أغرب الأخطاء الصحفية ...!
لكل مهنة أخطاء وأحيانًا خطايا، يحرص أصحابها ألا تنشر أو تنتشر، فتظل -غالبًا- سرًا من أسرار المهنة، وأجمل الأخطاء وأكثرها ظرفًا الأخطاء الصحفية، كما أنها الأكثر تأثيرًا باعتبارها منشورة على كل خلق الله، وعلى عكس أبناء المهن الأخرى لا يجد الصحفيون غضاضة في الكتابة عن الأخطاء الصحفية؛ كجزء من تجاربهم وخبراتهم أو لأنها موضوع صحفي بامتياز يجمع بين المعلومة والمتعة، وهذه جولة وباقة منتقاة من عالم الأخطاء الصحفية، وإذا أردت أن تعرف سبب الموضوع فستجده في الختام.
إلى من نوجه "صوابع" الاتهام ..؟!
أول قاعدة في عالم الأخطاء الصحفية أن الصحفي هو المسئول ما لم يكن الخطأ مطبعيا، وخطأ الصحفي قد يكون سببه ركاكة الأسلوب وسوء اختياره للكلمات والتعبيرات المناسبة. كتب أحدهم في عنوان التحقيق "إلى من نوجه صوابع الاتهام"؟ بدلا من "أصابع الاتهام" لولا أن مدير التحرير غيّر العنوان في اللحظة الأخيرة. وكتب آخر في معرض تغطيته لزيارة أحد الضيوف إلى مصر: "ثم انتقل سيادته إلى مثواه الأخير في هيلتون"!
المتهم ينتمي إلى دولة يحج إليها المسلمون"!
ووصف ثالث تصادم قطارين بقوله: "إن التصادم كان شديد قوي قوي لدرجة أن القضبان تكسرت والعربات أصبحت سبعات ثمانيات".. يقصد انقلبت رأسا على عقب!
وخشي محرر حوادث أن يذكر أن المتهم في الجريمة سعودي الجنسية فيسيء إلى العلاقات بين بلده والمملكة، فكتب ملمحا إلى أن "المتهم ينتمي إلى دولة يحج إليها المسلمون"!
انقلاب على السلطة ..!
أما الطامة الكبرى فكانت تغطية أحدهم لحادث مروري نتج عنه انقلاب الدراجة البخارية التي كان يقودها عسكري، وجاءت بعنوان "انقلاب عسكري في مدينة..." وهو ما فهمه مراسلو الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء على أنه انقلاب على السلطة قام به عسكريون بهذه المدينة!
انقلاب عسكري.. في البلاكة ..!
وأثار أحد الصحفيين جدلا واسعا بين زملائه وبين القراء عندما كتب أن المباحث قبضت على صاحب العمارة لأنه سرق "البلاكة"، وظل الجميع يسأل عن هذه البلاكة التي تسببت في القبض على صاحب العمارة، وتبين فيما بعد أن البلاكة عبارة عن قطعة حديد صغيرة تضعها مصلحة الكهرباء المصرية أمام الشقق والمحلات، وتحوي أرقاما تضمن عدم استغلال التيار الكهربي في مكان آخر، وهو مصطلح فني بحت لا يعلمه إلا عمال الكهرباء.. والصحفي العبقري.
وقد يرجع الخطأ إلى الثقافة الضحلة للمحرر، كما وصف أحدهم انتحار سيدة بقوله: "على طريقة يوليوس قيصر زوج كليوباترا.. انتحرت سيدة بطعن نفسها بالسكين أمام المارة"، وطبعا فإن قيصر لم ينتحر ولم يتزوج كليوباترا.. كما أن قتله لم يكن أمام المارة!
ونتوقف أخيرًا مع رئيس تحرير صحيفة عربية كبرى نشر المقال الافتتاحي للصحيفة بعنوان "يريد الشياطون"، وعندما صوبها المراجع اللغوي إلى "يريد الشياطين" هاج الصحفي الكبير وماج، واتهم المصحح اللغوي أنه لا يعرف أن الشياطين هنا فاعل مرفوع بالواو!
من دهاليز الصحافة المضروبة !
