اشعار الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلامع تحياتي زينب النجفية
أَنا اِبنُ عَلَيِّ الحبرِ مِن آلِ هاشِم
كَفاني بِهَذا مَفخَراً حينَ أَفخَرُ
وَجَدّي رَسولُ اللَهِ أَكرَمُ مَن مَشى
وَنَحنُ سِراجُ اللَهِ في الأَرضِ يزهرُ
وَفاطِمَة أُمّي سُلالَةُ أَحمَدٍ
وَعَمّي يُدعى ذا الجَناحَينِ جَعفَرُ
وَفينا كِتابُ اللَهِ يَنزِلُ صادِقاً
وَفينا الهُدى وَالوَحيُ وَالخَيرُ يُذكَرُ
وَنَحنَ وُلاة الناسِ نَسقي وُلاتنا
بِكَأسِ رَسولِ اللَهِ ما لَيسَ يُنكَرُ
وَشيعَتُنا في الناسِ أَكرَمُ شيعَةٍ
وَمُبغِضُنا يَومَ القِيامَةِ يَخسَرُ
تَبارَكَ ذو العُلا وَالكِبرِياءِ
تَفَرَّدَ بِالجَلالِ وَبِالبَقاءِ
وَسَوّى المَوتَ بَينَ الخَلقِ طُرّاً
وَكُلُّهُمُ رَهائِنُ لِلفَناءِ
وَدُنيانا وَإِن مِلنا إِلَيها
وَطالَ بِها المَتاعُ إِلى اِنقِضاءِ
أَلا إِنَّ الرُكونَ عَلى غُرورٍ
إِلى دارِ الفَناءِ مِنَ الفَناءِ
وَقاطِنُها سَريعُ الظَعنِ عَنها
وَإِن كانَ الحَريصَ عَلى الثواءِ
أَنا الحُسَينُ بنُ عَلِيّ بنُ أَبي
طالِب البَدر بِأَرضِ العَرَبِ
أَلَم تَرَوا وَتَعلَموا أَنَّ أَبي
قاتِلُ عَمرٍو وَمُبير مرحَبِ
وَلَم يَزَل قَبلَ كُشوفِ الكَربِ
مُجَلِّياً ذَلِكَ عَن وَجهِ النَبِي
أَلَيسَ مِن أَعجَبِ عَجَبِ العَجَبِ
أَن يَطلُبَ الأَبعَدُ ميراثَ النَبِي
وَاللَهُ قَد أَوصى بِحِفظِ الأَقرَبِ
نادَيتُ سُكّانَ القُبورِ فَأُسكِتوا
وَأَجابَني عَن صَمتِهِم تُربُ الحَصى
قالَت أَتَدري ما فَعَلتُ بِساكِني
مَزَّقتُ لَحمَهُمُ وَخَرَّقتُ الكِسا
وَحَشَوتُ أَعيُنَهُم تُراباً بَعدَما
كانَت تَأَذّى بِاليَسيرِ مِنَ القَذا
أَمّا العِظامُ فَإِنَّني مَزَّقتُها
حَتّى تَبايَنَتِ المَفاصِلُ وَالشوا
قَطّعتُ ذا زادٍ مِن هَذا كَذا
فَتَرَكتُها رمَماً يَطوفُ بِها البَلا
ذَهَبَ الَّذينَ أُحِبُّهُم
وَبَقيتُ فيمَن لا أَحِبُّه
فيمَن أَراهُ يَسُبُّني
ظهرَ المَغيبِ وَلا أَسُبُّه
يَبغي فَسادي ما اِستَطاعَ
وَآمُرُهُ مِمّا أَرُبُّه
حَنقاً يَدُبُّ إِلى الضرّا
ءِ وَذاكَ مِمّا لا أَدُبُّه
وَيَرى ذُبابَ الشَرِّ مِن
حَولي يَطِنُّ وَلا يَذُبُّه
وَإِذا خَبا وَغر الصُدو
رِ فَلا يَزالُ بِهِ يُشِبُّه
أَفَلا يَعيجُ بِعَقلِهِ
أَفَلا يَثوبُ إِلَيهِ لُبُّه
أَفَلا يَرى أَن فِعلهُ
مِمّا يَسورُ إِلَيهِ غبُّه
حَسبي بِرَبّي كافِياً
ما أَختَشي وَالبَغيُ حَسبُه
وَلَعَلَّ مَن يَبغي عَلَي
هِ فَما كَفاهُ اللَهُ رَبُّه
يُحَوَّلُ عَن قَريبٍ مِن قُصورٍ
مُزَخرَفَةٍ إِلى بَيتِ التُرابِ
فَيُسلَمَ فيهِ مَهجوراً فَريداً
أَحاطَ بِهِ شُحوبُ الإِغتِرابِ
وَهَولُ الحَشرِ أَفظَعُ كُلِّ أَمرٍ
إِذا دُعِيَ اِبنُ آدَمَ لِلحِسابِ
وَأَلفى كُلَّ صالِحَةٍ أَتاها
وَسَيِّئَةٍ جَناها في الكِتابِ
لَقَد آنَ التَزَوُّدُ إِن عَقِلنا
وَأَخذُ الحَظِّ مِن باقي الشَبابِ
لَعَمرُكَ إِنَّني لَأُحِبُّ داراً
تَحلُّ بِها سَكينَةُ وَالرَبابُ
أُحِبُّهُما وَأَبذُلُ جُلَّ مالي
وَلَيسَ بِلائِمي فيها عِتابُ
وَلَستُ لَهُم وَإِن عَتِبوا مُطيعاً
حَياتي أَو يُغَيِّبني التُرابُ
إِذا اِستَنصَرَ المَرءُ اِمرَءاً لا يَدي لَهُ
فَناصِرُهُ وَالخاذِلونَ سَواءُ
أَنا اِبنُ الَّذي قَد تَعلَمونَ مَكانَهُ
وَلَيسَ عَلى الحَقِّ المُبينِ طَخاءُ
أَلَيسَ رَسولُ اللَهِ جَدّي وَوالِدي
أَنا البَدرُ إِن خَلا النُجوم خَفاءُ
يُنازِعُني وَاللَهُ بَيني وَبَينَهُ
يَزيدٌ وَلَيسَ الأَمرُ حَيثُ يَشاءُ
فَيا نُصَحاءَ اللَهِ أَنتُم وُلاتُهُ
وَأَنتُم عَلى أَديانِهِ أُمَناءُ
بِأَيِّ كِتابٍ أَم بِأَيَّةِ سُنَّةٍ
تَناوَلَها عَن أَهلِها البُعَداءُ
أَلَم يَنزِلِ القُرآنُ خَلفَ بُيوتِنا
صَباحاً وَمِنَ الصَباحِ مَساءُ
يُنازِعُني وَاللَهُ بَيني وَبَينَهُ
يَزيدٌ وَلَيسَ الأَمرُ حَيثُ يَشاءُ
فَيا نُصَحاءَ اللَهِ أَنتُم وُلاتُهُ
وَأَنتُم عَلى أَديانِهِ أُمَناءُ
بِأَيِّ كِتابٍ أَم بِأَيَّةِ سُنَّةٍ
تَناوَلَها عَن أَهلِها البُعَداءُ
اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