وضع التوأمين في فصلين منفصلين يعني أن الأبوين سيكونان مشغولين بالإشراف على أداء كل منهما لواجب مدرسي منفصل، كما سيواجهان مشكلة الترتيب لرحلة منفصلة لكل منهما مع الفصل الدراسي التابع له.
وفي هذا الصدد، يرى رويسر أنه إذا كان الأبوان يشعران بالضغوط إزاء هذا العبء، فسيكون ذلك سببا في التفكير في الجمع بين التوأمين في فصل دراسي واحد، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية.