“لستُ من أتباع أي دين، ولا أشعر بالحاجة لأن أصبح كذلك.
وموقفي من هذه المسألة غير مريح لا سيما وأنني لا أشعر بنفسي ملحدًا كذلك. لا أستطيع أن أؤمن بأن السماء فارغة، وبأنه لا يوجد بعد الموت سوى العدم. فماذا يوجد وراء ذلك؟ لا أدري. هل يوجد شيء ما؟ لا علم لي. أرجو ذلك، إنما لا أعرف؛ وأشعر بالريبة إزاء من يدعون المعرفة، سواء كانت أشكال يقينهم دينية أم ملحدة.
إنني في منزلة بين الإيمان وعدم الإيمان مثلما أنا في منزلة بين وطنين، ألاطف هذا وألاطف ذاك، ولا أنتمي لأي منهما. لا أشعر بنفسي غير مؤمن إلا حين أستمع إلى عظة رجل دين؛ ففي كل عظة، وكل إشارة إلى كتاب مقدس، يتمرد عقلي، ويتشتت انتباهي، وتتمتم شفتاي لعنات. غير أني أرتعش في أعماقي حين أحضر مأتمًا علمانيًا، وتتملكني الرغبة بدندنة تراتيل سريانية، أو بيزنطية، أو حتى ترتيلة القربان المقدس القديمة التي يقال إنها من تأليف توما الأكويني.
ذلك هو درب التيه الذي أسلكه في مجال الدين. وبالطبع، أسير فيه وحيدًا، بدون أن أتبع أحدًا، وبدون أن أدعو أحدًا لأن يتبعني.”
*******************
“في بلداننا تقوم الثورات باسم الشعب و يجد الشعب نفسه مطروداً و مرمياً على الطرقات”
*******************
“أنا على يقين بأن من سيكتبون التاريخ بعد مئة عام سيقولون إن النفط لم يحقق الثروة للعرب إلا التعجيل في هلاكهم”
*******************
“أنا لم أرحل إلى أي مكان، بل لقد رحل البلد.”
*******************
“ماذا تفعل حين يخيب صديق املك؟ لا يعود صديقك ماذا تفعل حين يخيب البلد املك ؟ لا يعود بلدك وبما انك تصاب بخيبة الأمل بسهوله سوف تصبح في نهاية المطاف بلا أصدقاء بلا بلد”
*******************
“غالباً ما يدور الحديث عن سحر الكتب و لا يقال بما فيه الكفاية إن هذا السحر مزدوج؛ فهناك سحر قراءتها و هناك سحر الحديث عنها”
*******************
“لكل امرئ الحق في الرحيل، وعلى وطنه أن يقنعه بالبقاء، مهما ادعى رجال السياسة العظام عكس ذلك.
من السهل قول ذلك حين يكون المرء مليارديرًا، أما حين لا تستطيع في بلدك إيجاد وظيفة، و لا تلقى الرعاية الصحية، ولا إيجاد المسكن، ولا الاستفادة من التعليم، ولا الانتخاب بحرية، ولا التعبير عن الرأي بل ولا حتى السير في الشوارع على هواك! فعلى وطنك أن يفي إزاءك ببعض التعهدات، أن تعتبر فيه مواطنًا عن حق، وألا تخضع فيه لقمع أو لتمييز أو لأي شكل من أشكال الحرمان بغير وجه حق، ومن واجب وطنك وقياداته أن يضمنوا لك ذلك.
الوطن الذي بوسعك أن تعيش فيه مرفوع الرأس. تعطيه كل ما لديك. حتى حياتك. أما الوطن الذي تضطر فيه للعيش مطأطئ الرأس فلا تعطيه شيئًا. فالنبل يستدعي العظمة. واللامبالاة تستدعي اللامبالاة. والازدراء يستدعي الازدراء. ذلك هو ميثاق الأحرار. ولا أعترفُ بميثاق آخر.”
*******************
“يا الله كم أكره الزمن الذي يمضي و يحولنا جميعاً إلى أشخاص عاديين مثيرين للشفقة!”
*******************
“لأن لديهم ديانة يظنون أن الأمر يعفيهم من التحلي بالأخلاق”
*******************
“إننا نجد بسهولة العزاء لفقدان الماضي؛ ولكن ما من شيء يعزينا لفقدان المستقبل”
*******************
“أيكون المرء متعجرفاً لو تمنى أن يكون بلده أقل رجعية، وأقل فساداً، و أقل عنفاً؟ أيكون متعجرفاً أو غير متسامح لو رفض عدم الاكتفاء بدمقراطية تقريبية و بسلم متقطع؟ إذا كان هذا هو الحال فأنا أجاهر بخطيئة التعجرف و ألعن قناعتهم الفاضلة”
*******************
“يثير غيظي للغاية أولئك الذين يسألونك و في عيونهم هلع مصطنع:"أتصدر علي حكماً؟" أجل بالطبع أصدر عليكم حكماً و لا أكف عن الحكم عليكم. و لكن الأحكام التي أصدرها لا تؤثر في حياة المتهمين. أمنح احترامي أو أسحبه، أحدد جرعة دماثتي، أعلق صداقتي بانتظار الحصول على المزيد من القرائن، أبتعد، أقترب، أنتحي جانباً، أمهل، أعفو عما مضى أو أتظاهر بذلك و معظم المعنيين بالأمر لا يتنبهون حتى لذلك”
*******************
“نحبهم ثم يموتون و عبثاً نحاول استبقاءهم و لكنهم ينزلقون من بين أصابعنا و يرحلون و يموتون”
*******************
“ماذا تفعل حين يخيب صديق أملك؟ لا يعود صديقك
ماذا تفعل حين يخيب البلد أملك؟ لا يعود بلدك، و بما أنك تصاب بخيبة الأمل سوف تصبح في نهاية المطاف بلا أصدقاء و بلا بلد”
*******************
“أصدقاؤك يصلحون لحمايتك من أوهامك لأطول فترة ممكنة”
*******************
“ثمة لحظات يشعر فيها المرء بالحاجة إلى البقاء في عزلة تامة وهو يتداول مع نفسه، وحيث يبدو أقل تدخل بمثابة الاعتداء.”
