انا راحلُ
ارسلتها ومضيت في ركب الزمان
انا راحلٌ
أرسلتها ، وبهتّ حيرى في مكاني
في ذهلتي ،
ووقفت أسمعها تدوّي في كياني
تخفيك ، تخلي منك أيامي
وأحلام افتتاني
أنا راحلٌ
وهوت على قلبي كساطور مسمّم
لم أبك ، كان الدمع يجمد خلف جفني
كان ملجم
وسرحت أرنو في الفراغ
سرحت في اللاشيء أحلم
حلماً بلا لون فلم أفهمه
حلماً كان مبهم
أنا راحلٌ
ومضى يردّدها فراغ الكون حولي
أصغيت ،
شيء من وجودي انهدّ
في يأسٍ وثقل
كان الصدى كالموت يسقط منه حولي
ألف ظلّ
ويدور بي
فأغوص من ظلماته
في ألف ليل
أنا راحلٌ
ووقفت يعميني غبارك في الطريق
لم أعد خلفك كنت كالمشدود في
مهوى سحيق
لم تختلج شفتاي باسمك لم أمد يدي غريق
وظللت أرنو والصقيع يدبّ يزحف في عروقي
ومضيت لا تلوي ، تباعدك الشواسع
عن وجودي
ومضت تفرّقنا تخومٌ طافياتٌ من جليد
وبقيت في فلك ، وأنت هناك
في فلكٍ بعيد
نجمان في فلكيهما
يتخبّطان على الوجود
نجمان موهبان كم نشدا فراديس اللقاء
عبثاً
وعاد كلاهما يطفو ، يدور بلا رجاء
تغرّباً حيران ، يسفح ضوءه
عبر الخواء
والدهر والأبعاد بينهما
وجلّاد القضاء
فدوى طوقان