حرف إذن
(إِذَن) حَرْفُ جَوَابٍ وَجَزَاءٍ وَنَصْبٍ وَاسْتِقْبَالٍ، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، ينصب الفعل المضارع بشروط، وهذا الحرف عبارة عن دمج حرف (إذ) مع حرف (أن)، ويقال أن سبب نصبه للفعل المضارع هو حرف (أن). أما (إذًا) فهو حَرْفُ جَوَابٍ وجَزَاءٍ أَوْ مُكَافَأَةٍ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و تُكتب بالألف إذا لم تَنصِب الفعل المضارع بعدها، أو إذا لم يأتِ بعدها فعل مضارع. وقد كُتِبت في المصحف بالتنوين (إذًا)، ولم تُكتَب أبدًا بالنون (إذَن). وقد تأتي (إذا) كحَرْفُ مُفَاجَأَةٍ (تختصّ بالجمل الاسميّة ، والاسم بعدها مرفوع على الابتداء) أو ظَرْفٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ (أي ظَرْفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَانِ)، ولكنها تختلف عن (إذاً) مع التنوين، فهنا لا تقارن مع (إذن).
شروط نصب (إذن) للفعل المضارع -على أن تكون الشروط مجتمعة في آن معاً
أن تدل على جواب حقيقي بعدها أو ما هو بمنزلة الجواب .
أن تدل على المستقبل؛ أي أن يكون الفعل بعدها مضارعا يدل على المستقبل.
أن تكون غير مفصولة عن الفعل بفاصل؛ أي أن تتصل بالفعل المضارع بعدها. إلا أن يكون الفصل بينهما بالقسم، أو بـ 'لا' النافية، أو بهما معاً.
أن تكون متصدّرة؛ أي أن تقع في صدْر جملتها، فلا ترتبط الجملة التي بعدها بالجملة التي قبلها في الإعراب على الرغم من الإرتباط الفعلي بين الجملتين في المعنى.
أما إذَا وَقَعَتْ بعدَ (واوٍ) أو (فاءٍ) فيجوز هنا نصب الفعل المضارع واستخدام (إذن)؛ أي الإِعمالُ بها، أو إلْغاءُ حكم (إذن) واستخدام (إذاً) بدلا عنها. على سبيل المثال: "إنْ تَأَتِني آتِكَ وإذاً أُكرِمْك"، فهنا يجوز نصب الفعل أو رفعه أو جزمه؛
جزم الفعل: إن تأتني آتكْ. (يتم إلغاء حذف الحرف للجزم بالفعل).
نصب الفعل: إن تأتني آتكَ، وإذن أكرمَك. (هنا يوضع حرف إذن لاستيفائها شروط نصب الفعل المضارع).
رفع الفعل: إن تأتني آتك، وإذاً أكرمُك. (هنا يكتب حرف إذاً لإلغاء حكم إذن، ولأنها مهملة غير عاملة).
مذاهب اللغويين في كتابة (إذن) و (إذاً)
كتابتها بالنون (إذن) إذا وُصِلت في الكلام، أي إذا لم يوقف عليها، وبالألف (إذًا) إذا وُقِف عليها.
كتابتها بالألف (إذًا) عند إهمالها، وبالنون (إذن) عند إعمالها (أي عندما تنصب الفعل المضارع).
كتابتها بالألف (إذاً) دائما كما كتب القرآن الكريم.
كتابتها بالنون دومًا (إذن)، لأنه من الصعب التفريق بين عملها وإهمالها، والتفريق بين (إذاً) و(إذا) الشرطية، ولأنهاحرف والحرف لا يدخله التنوين لأنه خصائص الأسماء.
أمثلة على (إذا)
حَرْفُ جَوَابٍ وجَزَاءٍ أَوْ مُكَافَأَةٍ : :- إِذاً هَا أَنْتَ قَدْ وَصَلْتَ سَالِمًا، سافر عمر مع صديق صالح إذًا يستفيد منه، أنت مؤمن تتقي الله،إذاً تقولُ الحق الآن..
ظَرْفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَانِ: إذَا اجْتَهَدْتَ نَجَحْتَ، إذا الشَّعْب يومًا أرادَ الحياة ... فلا بدّّ أن يستجيب القدر.
حرف المفاجأة: "وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ"، وَقَفْتُ بِالشُّرْفَةِ فَإِذا الهِلاَلُ كَبَرِيقٍ مِنَ الفِضَّةِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ.
أمثلة على (إذن)
المستوفية لشروطها: (قال عمر: سأجتهد، قلت: إذن تنجحَ)، سَأَخْرُجُ، إِذَنْ أُرَافِقَكَ
المفصولة بقسم: (قال عمر: سأجتهد، قلت: إذن والله تنجحَ).
المفصولة بنداء: (قال ابني: سأجتهد، قلت:إذن يا عمر تنجحَ).
المفصولة بلا النافية: (قال ابني: سأجتهد، قلت: إذن لا يذهبَ اجتهادُك هباءً).
إذن غير الناصبة؛ التي فُصِلَ بين إذن وفعلها: (قال خالد: سأزورك، قلت: إذن في الدار أكرمُك).