*******************
“بوسعنا أن نردد باستمرار الحق على الآخرين، الحق على الآخرين. و لكن يجدر بنا أن نواجه في نهاية المطاف نواقصنا و عيوبنا و عاهاتنا. يجدر بنا أن نواجه في نهاية المطاف هزيمتنا و الاندحار التاريخي الهائل و المدوي لحضارتنا”
*******************
“«.. المرء دومًا يزدري عصره، مثلما يُعظِّم الماضي. من السهل أن أتخيل نفسي جمهوريًا في برشلونة عام ١٩٣٧، أو مقاومًا في فرنسا ١٩٤٢، أو من رفاق تشي غيفارا. ولكن حياتي تجري هنا والآن، هنا وعليَّ الآن أن أختار: إما أن أنخرط، وإما أبقى بمنأى عن ذلك».”
*******************
“الوطن الذي بوسعك أن تعيش فيه مرفوع الرأس، تعطيه كل مالديك وتضحي من أجله بالنفيس والغالي، حتى بحياتك ، أما الوطن الذي تضطر فيه للعيش مطأطئ الرأس فلا تعطيه شيئاً. سواء تعلق الأمر بالبلد الذي استقبلك أو ببلدك الأم.
فالنبل يستدعي العظمة، واللا مبالاة تستدعي اللامبالاة، والازدراء يستدعي الازدراء.”
*******************
“إنني أنتمي بحكم الولادة إلى حضارة مهزومة و إذا لم أشاء التنكر لأصلي فأنا محكوم بالعيش مع هذه الوصمة على جبيني”
*******************
“تضيع ذاكرة الكلمات، إنما ليس ذاكرة الانفعالات.”
*******************
“«الغرب هو المؤمن، حتى في علمانيته، والغرب هو المتدين، حتى في إلحاده. وهنا، في المشرق، لايكترث الناس للعقائد الإيمانية بل للإنتماءات، فطوائفنا عشائر وغلونا الديني شكل من أشكال القومية لاغير ... »”
*******************
“أجل, اليوم, حتى الموت نفسه يبدو لي ملطخاً مشوهاً.”
*******************
“المرء لا يكون بريئاً تماماً من أفعال الأشخاص الذين يحبهم. ولكن هل يتحتم عليه أن يتنكر لهم بسبب ذلك؟”
*******************
“ في رأسي صوت يهمس لي بإستمرار بأنني سأشعر قريبًا بالملل, و بأن جسارتي ستأمرني غدًا بالرحيل كما تأمرني اليوم بالبقاء, و بأنه سيتملّكني حينها إلحاح بالهروب كما يتملّكني اليوم إلحاح بالإنغماس ”
*******************
“لكانت الأمور سهلة لو اضطررنا فقط على دروب الحياة للاختيار بين الخيانة والإخلاص ففي اغلب الأحيان نجد انفسنا مضطرين للاختيار بالأحرى بين اخلاصين يستعصي التوفيق بينهما”
*******************
“في مسيرة الزمن، سيكون هناك دوماً، وأينما كنت، قبل وبعد، أشياء صارت خلفك واشياء سترتسم عند خط الأفق، ولن تأتي إليك إلا ببطء، يوماً بعد يوم.”
*******************
“هناك أشخاص آخرون يشعرون بأنهم يتعرضون للاعتداء بسبب سعادة الآخرين”
*******************
“لا تكتفي الحروب بالكشف عن أسوأ غرائزنا، بل تصنعها و تقولبها. كم من الأشخاص تحولوا إلى مهربين و سارقين و خاطفين و قتلة و جزارين و كان بوسعهم أن يكونوا أفضل الأشخاص على وجه البسيطة لو لم يتقوض مجتمعهم”
*******************
“إننا نجد بسهولة العزاء لفقدان الماضي؛ ولكن ما من شيء يعزينا لفقدان المستقبل فالبلد الذي يحزنني غيابه و يؤرقني ليس ذاك الذي عرفته في شبابي؛بل ذاك الذي حلمت به و الذي لم يُقدر له أن يُبصر النور أبداً”
رابط تحميل الرواية :
http://dorar.at/t/735018