والصحافة المضروبة هي المفبركة، ومن طرائفها أن صحفيا شابا أراد الحصول على حديث من أديسون صاحب الألف اختراع، ولكن العالم الكبير رفض الكلام، فما كان من الصحفي إلا أن نشر في اليوم التالي حديثا مطولا مع أديسون بعنوان "أعظم مخترع في العالم" فاتصل به أديسون، وقال له: بل أنت أكبر مخترع في العالم وليس أنا"!
كما أرادت صحيفة "نيويورك صن" الأمريكية في عام 1835 أن تزيد مبيعاتها فادعت أن أحد العلماء اخترع تليسكوبا كبيرا أمكن من خلاله رؤية الحياة على القمر الذي تسكنه كائنات تشبه الوطاويط!
أما "جانيت كوك" الصحفية الأمريكية الشابة فنشرت في "واشنطن بوست" موضوعًا مؤثرًا عن طفل عمره 8 سنوات مدمن للهيروين بسبب قسوة صديق أمه، وزعمت أن صديق الأم هددها ألا تذكر اسم الطفل ولا أي معلومات عنه وإلا قتلها، ووزعت الصحيفة 892 ألف نسخة وتفاعل الرأي العام مع القصة، وعرض أحد الأثرياء تبني الولد، وادعى مسئول الشرطة أنه بصدد القبض على صديق الأم، بل حصلت الصحفية الشابة على جائزة بوليتزر في التميز الصحفي. ولكن بعد فترة بدأت تقاريرها عن الطفل تتضارب وتتناقض، فطالبها الرأي العام بالكشف عن اسمه، وحققت معها الصحيفة لمدة 8 ساعات انتهت باعترافها بأنها لفقت الموضوع من الألف إلى الياء!
ضرب المحبة ..!
وكثيرا ما يكون "ضرب" الصحافة سببه الحب والقلب الطيب، يحكي الصحفي المصري إسماعيل النقيب أنه كان يحب الأديب المصري الكبير يحيى حقي بشدة، وعلم منه أنه يحلم بأن يكون عضوًا بالمجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية، وفي إحدى المرات وصل إلى صحيفة "الأخبار" التي يعمل بها النقيب خبر بالأسماء المرشحة لعضوية هذا المجلس وليس من بينها يحيى حقي، ودون أن يلاحظ أحد أضاف النقيب اسم الأديب يحيى حقي للأسماء الثلاثة المذكورة، فما كان من المسئولين عندما قرءوا الجريدة في اليوم التالي إلا أن أضافوا الأديب الكبير، معتقدين أن الخطأ كان من جانبهم في نسيان اسمه في الخبر الذي وزع على الصحف!
أما الكاتب الساخر المصري أحمد رجب فقد ألّف رواية أسماها "الهواء الأسود" في أقل من ساعة وكانت تتكون من جمل وعبارات غير متناسقة ولا مترابطة ولا حتى تؤدي إلى معنى مفيد، وكان هدفه من ذلك السخرية من تيارات العبث واللامعقول التي انتشرت وقتها، ثم بعث بها إلى مجلة الكواكب مدعيا أنها لمؤلف أجنبي يدعى فريدريك دون مارث.
وطافت الرواية على عدد من كبار النقاد الفنيين والأدباء في مصر، فقال عنها سعد أردش بأنها رواية عالمية، وبالغ عبد الفتاح البارودي فقال: هذه هي الدراما!، في حين وصفها د. عبد القادر القط بأنها تعبر عن مأساة الإنسان في القرن العشرين، واتفق معه في الرأي رجاء النقاش الذي رأى أنها تشرح بوضوح أزمة الإنسان المعاصر... ثم كانت صدمة الجميع عندما أعلن أحمد رجب أنه المؤلف الحقيقي للرواية العبثية!
صور مقلوبة ..!
والصور المقلوبة ليست فقط عنوانا لكتاب الساخر الكبير أحمد رجب، ولكن لما تعرض له شخصيا، فقد أجرت صحيفة عربية حديثا مطولا معه ثم نشرته مرفقا به صورة لزعيم المافيا الشهير "جياكومو منجوزي" الذي يشبهه بدرجة كبيرة، واعتذر مكتب القاهرة لهذا الخطأ في العدد التالي، ونشر صورة صحيحة لأحمد رجب ولكنهم كتبوا تحتها "جياكومو منجوزي"!
