إنّي أغارُ عليكِ من غسق الدُّجى
خوفًا عليك فلا يُجنّ ويتبعك
يا نجمةً ملأت فؤادي بالهوى
كوني بريقي إن لي قلبٌ معك
يا كم تمنّيتُ الفضاءَ بأضلُعي
كي لا أرى فُلكًا يناجي أضلُعك.
إنّي أغارُ عليكِ من غسق الدُّجى
خوفًا عليك فلا يُجنّ ويتبعك
يا نجمةً ملأت فؤادي بالهوى
كوني بريقي إن لي قلبٌ معك
يا كم تمنّيتُ الفضاءَ بأضلُعي
كي لا أرى فُلكًا يناجي أضلُعك.
لي حبيبٌ حبهُ وسط الحشى
ان يشأ يمشي على خدي مشى
أكادُ أبوحُ باسْمِك غيرَ أنّي
أَغارُ عليك مِن هَمْسِ الشِّفَاهِ
فأُخفي عنهمُ شوقي وعنّي
ولا يَدري بهِ إلا إلهي
عجبي على حرفينِ قد سلبا وقاري
حاءٌ حريقٌ وباءٌ بتُ في ناري
ألا هَل لأشواقي إليك سبيلُ؟
وهل لاشتعالي في هواك مَثيلُ؟
وهل لِرفيفِ القلبِ عندَك مَلجأٌ
وهل لِنزيفِ النَّازفاتِ دَخيلُ؟
يقولون لو يَهوى لسالتْ دموعُهُ
ولكنَّها بين الضلوعِ تَسيلُ ..!!
ألوم معذِّبي، فألومُ نفسي
فأُغضِبُهُا ويرضيها العذابُ
ولو أنَّي استطعتُ لتبتُ عنه
ولكنْ كيف عن روحي المتابُ
لك الفؤادُ الذى أصبحتَ تملكُه
وإن أردتَ فخذْ إن شئتَ أحداقِي
فأنت فيها كرمشٍ بات يحرسُها
وإن شكا القلبُ همّا أنت تِرياقي
فكيف باللهِ لا أُصْغي لمن مَلَكوا
فكري وحرفي وأقلامي وأشواقي
وان أردتَ جوابى دون فلسفةٍ
يكفيكَ أولُ بيتٍ واترك الباقي
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ * وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ * وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ * ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ
وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّة * وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ
"جاروا عليَّ بلا ذنبٍ وما عدلوا
ما كان ضرّهمُ لو أنّهم عدلوا
وكنت أغفر ما يأتون من زلل ٍ
كأنّما حسنات منهم الزّللُ
رعاهم الله إن حلّوا وإن رحلوا
وإن هم فعلوا بالقلب ما فعلوا"
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي * وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا * وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ * حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني * وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِدا * حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي * أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