الفصيح يدخل في جميع المواضيع و يناقشها بين سطوره و مهما اختلفت ألوانه و خطوطه فيبقى مميزا يتسم بجماله و تألقه الظاهرين , يتحدث تارة عن الحب و تارة عن الصداقة الصداقة ذلك الكنز الثمين من حافظ عليها و رعاها اغتنى من كنزها و تزين بجواهرها و من لم يحافظ عليها و لم يقدر قيمتها كان هو الخاسر الاكبر و تنوعت أبيات الشعر الفصيح المتحدثة في الصداقة و اختلفت في وصفها و من أبرز و أجمل أبيات القصيد التي قيلت في الصديق و الصداقة :
إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرْ عَلَيْـهِ التَّأَسُّفَـا
فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا
إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا
وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بِالجَفَـا
وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا
سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا .................................................. .........
و في قصائد أخرى للشعر الفصيح :
قصيدة انا وهابي
أنا وَهّابـــــــي أفخرُ ثُمَّ أشْرُفْ … إذا افتخروا برَفْضٍ أو تصَوّفْ
أدينُ اللهَ بالديـــــنِ المُصَفّــــى … عن الأدْرانِ مِن شـــرْكٍ مُقرّفْ
ومِن فعْــلِ ابتــــداعٍ لا اتبـــاعٍ … عن المِناهجِ يُبعِدُهمْ ويصْرِفْ
سبيلُ محمـــدٍ قَصْديْ ونَهْجيْ … على أثــــرِ الأُلَـــى فيهِمْ وأَلَّـف
صِحاب محمــــدٍ أكْـرِمْ بِصَحْـبٍ … فإنَّ الصَّحْبَ بالمصحوبِ تُعْرَفْ
وقولُ الوحْيِ عنديْ لا يضاهَى … ورايتُــــهُ على كلٍّ تُــرَفـــــرِفْ
إذا اتّبعوا الهوى أو رأيَ عقلٍ … يقولُ بهِ دَعِـــيٌّ أو مُخـــــرّف .................................................. .....
قصيدة بهاء الطهر
أنا وَهّابـــــــي أفخرُ ثُمَّ أشْرُفْ … إذا افتخروا برَفْضٍ أو تصَوّفْ
أدينُ اللهَ بالديـــــنِ المُصَفّــــى … عن الأدْرانِ مِن شـــرْكٍ مُقرّفْ
ومِن فعْــلِ ابتــــداعٍ لا اتبـــاعٍ … عن المِناهجِ يُبعِدُهمْ ويصْرِفْ
سبيلُ محمـــدٍ قَصْديْ ونَهْجيْ … على أثــــرِ الأُلَـــى فيهِمْ وأَلَّـف
صِحاب محمــــدٍ أكْـرِمْ بِصَحْـبٍ … فإنَّ الصَّحْبَ بالمصحوبِ تُعْرَفْ
وقولُ الوحْيِ عنديْ لا يضاهَى … ورايتُــــهُ على كلٍّ تُــرَفـــــرِفْ
إذا اتّبعوا الهوى أو رأيَ عقلٍ … يقولُ بهِ دَعِـــيٌّ أو مُخـــــرّف ................................................
