بضع دقائق تفصله عن الموعد ...جميع لوازم اللقاء المنتظر جاهزه ..وكما تخيلها وصورها في عالمه..
كان قد اشترى زجاجه عطر ورواية ونبتة داخلية صغيرة ...ولكل شئ من هذه الاشياء غاية في نفسه
فهو يؤمن ان الرائحه هي بوابه الروح...والانسان انما يستنشق الرائحة لتستقر اخيرا في روحه وتظل خالدة في خلودها...فهو اراد ان يكون خالدا بهدية العطر في روحها دائما وابدا...اما الرواية فهي تتحدث عن الفلسفة...والفلسفة في نظره هي مفتاح العقل والتفكير السليم ولعله اراد ان يكون رسولها الذي ينير لها طريقها ويكون اسمه محفور في وعيها وادراكها كلما تكشفت لها خفايا الحياة وغوامضها ....اما النبتة فهي عبارة عن عود اخضر مغروس في الرمل ومع مرور الايام سوف ينمو ويكبر وستنبت الاغصان والاوراق فيه كانما يتخيل هذا العود هو حبه غرسه في قلبها والتي ستراعاه وتورقه حتى يكبر في روحها وعقلها وقلبها في كل مكان وزمان.............
لم ينم طوال الليل كان يعد اللحظات ويحصي الثواني ......وطالما اشتكى من قصر الوقت وسرعته ...ولكنه بعكس حياته كلها يحس بالوقت الان وكانه حلزون مريض وعقارب الساعة عاجزة لاتمشي ولا تبدو مستعجلة ولا تريد ان تتحرك........كان يشغل نفسه بنسج حوارات افتراضيه .....فكثيرا ما خانه التعبير في مواقف مشابهه وكثرا ما لام نفسه ......لماذا قلت ذلك ولو اقل ذلك كان يريد ان يكون اللقاء افلاطونيا لا تعتريه اية شائبه .ولا تصحبه اية نواقص وفي غمار افكاره وشروده وجد نفسه ممسكا با لقلم يكتب ماتمليه عليه حالة الاضطراب التي تستبد به
وحانت ساعه الصفر.....كل شئ جاهز الان وليس عليه الا ان يتصل بها قلبه يكاد ان يفر من صدره
وعروقه تكاد ان تتفجر من قوه النبض
يرن النقال في الطرف الاخر........مرة واثنين وثلاثة.........ولا من اجابة سوى الرد الالي يطلب منه تسجيل مكالمة صوتية............يكتفي بعبارة...........هذا انا........كنت اتساءل هل مازلت تودين الخروج باي ........ويقفل الخط....ظل قرابة الساعة يهيم على وجهه بلا هدف تاركا مقود السياره بين يدي شتاته وشروده حاله هبوط تاامه في نفسيته وعشرات الافكار تتطاحن في راسه ..كانت الاحداث تعود من الماضي القريب والبعيد فتجلده وتنكأ جرحا قديما قد نسيه او تناساه اختلطت الحوادث وتشابهت في عينه الطعنات والجمرات ....وروحه تأن كانما قطرات حامض تنزل على جرحه وهو مصلوب لايملك خلاصا ولا علاجا....في اللحظات الاولى كان يترقب الهاتف ان يرن في اية لحظة...
كان يلتمس لها الاعذار ويلتمس لنفسه مسكنا يخفف عنه اوجاعه ...كان يقول لنفسه ...ربما تاخذ حماما استعدادا للقاء او ربما كان هاتفها في وضعية الصامت ......ربما تكون مريضة او ربما وربمااااا.........ومع مرور الوقت تتساقط الـ ربما...واحدة تلو الاخرى تباعا فهي ان كانت بعيدة
عن التلفون فقد مر على الموعد نصف ساعة ..وان كان هاتفها في وظعية الصامت فهي بالتاكيد وبعد مرور كل هذا الوقت لاحظت اتصاله وسمعت رسالته .......وان كانت مريضة فلا بد ان تعتذر منه باتصال او رساله .........ولكنها لن تتصل ابدا
كان الليل في غرفته ثقيلا جدا ولعل اكثر مايؤرقه مشهد كبريائه وهي تطأؤه بقدميهاا......
كان يستذكر اللقاءات الاولى وكيف كانت تقبل عليه بحيويه
وحراره وهو يقابلها بكل برود وطالما اثار هذا سخطها ..........بالنسبه له لم يكن يريد ان يورط نفسه
في تجربه جديد لايضمن سلامتها خصوصا تجربته السابقه افقدته الثقه ببنات حواء جميعا
فكم كان يتحاشاها .........
ويتحاشى اهتمامها الغير برئ به
برغم جمالها وروحها الطفولية الا انه لم يجازف في بداية الامر وظل متحفظا لمدة ليست بالقصيره
في الصباح خرج يتلمس في الطرقات تسلية ومهربا من ضياعه وشروده
لا يحس بما يدور حوله
ثلاثة ايام مضت وهو كالمحموم يفيق ساعة ويغيب ساعة اخرى كان يحس بشئ داخله يحترق وكانت ذكراها تسعر في قلبه كان يكتم في داخله براكينه ونيرانه
يهرب للصحراء.............يركض بكل قوته .......... يرجع للبيت منهكا يريد ان يناام..........يتمنى ان ينعم لحظه سكون لكن قلبه يابى ان يسهو وعيناه يكبلهما الارق
وفي الصباح الرابع..............فتح عينيه على اثر رشاش من الماء على وجهه وصوت فتاة تساله
هل انت بخيرر؟
يحرك راسه باايجاب..
ويتساءل هل انا ميت ؟
هاااااااااا لا ازال حيا وهذه الفتاة هي ملاك ارضي؟؟
واجمل مارأت عيناه
سالته عن حاله
وضحك وضحكت هي ايضا
تعارفاااا
وبعد حديث طويل ومتشعب استاذنته بالرحيل لتذهب الى عملها بعد ان تواعدا على اللقاء مساءا ..........وفي طريقه الى البيت احس بان هناك نبتة تنبت داخله من جديد نبتاا طريا......واذا هي المره الاولى بعد ثلاثة ايام يحس بالارتياح ويسلو قلبه........وتتبتسم روحه