كيف تعرفين بأن طفلك يعاني من اضطرابات نفسية؟


  • يخلط الآباء بين الاضطرابات النفسية والمشاكل السلوكية التي تصيب الأطفال، لذلك، أوضح أخصائي العلاج النفسي محمد فريج الفرق بين المفهومين لبناء شخصية طفل قوية خالية من عقد نفسية.

    وشدّد شدّد أخصائي العلاج النفسي محمد فريج، خلال المحاضرة التوعوية "هل يعاني طفلك من اضطرابات نفسية؟" التي أقيمت في المركز الثقافي في أبوظبي برعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وذلك بتنظيم كل من المركز الأمريكي النفسي والعصبي وملتقى أمهات أبوظبي، على أهمية توافر 3 عناصر مجتمعة للاستدلال بأن الطفل مضطرب نفسياً وهي: الشدّة المدّة والتكرار أي ألا يكون الخلل في حالة طفل نتيجة حالة طارئة أو رد فعل لموقف محدد انتهت آثاره بعد أيام معدودة.

    وقدّم الأخصائي مثالاً بسيطاً على توافر هذه العناصر الثلاثة قائلاً: "إذا صادف طفل في الطريق مشهد تعرض قطة للدهس من قبل سيارة، وظل المشهد عالقاً في ذاكرته لأكثر من شهر وبدأ يحلم كوابيس ويتحدث دائماً عن الموضوع لفترة متكررة وطويلة المدى فهذا يعني أن الموقف سبّب له اضطراباً نفسياً ويحتاج إلى طبيب نفسي متخصص لمتابعته قبل أن تتحول إلى عقدة تترافق معه بعد سن البلوغ".

    وعن أنواع الاضطرابات النفسية، شرح محمد فريج أن البعض منها يظهر في السنين الأولى من العمر مثل التأخر العقلي والتوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه وهناك بعض الاضطرابات التي تصيب البالغين قد تصيب الأطفال كالقلق بأنواعه والاكتئاب والوسواس القهري والفصام.

    أما الاضطرابات السلوكية مثل التدهور في الآداء الدراسي أو في تعامله مع أصدقائه أو أخواته قد تنشأ بسبب ضعف إلمام الآباء بمهارات التواصل مع أبنائهم والأساليب المثلى للثواب والعقاب. ولا يمكن التعامل مع الطفل بعيداً عن الأسرة، فالاضطرابات النفسية لدى الأطفال قد تكون بسبب اضطرابات في الأسرة أو قد تسبب هي تلك الاضطرابات، وعليه يجب التعامل مع كل تلك المشكلات من خلال جلسات مع الوالدين أو مع الأسرة ككل، وتوفير سبل الدعم النفسي للوالدين ومن خلال جلسات فردية أو جماعية.

    وهناك الكثير من أنواع العلاجات تختلف وفقاً لتشخيص نوع الاضطراب النفسي الذي يصاب به الطفل، وقد يختلف بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي والعلاج بالتمثيل عن من خلال مشاهدة مسرحيات تخاطب المشاعر المكنونة عند الطفل والتي يعجز عن التعبير عنها.

    وأوصى الأخصائي النفسي في نهاية محاضرته بضرورة حض الآباء على إثراء المصطلحات العاطفية عند الطفل ليتمكن من التعبير عن أحاسيسه بكل ثقة مما يسهم في وقايته من الاضطرابات النفسية. وقدّم محمد فريج في الجدول المرفق نموذجاً على كيفية تنمية هذه المصلحات العاطفية ويمكن اعتماده في المنزل كأحد أساليب لتعليم الطفل حصيلة لغوية لوصف مشاعره وتوطيد العلاقة بين الآباء وأبنائهم.