طفلك يحاول جذب الانتباه بالتمرد.. كيف تتعاملين معه ؟
أحيانا طفلك يبدأ بالبكاء والصراخ من أجل لعبة أو اقتناء شيء في إحدى المحلات العامة، إلى درجة أنه قد يصبح خارجاً عن السيطرة تماماً، ولا يستجيب لأوامرك ونواهيك.
الأمر قد يصيبك بالحرج، فما العمل؟
تمرد الطفل
هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء عدم استماع الطفل إلى ما ينهاه والداه عنه، لذلك على الوالدين فهم هذه الأسباب حتى يتمكنا من معرفة طرق التعامل مع طفلهما المتمرد.
فرض النفس
قد يتعمد الطفل إظهار تمرده بهدف اختبار مدى قوته، ورغبة منه في اكتشاف العالم الذي يمنعه أهله من اكتشافه، ولذلك يقوم بانتهاك قواعد والديه. علاوة على ذلك، قد يقوم الطفل بعكس ما أُمر به؛ حتى يكتشف إلى أي مدى من الممكن أن يغفر والداه له أخطاءه ومخالفته أوامرهما.
الاحتجاج في الحقيقة، وحسب بعض الخبراء، فإن العدد اللامتناهي من القواعد والأوامر المفروضة على الطفل، من شأنها أن تؤدي بالضرورة إلى تمرده.
جذب الانتباه
على العموم، إن انشغال الأم الدائم حتى عند وجودها في المنزل، من شأنه أن يولد لدى الطفل شعوراً بأنه ليس مهماً على الإطلاق بالنسبة لها. ونتيجة لذلك، قد يسعى الطفل في البداية إلى جذب انتباهها بأساليب بسيطة على غرار الحديث أو المزاح أو الضحك.
وفي المقابل، وفي مرحلة متقدمة من إحساسه باللامبالاة من قِبل أمه، يلجأ الطفل إلى التمرد على أوامرها؛ حتى تهتم به أكثر وتكرس له المزيد من الوقت.
وأهم مظاهر التمرد لدى الطفل؛ الصراخ والبكاء في الأماكن العامة، ما قد يسبب حالة من الإحراج للأم أو الأب أمام الآخرين. وفي مثل هذه المواقف قد يشعر الوالدان بالعجز والخوف من تصرفات أطفالهما ومن نظرات الأشخاص من حولهما والحديث الذي يتهامسان به.
وفي الوقت نفسه، لا يمكن للخبراء تقديم وصفة جاهزة لتفادي هذه المشكلة وحل سحري للتعامل مع تمرد الأطفال، إلا أن بعض النصائح قد تساعد الوالدين على إيجاد السبل المناسبة للتعامل مع هذه المعضلة.
وأقر علماء النفس بأن كل طفل يتميز بطبع وسلوك خاصين، يجعلانه مختلفاً عن بقية الأطفال. لذلك، فإن نصائح العلماء لا تنطبق على الجميع من دون استثناء.
ويُنصح في مثل هذه الحالات بضرورة التزام الهدوء وتجنب الصراخ في وجه الطفل والتكلم معه بوضوح، فضلاً عن معرفة ما يريد أو ما سبب صراخه، وإن كانت هذه الطريقة لا تنجح مع كل الأطفال.
تفسير أسباب النهي
غالباً ما يؤدي رفض الوالدين طلبات طفلهما إلى نشوب صراعات بينهما وبينه في المستقبل، لذا من المهم جداً أن تناقش معه سبب رفضك طلبه.
فعلى سبيل المثال، عندما يطلب طفلك منك شراء لعبة ما وهو يصرخ، عليك أن تخبره بأنه يُمنع عليه إحداث ضجة وعليه الالتزام بقواعد الاحترام عند طلبه شيئاً ما.
الصرامة
في حال نهيت طفلك عن شيء ما، فعليك ألا تتراجع عن قرارك؛ حتى لا يستنتج الطفل أنه قادر على مخالفة أوامرك.
من المهم أن تظهر صرامتك أمام نزعة طفلك لاختراق الحدود والقواعد التي وضعت له.
الانفراد في تربية الطفل
يجب ألا تسمح بتدخّل أي طرف آخر في تربية طفلك، وفي حال شارك بعض الأفراد الآخرين في تربية طفلك، فمن الضروري أن تتفقوا على بعض القواعد المعينة. فعلى سبيل المثال، يجب ألا يسمح بعض الأقارب الآخرين الذين يرعون الطفل، بأن يقوم بأشياء تمنعه أمه عن فعلها.
ومن المهم أن يتفق كل الأطراف المسؤولين عن رعاية الطفل على شروط وقواعد التربية؛ حتى ينشأ الطفل وفق تربية سليمة.
ترك هامش من الحرية
إن أول مظاهر فرض الذات لدى الطفل تبدأ في سن الثالثة، حيث يحاول الطفل القيام بالعديد من الأشياء وتعلم الكثير من الأمور بعيداُ عن والديه.
ومن واجب الوالدين احترام ذلك، فمثلاً في اختيار الملابس من الممكن إعطاء الطفل الفرصة لاختيار الألوان التي تروق له.
قد تكون قرارات الطفل خاطئة بالنسبة للوالدين، إلا أن تحمّل مسؤولية القرار والتعلم من الخطأ من شأنهما أن يمكنا الطفل من اكتساب الخبرة في المستقبل، فضلاً عن أنه سيصبح مستعداً لتقبّل النصائح لا الأوامر.
تفادي كلمة "ممنوع" أو "لا"
بغية تفادي تمرد الطفل وغضبه ورغبته في تجاوز أوامر والديه، يُنصح بتجنب مثل هذه العبارات؛ "مستحيل"، "أمنعك"، "لا". في المقابل، يوصي الخبراء باستخدام هذه العبارات في الحالات القصوى فقط واعتماد كلمات وعبارات أخرى أقل حدة.
تفسير العواقب
حتى يتقبل طفلك منعه من القيام بأمر ما بصفة أسهل، يمكنك أن تحدثه عن عواقب رفضه أوامرك، والمتاعب التي قد تنتج عن ذلك.
ففي حال رفض طفلك ارتداء المعطف أو القبعة، يمكنك أن تفسر له، وبهدوء، أنه إذا لم يقم بذلك فسيمرض ويبقى في السرير ولن يتمكن من اللعب مع أصدقائه، وربما تكون العواقب أخطر. ومن ثم، تكون قد تركت الخيار لطفلك وحمّلته مسؤولية تصرفاته وعواقبها.
الثناء
من المهم جداً أن يثني الأهل على تصرفات طفلهم، خاصة إذا ما كان مطيعاً وهادئاً؛ حتى يشعر بقيمة ذلك.
في الواقع، يقر العلماء بأن أغلب الأطفال المتمردين قد تنطبق عليهم القواعد المذكورة، وقد تساعد الأهل حتى يتمكنوا من التعامل مع أطفالهم بطرق سليمة.
وتجدر الإشارة إلى أن أغلب الخبراء ينوهون بأهمية إيلاء قيمة لطلبات الطفل وعدم الرفض مباشرة في كل الحالات.