تعني في لغتنا العربيّة كلمة الحصن ( الموضع المنيع ) ، وهي بذلك تعني القلعة أيضاً ، والعكس صحيح ، إذ تعني القلعة أيضاً الحصن ، ولكن يختلف الإثنان عن بعضهما البعض باختلاف بسيط ، وهو أنّ القلعة تكون في المدينة ، وتقوم على حراستها وحمايتها ، وبالتالي فإنّه يتوجب أن يكون حولها سكّان وحرّاس ، يحمونها ويقومون على خدمتها وخدمّة حرّاسها ، أمّا الحصنّ فهو في العادة يكون خارج المدينة ، أي في موقع خلاء ، بعيداً عن المدينة والمدنيين .
إنّ كتب التاريخ والدراسات التاريخيّة ، قلّما اهتمت بدراسة القلاع والحصون بأسلوب منهجي وعلمي ، بحيث نجد مكتبتنا العربيّة الإسلاميّة المختصة بالتاريخ ، تفتقر عادة لمثل هذه الدراسات ، إلاّ ما اختصّ بالأمور العسكريّة لدى الشعوب ، ونجد أن من أفضل الدراسات التي كتبت وأجريت عن القلاع والحصون ، هي للمؤرخ ( فولفغانغ مولر فيز ) الألماني الأصل ، وكانت دراسته بعنوان : ( القلاع أيام الحروب الصليبيّة ) ، حيث أرشفت فقط لهذه الفترة من التاريخ .
وقد ارتبط الدراسات التاريخيّة بشكل خاص ، والتي تعنى عن الحصون والقلاع العربيّة ، بطائفة الحشاشين أي الإسماعيليّة ، حيث عرفت دولة هذه الطائفة بـ ( دولة القلاع ) ، لكون القلاع كانت مرتبطة بنشأة هذه الطائفة .
إنّ بناء القلاع والحصون العسكريّة تعدّ واحدة من الأنظمة العمرانيّة ، التي تفتخر بها حضارتنا الإسلاميّة ، حيث تأتي القلاع والحصون في بنائها العسكري في الأهميّة ، مثلها مثل بناء المساجد ، وأيضاً ما يرافقها من بيوت عسكريّة .
وقد عرّف ابن المنظور القلعة في كتابه ( لسان العرب ) ، على أنّها : " الحصن المشرف " ، وأيضاً جاء تعريف لها في ( الموسوعة العربيّة العالميّة ) ، على أنّها : " حصن منيع يشيّد في موقع يصعب الوصول إليه " ، وجاء أيضاً في تعريف للقلعة في ( الموسوعة الإسلاميّة ) على أنّها : " الحصن " ، وتشير الموسوعة على أنّ أصل كلمة قلعة ، مشتقّة عن الإسبانيّة التي تأتي باللفظ الدقيق AlCal,a ، وتشير إلى أنّه تمّ أخذها من قبل المسلمين عن الإسبانيّة ، ويشار إلى القلعة والحصن باللفظ ذاته .
وبذلك ، فإنّها تشيّد في أعلى الجبل أي في قمّته ، أو على الهضبة ، أو تكون مشرفة على البحر ، أو تكون مخندقة بحيث يكون الماء من حولها