ما هو سنّ العنوسة؟
لعل كلمة "عانس" من أكثر الكلمات التي تهين المرأة وتأذيها من كل النواحي، الاجتماعية والنفسية والمعنوية، خصوصاً أنها تربطها بحاجز وإطار معين يفرض عليها سلسلة من الضغوطات لكي تتزوج بأي شريك وتؤسس عائلة بعيداً عن جهوزيتها وطموحاتها الشخصية.
علماً أن الزواج لا يتعارض مع الطموحات الشخصية لأي امرأة، إلا أن الوقوع في حب الشريك المناسب ليس دائماً أمراً سهلاً أو متوافراً عند الجميع، فهو أمر يتعلق بالحظ والنصيب مئة في المئة علماً أن ازدياد عدد النساء وارتفاعها الى حد كبير مع تراجع عدد الرجال شكل أزمة حقيقة ومخيفة.
وبالتالي من المهم على كل امرأة أن تعي ان "العنوسة" ليست أمراً يتعلق بسن معينة ووضع معين، بل هي حالة اجتماعية تعادي المرأة وحقوقها، وبالتالي على كل فتاة رفض الدخول في هذه الحال الذهنية والضغط النفسي والخضوع لشروطه الاجتماعية.
من هنا، على كل امرأة التركيز على حياتها الشخصية وطموحاتها الخاصة والعمل على تحقيق كل أحلامها وأهدافها بعيداً عن ضرورة الارتباط والزواج، مع ترك الباب مفتوحاً والمجال أمام الشركاء المحتملين.
بحيث يتوجب على كل امرأة دراسة الشريك وامكانية التوافق ونجاح العلاقة العاطفية خشية التسرع في دخول في علاقة تنتهي بزواج فاشل يؤذيها بالدرجة الاولى والأهم عدم المساومة على قيمها وطموحاتها من أجل الزواج فقط أو خشية الوقوع ضحية "العنوسة".
فالكثير من النساء يخشى من شبح "العنوسة" التي تفرض عليهن التعرض الى نظرة الشفقة وضرورة تأمين العريس، حتى لو لم يكن يتطابق مع نظرتهن الشخصية أو توقعاتهن، فيساومن على بعض الامور بغية التخلص من هذه "الوصمة".
من هنا، على كل امرأة تعزيز ثقتها بنفسها الى أقصى الحدود والعمل بشيء من الأنانية، والأهم أن تتذكر أنه مهما قامت به فلن ترضي المجتمع بل على العكس ستقع ضحية الطلبات المستمرة والتوقعات الدائمة التي لن تتوقف ما يزيد من الضغط النفسي عليها.