"إن قيلَ إنكِ يا حوّاءَ نَاقِصَةٌ
فاللَّهُ أكبرُ من أن يَخلقَ النّقصا
يا بِدعَةَ الخلقِ .. يا عَينَ الكَمَالِ أما
ترينَ أنكِ مِن إبداعِهِ الأقصى
"إن قيلَ إنكِ يا حوّاءَ نَاقِصَةٌ
فاللَّهُ أكبرُ من أن يَخلقَ النّقصا
يا بِدعَةَ الخلقِ .. يا عَينَ الكَمَالِ أما
ترينَ أنكِ مِن إبداعِهِ الأقصى
كأنّ الحُزْنَ مَشْغُوفٌ بقَلبي
فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا
كَذا الدّنْيا على مَن كانَ قَبْلي
صُروفٌ لم يُدِمْنَ عَلَيْهِ حَالا
فتَحتُ قلبي لكلِّ الناسِ محتسِباً
أجري وما كان لي في الناسِ أطماعُ
أرى معايبَ أقوامٍ فأستُرُها
وأشترى بنفيسِ الودِّ مَن باعوا
وما أزالُ أُداري مَن يكايدُني
مُدَّثِّراً بسمتي والقلبُ مُلتاعُ
لي قُدرةٌ في احتمالِ الناسِ كلِّهِمُ
إلا الذينَ لهمْ في الحُمْقِ إبداعُ
يا قاطِعاً حَبلَ وُدّي
وَواصِلاً حَبلَ صَدّي
وَسالِياً لَيسَ يَدري
بِطولِ بَثّي وَوَجدي
لَو كانَ عِندَكَ مِنّي
مِثلُ الَّذي مِنكَ عِندي
لَبِتَّ بَعدِيَ مِثلي
وَبِتُّ مِثلَكَ بَعدي
وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المَذَاقِ
تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافة َ فرقة ٍ أوْ لاشتياقِ
فيبكي إنْ نأى شوقاً إليهمْ
ويبكي إنْ دنوا خوفَ الفراقِ
فتسخنُ عينهُ عندَ التنائي
وتسخنُ عينهُ عندَ التلاقي ..
لو أنّ السماء تحكي
لعرفتَ يا حبيبي البعيد
كم نسمةً في بلادي
إليكَ تريد
وعرفتَ سرَّ نجواي وغنائي،
وسرّ مرضي
الذي يشاطرهُ الهوى
فَيزيد
ما زلتُ أجرعُ دمعتي من غلَّتي
أُخفي الهوى عن عاذلي وأصونُ
حتّى إذا صاح الغُرابُ بِبَيْنهم
فضحَ الفراقُ صبابة المحزون
ولما تلاقينا على سفح رامة ..
وجدتُ بنان العامرية أحمرا
فقلت خضبت الكف بعد فراقنا؟
فقالت معاذ الله ذلك ما جرا
ولكنني لما رأيتك راحلاً ..
بكيت دماً حتى بللت به الثرا
مسحت بأطراف البنان مدامعي ..
فصار خضاباً بالأكف كما ترا.
ما ضَلَّ بِالخَبَرِ اليَقِينِ وَمَا غَوَى
أَبَدَاً وَلَمْ يَنْطِقْ حَدِيثَاً عَنْ هَوَى
بَلْ جَاءَ بِالغَيْثِ الكَرِيمِ فَلَمْ يَذَرْ
شِبْرَاً عَلَى وَجْهِ البَسِيطَةِ مَا ارْتَوَى
صَلُّوا بِلَا شُحِّ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
مَا لَاحَ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَا ضَوَى.
صلو على الحبيب ليطيب يومكم
اللهم صل على محمد وال محمد