17:00 12/03/2017
لا يمكن ان تصدق ان هذا البناء المستطيل الشكل والضيق على شكل الممر او كما شبهه البعض بـ "القبر"، هو منزل! وحتى لو صدقت ان هناك من يقبل ان يعيش فيه، فقد لا تصدق ان ثمنه 800 ألف إسترليني وهو بهذا اغلى منزل صغير الحجم في لندن ! فإذا كان لك أثاث منزلي مثل سرير نوم مزدوج وأريكة وثلاجة، فإن منزلا معروضا للبيع في لندن لن يكون كافيا لهذا الأثاث. ولا تستغرب فالمنزل لا يتعدى عرضه 3 أقدام فقط. وربما السبب أن البيت المعروض في المزاد العلني يقع في بداية منطقة جميلة في نايتسبريدج، وهي واحدة من أغلى أجزاء مدينة لندن.
ورغم أن العديد من المنازل المجاورة بالمنطقة تشبه الأكواخ أو مرائب السيارات، إلا أن هذا المنزل بالذات يبدو مختلفا تماما، فرغم أنه ضيق وطولي إلا أن واجهته الخارجية تغطي مساحة 65 قدما تطل على أبهى الأماكن اللندنية.
المنزل لا يتعدى عمقه الداخلي 2.5 قدم، ما يجعله أقرب لقبر طولي منه لمنزل، خاصة مع الإهمال الحاصل فيه والأوساخ المتراكمة والقمامة. وإذا كانت المساحة الداخلية الكلية المستطيلة تبلغ 280 قدما مربعا أي 26 متر مربع فقط، إلا أن هذا العقار يبدو كما لو أنه جزء من عربة قطار قديم مهجورة وليس منزلا سكنيا بأي حال من الأحوال. ومع ذلك، هناك إمكانية في إعادة تخطيط المكان بشكل يجعله أكثر رحابة كاحتمال إضافة طابق مسروق علوي، وهذا يعتمد على شطارة المهندس المعماري.
وقد ظل هذا المنزل العجيب على شكل الممر، مسكوناً بواسطة سيدة نمساوية تدعى ليندا وايلدونر ولمدة ستين عاما منذ أن انتقلت للعيش فيه بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. وطوال عقود ظلت هذه السيدة عضوا فاعلا في المجتمع المحلي وباتت مشهورة بين الناس، خاصة أنها خلقت حديقة رائعة وجميلة أمام المنزل كانت مثار إعجاب المارة. وقد توفيت السيدة المالكة عن عمر 94 سنة في عام 2010 ويخضع البيت الآن للمزاد بواسطة مكتب سافيلس حيث عرض لتنفيذ البيع بواسطة ورثة الراحلة.
بغض النظر أن البيت لن يسع سوى سرير واحد عرضياً، ويتطلب إعادة تأهيل شامل ليعود إلى الحياة، إلا أنه تجاوز فعليا أكثر من سعر المنازل عامة في بريطانيا بثلاث مرات ونصف. وقد يعود السبب إلى الموقع الاستراتيجي، فالموقع في منتصف نايتسبريدج، وقريب من قاعة رويال ألبرت، كذلك محلات هارودز وحدائق هايد بارك التي لا تبعد عنه سوى دقائق قليلة، كما أن التملك الحر في المنطقة يتطلب ما يصل إلى 7.8 مليون استرليني.
وقال كريس كولمان سميث، رئيس المزاد في سافيلس: "من الوهلة الأولى نرى بيتا ضيقا ولكن هناك شيء مختلف أن الواجهة تصل إلى 65 قدما، برغم أن نهاية المنزل في عمقه لا تتعدى 2.5 قدم". ويعلق: "لكن الموقع استراتيجي ويعتبر واحدا من أفضل العناوين في لندن، وهذا يعطي المكان قيمة لا تضاهى". وأشار إلى السيدة التي سكنت هنا وكيف أن هذا المنزل حولها إلى شخصية مشهورة، وعلق على أن المكان يتطلب التأهيل فعلياً، وقال: "لكنه بأي حال رائع ولم يحصل لي أن عبرت بمثله".
بغض النظر عن المبالغة في إطراء الرجل على المنزل باعتبار أنه يرغب في التسويق له، واستمراره في القول: "دائما يدهشني الناس الذين يعيشون في مساحات صغيرة وهذا المكان مثالي لهم"، إلا أن العرض جاد وقد يتحقق. وقد قال رئيس المزاد أخيرا: "هناك شخص ما سوف يخلق من هذا المكان شيئا عبقريا وفريدا.. ففي هذه المنطقة ذات الحصى الرائع في الأرضيات في نايتسبريدج تبدو الفرصة عظيمة لا تتكرر".