شاهدها الملايين وهي تدخل الغرفة.. لماذا اعتقدت أن هذه السيدة الآسيوية مربية أطفال؟.. الحقيقة ستغير طريقة تفكيرك
انقطع حوار خبير العلاقات الدولية روبرت كيلي أثناء حديثه عن كوريا الجنوبية بسبب دخول طفليه الصغيرين إلى غرفته.
حافظ كيلي على هدوئه حتى دخلت زوجته وأخرجت الدخيلين الصغيرين.
حظي الفيديو بأكثر من 17 مليون مشاهدة، وأبهج مئات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن ما لا يمكن إغفاله هو أن الكثير من الناس -من بينهم قنوات إعلامية- افترضوا أن زوجة البروفيسور كيلي، يونغ إيه كيم، هي مربية الأطفال. وحفَّزَ ذلك نقاشاً أوسع حول العرق، والنوع، والأزواج مختلفي العرق.
هل افتراض أن السيدة كيم هي مربية الأطفال منطقي؟
توظِّف بعض عائلات كوريا الجنوبية مربيات، خصوصاً إن كان الزوجان يعملان لساعاتٍ طويلة. ولكن شعر الكثير من الناس أن افتراض السيدة كيم هي المربية مبني على الأفكار النمطية حول الأدوار التي تلعبها النساء الآسيويات.
ولا يتفق الجميع في اعتقادِ ذلك، ففي حين رأى البعض أن نظرة الذعر في عيني السيدة كيم وطريقتها في إخراج الأطفال أوحت بأنها المربية، وأنها حريصة على وظيفتها، يقول آخرون إنها تصرِّفت كأم حريصة على ألا ينقطع حديث زوجها أكثر من ذلك.
على صعيدٍ آخر، لاحظ الكوريون أنها الأم، لأن الفتاة تظهر أثناء الفيديو وهي تقول: "لماذا؟ ما الخطب؟ لماذا يا أمي؟".
فيديو من الفيس بوكما هي الافتراضات التي يتبنَّاها الناس بخصوص النساء الأسيويات؟
يُحدِّد الناسُ انحيازاتهم بشكلٍ واعٍ أو غير واعٍ. عندما كنت طالباً في الجامعة بلندن، افترض أغلب الناس أنني، كطالبةٍ بريطانيةٍ - صينيةٍ، أدرس الطب أو الاقتصاد، بينما في الحقيقة كنت أدرس الأدب الإنكليزي.
كان هذا مزعجاً بعض الشيء. ولكن الافتراضات قد تؤذي أكثر من ذلك.
تقول صحفية ذات أصولٍ هندية إنها حين كانت تذهب إلى عملها في صحيفة محلية، اعتقد موظَّف الاستقبال أنها عاملة نظافة وسألها: "هل أتيت لتنظيف المطبخ؟".
وتقول الأكاديمية ذات الأصول اليابانية، كوميكو تودا، إن أغلب الناس في أول لقاءٍ كانوا يسألونها عن موطنها الأصلي، بالرغم من لكنتها البريطانية، وإنها تربت في المملكة المتحدة. يبدو أن الأمر يؤثر أيضاً على كيفية تعامل الغرباء معها. فتقول: "تفاجأت أثناء حديثي مع بعض الأصدقاء ذوي البشرة البيضاء عن حوادث التحرُّش في الشارع، أن لديهم خبراتٍ مختلفةً بعض الشيء. قالوا إنهم لم يتعرضوا لما تعرضت له أنا من مشكلات، وكانت التعليقات أقل إيذاءً، بالرغم من أنها مزعجة تماماً على أية حال. أتساءل ما إذا كان لأصلي ولطبيعة النساء الآسيويات الطيِّعة يدٌ في معدل وطبيعة تجارب التحرش".
هل مازال الناس يتفاجأون بالأزواج مختلفي العرق؟
هناك عنصرٌ آخر يقود إلى الاعتقاد بأن السيدة كيم هي المربية، وهو أنه لا يزال هناك البعض يفترض، بشكل واعٍ أو غير واع، أن الناس أميل إلى الارتباط بآخرين من نفس العرق.
يوماً ما كنت في حفلةٍ مع ثلاثة من أصدقائي الذكور، اثنان منهم إنكليزيان أبيضان، والثالث بريطاني - صيني، واعتقد كل من تحدثت معه أني مرتبطة بالشاب الصيني.
يقول الثنائي تيفاني وونغ وجوناثان سميث من بريطانيا، إنهما واجها تمييزاً من الغرباء في بداية ارتباطهما. وتقول تيفاني: "بعض الناس كانوا يصيحون في وجهنا. كنا نسير يوماً في الشارع حين صرخ أحدهم لجون: كم هو بائس أن تواعد فتاة آسيوية".
أيضاً تفاجأ بعض زملائهما وأفراد عائلتيهما في البداية حين عرفوا أنهما من أصولٍ مختلفة. يقول جون: "عندما كنت أذكر خطيبتي في العمل، كان الجميع يفترض أنها قوقازية، وقد تفاجأوا عندما عرفوا أنها ليست كذلك. الأمر ليس مهيناً. كل ما هناك أن الاعتقاد الأول يكون أنك سترتبط بشخصٍ من نفس عرقك".
بالرغم من ذلك، هل يبني الجميع التوقعات؟
ذهب البعض إلى أن افتراض أن السيدة كيم هي المربية هو علامة على انحيازٍ للعرق الأبيض. ولكن البعض الآخر رأى في ذلك فرصةً للكثيرين لمراجعة اعتقاداتهم. فالاعتقادات حول العرق قد تكون سلاحًا ذا حدَّين ويؤذيك أنت أيضاً.
تقول المربية الفليبينية هيلين (ليس اسمها الحقيقي)، والتي تعمل بكوريا الجنوبية، إنها لاحظت أن بعض الكوريين عنصريون للغاية تجاه لون البشرة، ويُبدون تمييزاً واضحاً ضد من لهم بشرة أغمق.
في الوقت ذاته، يقول الصحفي أندرو وود بشبكة بي بي سي البريطانية، والذي عمل لمدة عامين في كوريا الجنوبية أنه أثناء عمله هناك، كانوا يظنونه في كثير من الأحيان جندياً أميركياً.
يقول أندرو: "كان من النادر أن يقف سائق سيارة أجرة لرجل أبيض ليلتي الجمعة والسبت، إذ كانوا يعتقدون أن أي رجل أبيض هو جندي مخمور سيتقيأ في سياراتهم".
- هذا الموضوع مترجم عن شبكة BBC البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.