واستقبلت دولة عربية رئيس إحدى دول أمريكا اللاتينية فنشرت الصحف صورة للرئيس السابق الذي أطاح به الرئيس الجديد في انقلاب عسكري -انقلاب بجد وليس انقلاب العسكري من على الموتوسيكل!- وغضب الضيف بشدة واعتبرها إهانة معتقدًا أن الصحف تتعمد الاحتفاء بخصمه اللدود، وكاد يلغي زيارته احتجاجا، وتبين فيما بعد أن الأرشيف لم يكن به صور للرئيس الجديد.
"آلو.. ممكن أكلم المرحوم ..!"
و"المقالب" الصحفية التي تكاد تكون جزءًا من الحياة اليومية للصحفيين هي في كثير من الأحيان السبب في الأخطاء الفادحة.
وممن ذاقوا مرار المقالب الصحفية إسماعيل النقيب، وكان وقتها مندوبًا لجريدة "الأخبار" في وزارة الري، إحدى الوزارات التي تندر فيها الأخبار الكبيرة والعناوين الرئيسية الحمراء، واستغل زميلان له سفر وزير الري إلى طنطا بشكل مفاجئ وتركا له ورقة في الاستعلامات بتوقيع مكتب الوزير، وفيها أن الوزير قرر أن يوزع "مليون" فدان على الفلاحين من طرح النهر مجانا! وأعطى الصحفي الكبير لخبرته الصحفية إجازة مفتوحة فرحا بالخبر الذي سيحتل عناوين الصحيفة، وقدمه لمدير التحرير، وهنا فقط وقبل أن تقع الفأس في الرأس كشف الزميلان عن المقلب، وتذكر النقيب أن أراضي طرح النهر تؤجر لأنها غير ثابتة، كما أن الرقم مبالغ فيه للغاية، وسحب الخبر بعد أن كاد يفتك بهما واستطاع معالجة الخطأ قبل حدوثه.
وكان الصحفي المصري نبيل عصمت -محرر باب أخبار الناس اليومي بجريدة الأخبار- هدفا لمقلب سخيف من أحد زملائه، حيث أبلغه الزميل تليفونيا أن المطربة ذائعة الصيت في ذلك الوقت "فتحية أحمد" قد توفيت اليوم فجأة، وأن أحدًا من الفنانين لم يحضر الجنازة، وبسرعة البرق "شرب" عصمت المقلب وكتب خبر وفاة الفنانة وكتب يهاجم الفنانين ويصفهم بعدم الوفاء، وفى اليوم التالي دخلت عليه "المرحومة" الفنانة فتحية أحمد مكتبه، وقالت له بهدوء: "أنا فتحية أحمد اللي انت موتها النهارده الصبح"!
مقلب مشابه حدث للصحفي الراحل نفسه، ولكنه كان من تدبير هيئة التليفونات هذه المرة حيث طلب أحد الأطباء المتخصصين من خلال دليل التليفونات، ولكنه علم من زوجته أن الطبيب الشهير مات منذ 7 سنوات، فكتب في مقال موجه للهيئة أنه لا بد من مراجعة أسماء المشتركين في الدليل حتى لا تتحول بدايات المكالمات من: "آلو.. فلان موجود؟ إلى: آلو.. فلان عايش؟!"
إن كان له مكان ..!
ولأن أطرف الأخطاء ما ارتبط بالمصائب؛ نذكر أن صحيفة أمريكية نشرت عام 1875 خبرًا خاطئا عن وفاة الأديب الفرنسي العملاق فيكتور هوجو، وبعد 10 سنوات مات هوجو فعلا فكتبت الصحيفة بالبنط العريض: نحن أول من سبق إلى إعلان وفاة هوجو.
أما الشاعر الإنجليزي "كيبلنج" فكان أكثر حزمًا مع الصحيفة التي نشرت خبر وفاته بالخطأ؛ إذ بعث إليها رسالة قال فيها: لقد نشرتم اليوم خبر وفاتي، وبما أن الصحف المحترمة لا تنشر الأخبار إلا بعد التحقق منها، فلا شك أن موتي صحيح.. لذلك فلتقوموا بشطب اسمي من سجلات المشتركين.. فجريدتكم لن تفيدني ما دمت قد انتقلت إلى العالم الآخر.