قصيدة مقام الكرام
ما للكــرامِ مُقـامٌ فيـهِ إذْلالُ … تأبَى الكـرامُ مكانًا فيهِ أنْذالُ
شُمُّ الأنوفِ يَرونَ الموتَ مَكرُمةً … حينَ الحـياةُ لها بالذلِّ إقبالُ
لهُمْ مَقـامٌ رَفيـعٌ يُعْرَفونَ بِـهِ … رأيٌ وجودٌ وحِلْمٌ فيهِ إجْلالُ
أهْلُ الوَفاءِ لِمَن بالودِّ عاهَدَهُمْ … إنّ الوفاءَ لهمْ تاجٌ وسرْبالُ
لا يغَدُرون وإن كانـوا بمَقْـدرةٍ … فما لهمْ فيْ فِعالِ الغدْرِ مِثقالُ
كَفَى بِالّذِي تُولِينَهُ لَوْ تَجَنّبَا... شفاءً لسقمٍ، بعدما عاد أشيبا
على أنّها كانتْ تأوَّل ُحبَّها ... تأوُّلَ ربعيّ السَّقابِ، فأصبحا
فَتَمّ عَلى مَعْشُوقَة ٍ، لا يَزِيدُهَا ...إليهِ، بلاءُ الشّوقِ، إلا تحبنُّبا
وَإني امْرُؤٌ قَدْ باتَ هَمّي قَرِيبَتي ....تَأوّبَني عِنْدَ الفِرَاشِ تأوّبَا
سأوصي بصيراً إنْ دنوتُ من البلى... وَصَاة َ امْرِىء ٍ قاسَى الأمُورَ وَجَرّبَا
بأنْ لا تبغّ الودّ منْ متباعدٍ... وَلا تَنْأ عَنْ ذِي بِغْضَة ٍ أنْ تَقَرّبَا
فَإنّ القَرِيبَ مَنْ يُقَرّبُ نَفْسَهُ....لَعَمْرُ أبِيكَ الخَيرَ، لا مَنْ تَنَسّبَا
مَتى يَغتَرِبْ عَنْ قَوْمِهِ لا يجدْ لَهُ .... عَلى مَنْ لَهُ رَهْطٌ حَوَالَيْهِ مُغضَبَا
ويحطمْ بظلمٍ لا يزالُ لهُ .... مصارعَ مظلومٍ، مجرّاً ومسحبا
وتدفنُ منهُ الصّالحاتُ، وإنْ يسئْ ... يكُنْ ما أساءَ النّارَ في رَأسِ كَبكَبَا
وليسَ مجبراً إنْ أتى الحيَّ خائفٌ،... وَلا قَائِلاً إلاّ هُوَ الُمتَعَيَّبَا
أرَى النّاسَ هَرّوني وَشُهّرَ مَدْخَلي .... وفي كلّ ممشى أرصدَ النّاسُ عقربا
فأبْلِغْ بَني سَعدِ بنِ قَيسٍ بِأنّني... عتبتُ فلما لمْ أجدْ، ليَ معتبا
صرمتُ ولمْ أصرمكمُ، وكصارمٍ .... أخٌ قد طوى كشحاً وأبَّ ليذهبا
ومثلُ الّذي تولونني في بيوتمك .... يُقنّي سِناناً، كالقُدامى ، وَثَعّلَبَا
ويبعدُ بيتُ المرءِ عن دارِ قومهِ .... فَلَنْ يَعْلمُوا مُمْسَاهُ إلاّ تحَسُّبَا
إلى مَعشَرٍ لا يُعْرَفُ الوُدّ بَيْنَهُمْ؛ ... وَلا النّسَبُ المَعْرُوفُ إلاّ تَنَسُّبَا
أرَاني لَدُنْ أنْ غابَ قَوْمي كأنّمَا ... يرانيَ فيهمْ طالبُ الحقّ أرنبا
دعا قومهُ حولي فجاءوا لنصرهِ... وناديتُ قوماً بالمسنّاة ِ غيَّبا
فأضوهُ أنْ أعطوهُ منّي ظلامة ً ... وَما كُنتُ قُلاًّ قَبلَ ذَلِكَ أزْيَبَا
وَرُبّ بَقِيعٍ لَوْ هَتَفْتُ بجَوّهِ، .... أتَاني كَرِيمٌ يَنفُضُ الرّأسَ مُغضَبَا
أرى رجلاً منكمْ أسيفاً كأنّما... سضمّ إلى كشيحهٍ كفّاً مخضَّبا
وَمَا عِنْدَهُ مَجْدٌ تَلِيدٌ، وَلا لَهُ ... من الرّيحِ فضْلٌ لا الجَنوبُ وَلا الصَّبَا
وَإني، وَما كَلّفْتُموني وَرَبِّكُمْ .... ليعلمَ منْ أمسى أعقَّ وأحربا
لكالثّوِ، والجنّيُّ يضربُ ظهرهُ... وما ذنبهُ أنْ عافتِ الماءَ مشربا
وما ذنبهُ أنْ عافتِ الماءَ باقرٌ.... وما إنْ تعافُ الماء إلاليضربا