الدراما أحد أهم أنواع النصوص الفنيّة والأدبيّة التي يتم تمثيلها، وإعادة صياغتها، وترجمتها إلى أعمال فنيّة أخرى غير مكتوبة بل مرئية أو مسموعة، كأفلام السينما، أو المسلسلات التلفزيونيّة، أو الحلقات الإذاعيّة، أو المسرحيات. وتعني هذه الكلمة في اللغة الإغريقية القديمة (العمل) وقد تأتي بمعنى آخر وهو التناقض.، وكلمة الدراما هي أيضاً مشتقة من عدد من أسماء الفلاسفة والكتّاب الذين يلاقون شهرة كبيرة.
تجمع الدراما في العادة عدداً من الحالات التي تسيطر على مجريات القصّة والتي تكتنف الإنسان خلال المواقف التي يتعرّض لها في حياته، ومن هذه الحالات حالة الجدية، وحالة الحزن، وحالة الضحك، وحالة الخوف، وحالة الواقعية. من هنا نرى أنّ الدراما ما هي إلا وصف لحالات الإنسان المختلفة والمتنوعة، وبالتالي فهي من الضرورة التي من شأنها أن تكون انعكاساً جيّداً لما يجول في داخل الإنسان من مشاعر تسكنه اتجاه الأمور المختلفة التي يتعرّض لها. يرافق عادةً المشاهد الدراميّة الموسيقى والغناء أيضاً، الأمر الذي يضفي جمالاً فوق جمال، وقد تكون هذه الموسيقى من أي نوع، ومن الممكن أيضاً أن تكون موسيقى أوبرالية.
تقسّم الدراما إلى ثلاثة أنواع رئيسية، فأمّا النوع الأول فهو الكوميديا، وهو التمثيل الذي يهدف إلى إضحاك المتلقي، وهو الذي يكون القناع الأبيض دالاً عليه. أمّا النوع الثاني من أنواع الدراما التراجيديا، فهو التمثيل الذي يملأ قلب المتلقّي بالحزن، وهذا النوع من أنواع الدراما هو الذي يدل القناع الأسود عليه، أمّا النوع الثالث من أنواع الدراما، فهو النوع الذي يسمّى التراجيكوميدي، وهذا النوع هو الذي يمزج بين كل من السخرية والكوميديا السوداء.
هناك مصطلحات أخرى تتعلّق بالدراما، وهي التي يتكرّر ذكرها على المسامع وباستمرار، ومن أبرز هذه المصطلحات، مصطلح الميلودراما، وهذا النوع يعني تلك الدراما المشوّقة التي تتميّز بخفتها وحب المتلقي لها، وهي التي يكتنف أحداث قصتها الغموض، والتشويق، والإثارة، ومثال ذلك أفلام أو مسلسلات الحركة والإثارة، أو تلك التي تتّخذ الطابع البلويسي، أو الطابع الرومانسي بالطبع.
أمّا المصطلح الآخر فهو مصطلح المونودراما، وهو واحد أيضاً من أنواع الفنون التي تنتمي إلى العائلة الدراميّة، وهو الذي يعتمد على ممثل واحد فقط توكّل إليه مهمة إلقاء النص وسرده عن طريق استخدام الحوار. هناك البعض من الناس ومن المختصين يعرّفون المونودراما على أنها خطبة طويلة نسبياً، أو يمكن أن يطلق على العرض المونودرامي عرض الشخص الواحد. ازدهرت الدراما وبشكل كبير جداً في كافة أرجاء العالم، خاصّة بعد أن تطوّرت التقنيات وظهرت الأفلام، والمذياع، والتلفاز، فدخلت الفنون عصراً جديداً.