وحين مات شقيق العالم الشهير ألفريد نوبل، وظنت الصحف أن مخترع الديناميت هو الذي مات؛ كتبت تصفه بأسوأ الصفات، مثل: مات عدو الإنسانية، مات بعد أن زرع الدمار... وبعد أن قرأ ألفريد نوبل هذه الصحف اتخذ قرارا لم يعلن إلا بعد وفاته، وهو استغلال ثروته في تقديم جوائز لمن يقدمون إسهامات مميزة للإنسانية، وهي جائزة نوبل الشهيرة.
أما أطرف ما يروى في أخطاء صفحات الوفيات أن أنطون الجميل رئيس تحرير الأهرام وصل إليه نعي في وقت متأخر قبيل الطبع فكتب عليه لعمال الجمع: "إن كان له مكان" (أي يضاف الخبر إذا كان له مكان في الصفحة) فظهر النعي في الأهرام هكذا: "مات اليوم (فلان الفلاني) أسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان"!
إعلانات مغلوطة
والإعلانات مدفوعة الأجر طالتها أيضا الأخطاء القاتلة التي أضرت بمادة الإعلان أكثر مما أفادته، ويكون الخطأ في الغالب بسبب تداخل مادة الإعلان مع مادة صحفية أخرى، فعلى سبيل المثال نشرت إحدى الصحف الأجنبية إعلانا تقول فيه: "سوف تحب هذا النوع من البوربون عندما تشربه ثم اتصل برقم 21700 حانوتي هينس".
ونشرت أخرى إعلانا عن الفطائر جاء فيه: "اطلب محلاتنا لتحصل على فطيرة بالفاكهة من خشب الماهوجن المتين!" لكنها كانت أفضل كثيرا من الصحيفة التي أعلنت عن نفسها فقالت بأنها "أوسخ الصحف انتشارا" فتسبب حرف العين في تلويث سمعتها، وهو ما حدث مع شركة أرادت الإعلان عن مناقصة فوجدت نفسها "تلعن" المناقصة.
ومن أطرف أخطاء الإعلانات إعلان مبوب نصه: "رزق السيد جون سميث وزوجته السيدة ماري سميث بمولود ذكر سمياه بيتر.. مبروك يا جورج"!
وآخر: "قرر النادي تغيير موعد عشاء الأحد الأسبوعي من الثلاثاء إلى الخميس"!
السفاح عبد الناصر.. والسادات العاشق ..!
أما أكبر متهم في الأخطاء الصحفية فهو الجمع المسئول عن صف الأحرف التي يتسبب الخطأ فيها في "الخطأ المطبعي"، والأخطاء المطبعية أنواع، منها ما يمكن للقارئ تفاديها وإدراك المعنى الأصلي من خلال السياق، والبعض الآخر يغير المعنى تماما بل ويشكل حرجا سياسيا ومهْنيا للصحيفة وربما للدولة التي تصدر فيها الصحيفة أيضًا.
وكان للصحفي الأكثر شهرة مصطفى أمين قدرة كبيرة على التقاط الخطأ المطبعي من بين مئات السطور، وفي إحدى المرات أشار لأحمد رجب على خطأ قاتل في بروفة مجلة "الجيل" نتج من تداخل خبرين، فظهر كالتالي: "ورئيس الوزراء يفضل رياضة المشي، ويكره تقشير البطاطس"! فذهب رجب لتصويب الخطأ، وصدرت البروفة ففوجئ بمصطفى أمين يشير إلى خطأ آخر في البروفة يقول: "وأكد داج همرشولد سكرتير عام الأمم المتحدة أن المحادثات بين الجانبين كانت ودية، وأعلن أنه يكره تقشير البطاطس"! فاتصل رجب على الفور بالمصحح قائلا: كيف يوجد خطأ في البروفة يعلن فيه همرشولد أنه يكره تقشير البطاطس؟ فوعد المصحح بتصويب الخطأ، وأتى له بالبروفة بعد التعديل وبها أن همرشولد "لا يكره" تقشير البطاطس!
ومن البطاطس للبيض يا قلبي لا تحزن..!
فقد نشرت صحيفة عربية حديثا مع الرئيس المصري أنور السادات على صفحتين جاء في عنوانه خطأ مطبعي كلف رئيس التحرير غاليا؛ حيث ظهر العنوان كالتالي: "الرئيس المدمن يتضاءل بالبيض المحلي"، وأصله: الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلي.
