أوَميض بَرْقٍ بالأُبَيْرِقِ لاَحا
أم في رُبَى نجد أرى مِصباحا
أم تلكَ ليلى العامريّةُ أَسْفَرَتْ
ليْلاً فصيّرَتِ المساءَ صباحا
أما ترى اليومَ ما أحلى شمائلهُ
صحْوٌ وغيْمٌ وإبراقٌ وإرعادُ
كأنه أنت .. يا من لا نظير له
وعْدٌ وخُلْفٌ وتقريبٌ وإبعادُ !
مَا كُنتُ أعْلمُ أنَِّ العِشقَ يَا وَطَني
يَومًا سَيَغْدُو مَعَ الأيَّامِ إدمانَا
عَلَّمْتَنا العِشْقَ.. حَتَّى صَارَ فى دَمِنَا
يَسْرِى مَعَ العُمْرِ أَزْمَانًا.. فَأزْمَانَا
أنت فـي حِـلٍّ فـزدنـي سقما
وافنِ جسمي واجعَلِ الدَّمعَ دَمَا
وارْضىَ لي الموتَ بهَجْركَ لي فإن
ألِمت نفسي فـزدها أَلَما
روعـة ُالعاشقِ فـي ذلٌّ الهوى
وإذا ما اسـتُـودِعَ سِـرَّاً كَتَما
ليس مـنا مـن شـكـى عـلـتهُ
مَـنْ شَكا ظُـلْـمَ حَبيبٍ .. ظَـلـَما
لا تجزعنّ فلست أوّل مغرمٍ
فتكتْ بهِ الوجناتُ والأحداقُ
واصبِر على هجرِ الحبيب فربّما
حان الوصالُ وللهوى أخلاقُ ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع
بلا انتهاء كالدَّم المراق كالجياع
كالحبّ كالأطفال كالموتى هو المطر!
بدر شاكر السياب
قبَّلْتُها عندَ الصَّباحِ فجاوبتْ
أفطرتَ يا هذا ونحنُ صيامُ
فأجبتُها أنتِ الهلالُ وعندنا
الصومُ في مَرْأى الهلالِ حرامُ !
يا أَعدَلَ الناسِ إِلا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
المتنبي
أراني ماذكرتُ لكَ الفراقَ
و دمعكَ واقفٌ إلا هراقا
بلحظكَ لا هجرتَ وأيِّ لحظٍ
أراقَ دمي وأيِّ دمٍ أراقــا
لقدْ طالَ المطالُ عليَّ لولا
خيالكَ زارَ مضجعي استراقا
و ما شيء بأعظمَ منْ جسومٍ
مفـــرّقة ٍ .. وأرواحٍ تَــــلَاقىٰ
فكمْ سمحَ الهوى بدمي ودمعي
و كلَفني بِكمْ ولـهاً وشـاقـا
و أمرضني وأضرمَ نارَ وجدي
و ذلكَ مذهبُ الحُبِّ اتفاقا
ولـوْ كانَ الهوى العذريُّ عدلاً
لحملَ كلَّ قلبٍ ما أطاقا