فى 1911.. العالم دون الموناليزا لمدة عامين .. وشكوك حول تورط بيكاسو بسرقتها
فى الثانى والعشرين من أغسطس عام 1911 تم اختفاء لوحة "الموناليزا"، للفنان ليوناردو دافنشى، من مكانها بمتحف اللوفر، فعندما افتتح اللوفر أبوابه فى الصباح، كان إطار اللوحة الأشهر خاوٍ ومخبأ خلف أحد الأجهزة الإشعاعية.
والتقى فى المتحف صحفيون من الصحف المحلية والعالمية، وكان القائم بأعمال مدير اللوفر وأمناء المتحف يتحدثون بحرية مع الصحفيين.
شعر لويس لوبان، رئيس شرطة السين، بالضيق من كثرة كلام أمناء المتحف مع الصحفيين، كان رجاله قد عثروا على الإطار، وكان واثقا أنهم سيعثرون عما قريب على اللوحة، وكان يرغب حتى تلك اللحظة أن يبقى الجمهور والسياسيون هادئين، وقال للصحافة إن "اللصوص ـ فأنا أميل إلى أنهم أكثر من لص ـ قد نالوا منها"، ومع إقراره بأن هناك أكثر من دافع محتمل إلا أنه قال "إن الاحتمال الأكبر هو أن الجيوكندا سرقت ليتم ابتزاز الحكومة من خلالها".
وفى باريس عام 1911 ، تعرّف بيكاسو بالعديد من الأصدقاء البارزين والذين كان من بينهم الكاتب والشاعر أندريه بريتون، والشاعر غيوم أبولينير، تم القبض على أبولينير غيوم لاشتباهه فى سرقة لوحة الموناليزا من متحف اللوفر وقد أشار فى الحديث إلى بيكاسو الذى كان قد جُلب هو الآخر للاستجواب، إلا أنه قد تمت تبرئتهما بعدها.
استمر البحث بعدها حتى ظهرت اللوحة عام 1913 حيث اشتراها الفنان الإيطالى "ألفريدو جيرى" من شاب فرنسى يدعى "بيروجى" والذى كان يقوم بترميم بعض إطارات متحف اللوفر وأخذ اللوحة وأخفاها لديه لمدة عامين وباعها أخيرا لـ"جيرى" الذى تأكد أنها الموناليزا الأصلية فأبلغ السلطات الإيطالية التى ألقت القبض على اللص وأودعت اللوحة فى متحف بوفير جاليرى، ولمّا علمت فرنسا بالأمر جرت مفاوضات دبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا.
واستطاعت فرنسا أن تُرغم إيطاليا على إعادة اللوحة والسارق أيضا، ويوم محاكمة بيروجى وفى معرض دفاعه عن نفسه قال إن دافعه على السرقة أنه كان يحب فتاة تدعى ماتيلدا حبا شديدا، لكنها توفيت بعد علاقة قصيرة بينهما، فلما شاهد الموناليزا باللوفر وجد فيها ماتيلدا فسرقها، وقد صدر الحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد فقط.