وتكرر الخطأ الأفدح مع السادات أيضا حين تداخل خبر من صفحة الأدب في الجريدة مع أخبار الرئيس فظهر الخبر يقول: أصدر الرئيس العاشق الولهان قرارا بـ ..."، وتمت مصادرة جميع طبعات العدد وإحراقها، ولولا أن السادات كان قد عمل بالصحافة لفترة وتفهم الخطأ لأحرق المتسببين في هذا الخطأ أيضا!
أما جمال عبد الناصر فكان مسافرًا إلى الهند حين نشرت "الأخبار" المصرية خبر القبض على السفاح الذي دوخ الشرطة في عنوانها الرئيسي، وتحته عنوان عن سفر ناصر إلى الهند، ولما نسي المخرج الصحفي وضع خط فاصل بين العنوانين ظهرت عناوين الأخبار على سطرين هكذا:
القبض على السفاح
عبد الناصر في الهند
وطبعًا تمت مجازاة المسئول عن الخطأ بعد تحقيقات موسعة في المخابرات العامة!
وتداخل خبر زواج مع خبر عن جموح حصان فنشرت صحيفة المقطم خبر الزواج تقول: "احتفلت الجالية اليونانية بزواج ابن كبيرها الخواجة كرياكو، وقد استقبله الأهل مع عروسه.. ثم انطلق فجأة إلى الشارع هائجا مبرطعا فحطم واجهة حانوت وقتل طفلا، وألقت الشرطة القبض عليه.. ثم خرج العروسان في عربة مكشوفة".
أما خبر الحادثة فكان نصه: "بينما كان الحوذي يقود الكارو، جمح الحصان.. متأبطا ذراع عروسه سليلة أرقى العائلات وطاف بها أركان الفيلا، وأحيت الحفل بديعة مصابني.. بحضور مأمور قسم الأزبكية وحكمدار القاهرة"!
تجريد ثياب القضاة!".
وثار القضاة في مصر ثورة عارمة على جريدة "الأهرام"، وتقدموا بشكوى لنقابة الصحفيين بسبب رأي نشرته الأهرام في الصفحة الأولى تطالب فيه بتجديد شباب القضاء، إلا أن الخطأ المطبعي -لا سامحه الله- أبرز العنوان كالتالي: "الأهرام تطالب بتجريد ثياب القضاة!".
جيش "شمهورش"!
وقد يكون الخطأ المطبعي في حرف واحد إلا أنه يغير المعنى، فبعد أن فك طلاب جامعة الإسكندرية إضرابًا نظموه كتبت "الأخبار": "كلاب الإسكندرية ينهون إضرابهم"، وتسبب حرف الكاف في غضب الطلاب فعادوا إلى إضرابهم؛ وهو ما أغضب الحكومة من الجريدة. ونشرت تقول بأن الحكومة "تجتث" حقوق العمال بدلا من أن "تبحث" حقوقهم (هل كان الخطأ هو الحقيقة؟).
ونشرت أخرى تقول: "عورة وزير الأوقاف"، وتقصد عودته، أما الفضيحة فكانت في خطأ تعلق بوزيرة الشئون الاجتماعية المصرية، إذ بدلا من أن تتجول في محافظة كفر الشيخ، حول الخطأ المطبعي -لا سامحه الله مرة أخرى- حرف الجيم في تتجول إلى باء، وكانت الكارثة!
وتحدثت صحيفة عربية عن تعداد أحد الجيوش العربية بأنه يبلغ 40 ألف جني (بدون دال) فتحول إلى جيش "شمهورش".
وقد يكون الخطأ المطبعي في نقطة واحدة، فقد نشرت مجلة المصور خبرًا عن "استعراض الجيش المصري"، إلا أن الضاد التي تحولت إلى صاد كانت سببًا في إحراق العدد بالكامل، ونفس الخطأ يتكرر مع "عرض سوفيتي في باريس".
ومسك الختام من مجلة أجنبية تدعى "بيفر" لجأت إلى حيلة ذكية لتبرير ما بها من أخطاء مطبعية فكتبت: "قد يلاحظ القارئ بعض الأخطاء المطبعية، فليعلم أنها متعمدة حتى نرضي جميع الأطراف، فهناك قراء مغرمون باكتشاف الأخطاء المطبعية، وتحقيقًا لرغبة هؤلاء تحديدًا نشرنا هذه الأخطاء". ونحن كذلك.