TODAY - July 24, 2010
مصادر شيعية تؤكد أن بارزاني سيعقد قمة تضم زعماء العراقية والمجلس الأعلى والتيار الصدري
علاوي للحكيم: لا يمكن أن أثق بالمالكي في أي صفقة لتشكيل الحكومةبغداد
ابدى مصدر مطلع في المجلس الاعلى امس السبت، تفاؤله باللقاء الذي جمع قيادات هذا الحزب الشيعي بزعماء القائمة العراقية ليل الجمعة، وقال ان زعيم هذه الكتلة اياد علاوي ابلغ الائتلاف الوطني بأنه لا يثق برئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، في اي صفقة لتشكيل الحكومة.
وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته في تصريح خاص لـ"العالم" ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني "سيقوم باستكمال اجتماعات دمشق وبغداد بين الائتلاف الوطني والقائمة العراقية، وسيدعو الاسبوع الجاري الى قمة تجمع زعماء الكتلتين في اربيل".
وتابع "سيحضر القمة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وزعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم، وزعيم العراقية اياد علاوي، وسيكونون جميعا في ضيافة بارزاني".
وقال ان الحوارات بين الحكيم والصدريين وعلاوي ليل الجمعة "كانت صريحة للغاية، وقد أبلغ علاوي الزعيمين الشيعيين، بأن المالكي كان يلتقي به بوصفه ممثلا للتحالف الشيعي، لا لكتلة دولة القانون وحسب، الامر الذي نفاه المجلس الاعلى والصدريون".
وقال المصدر ان علاوي أبلغ الصدريين والمجلس الاعلى "انه لا يثق بأي صفقة يمكن ان تبرم مع المالكي، حتى لو تدخل الاميركان وضغطوا بهذا الاتجاه، لأن سجل رئيس الوزراء خلال الاعوام الماضية، لا يشجع على مشروع شراكة معه".
وذكر ان علاوي اكد للائتلاف الوطني "ان جو بايدن نائب الرئيس الاميركي، اقترح في المكالمة الهاتفية التي اجريت الاربعاء الماضي، ان يكون المالكي رئيس وزراء مقابل ان يمنح علاوي صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة الى جانب وزارتي الداخلية والدفاع" مبينا ان العراقية رفضت هذا العرض "رغم موافقة المالكي عليه".
ولم يتح لرئيس الوزراء نوري المالكي ان يستمتع طويلا بصعود نسبي لحظوظه مطلع الاسبوع الماضي، اذ بدا خلال اليومين المنصرمين ان خصومه الذين يعارضون تجديد ولايته، يعيدون تنظيم صفوفهم بطريقة لافتة من شأنها حسب مراقبين في بغداد، ان تتحكم بأي صفقة تشكيل حكومة يكون زعيم "دولة القانون" على رأسها او جزء منها، وذلك وسط توقعات بحصول "مفاجأة كبيرة" يعلن عنها المجلس الاعلى قريبا.
الاوساط السياسية التي اولت اهتماما كبيرا مطلع الاسبوع بأنباء عن تقارب التيار الصدري مع المالكي، انشغلت خلال اليومين الماضيين بأنباء عن "تقارب كبير" يجمع اطراف الائتلاف الوطني ممثلا بتيار مقتدى الصدر وزعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم، مع القائمة العراقية بزعامة رئيس الحكومة السابق اياد علاوي. وكان الحكيم قد واصل توجيه انتقادات عنيفة ضد المالكي خلال حديثه الاسبوعي الاربعاء الماضي، ما اعتبر قطيعة نهائية مع زعيم ائتلاف دولة القانون.
وعما اذا كان اقتراب الحكيم من العراقية قد يؤدي الى مواجهة يتورط فيها المجلس الاعلى مع الاطراف الشيعية، قال المصدر "ان كل خطوة يخطوها المجلس الاعلى تجري بالتوافق مع التيار الصدري، ونحن نتحدث عن 70 مقعدا تقريبا تمثل طيفا شيعيا واسعا، سواء ذهبت هذه الكتلة نحو علاوي او المالكي".
وعما اذا كان هذا التقارب يعني امكانية ان يدعم الشيعة ترشيح علاوي لرئاسة الوزراء، قال المصدر "ان الحكيم يقول بصراحة للقائمة العراقية انه لا يستطيع تجاوز رغبة الجماهير، في ان يكون رئيس الوزراء ممثلا لقائمة شيعية، وأن المجلس يرجو ان تتفهم العراقية هذا" مؤكدا ان المرشح الوحيد حتى الآن "هو نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي".
وذكر المصدر ان "تطورا ايجابيا في التفاهمات خلال الفترة القادمة، قد يؤدي الى انبثاق كتلة كبيرة داخل البرلمان تضم الائتلاف الوطني والعراقية والتحالف الكردستاني، الى جانب جزء من كتلة المالكي الذي يمكن ان يبقى وحيدا لو ظل مصرا على التشبث بمنصبه".
الى ذلك كشف المتحدث باسم ائتلاف العراقية حيدر الملا امس السبت، عن أن اللقاء الاخير بين ائتلافه والائتلاف الوطني خلق "ارضية صلبة" من المفاوضات يمكن أن تسهم في حل أزمة تشكيل الحكومة. وقال الملا في تصريح نقلته وكالة (أصوات العراق) ان “الحوارات بيننا وبين الائتلاف الوطني، تشجع على القول إنها خلقت ارضية صلبة من المشتركات ممكن أن تفيد في حل أزمة تشكيل الحكومة، وهذه الحوارات مطلع عليها الاخوان في القوى الكردستانية”. وأضاف الملا “نعتقد أن قوام 220 (نائبا، المتكون من الائتلاف الوطني والعراقية والكتل الكردستانية في حال الاتفاق عليه) كفيل بحل أزمة تشكيل الحكومة، وستكون الدعوة مفتوحة لدولة القانون للمشاركة، لكن وفق الاستحقاق الانتخابي وليس وفق الاملاءات”. وأفرزت نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العراق في (7/3) خلافات واسعة بين السياسيين بخصوص الكتلة التي يحق لها تشكيل الحكومة المقبلة بعد حصول ائتلاف العراقية على 91 مقعدا من مقاعد البرلمان المرتقب والبالغة 325، في حين حصل ائتلاف دولة القانون على 89 مقعداً ما دعاه الى الائتلاف مع الائتلاف الوطني (70 مقعدا) لتكوين الكتلة الأكبر في البرلمان، الأمر الذي عارضه ائتلاف العراقية مؤكدا أحقيته بتشكيل الحكومة.
وأسفرت النتائج أيضا عن فوز التحالف الكردستاني بـ43 مقعدا والذي اعلن ائتلافه مع ثلاث كتل كردية أخرى فائزة في الانتخابات (التغيير 8 مقاعد، والاتحاد الإسلامي 4 مقاعد، والجماعة الإسلامية مقعدان) تحت اسم ائتلاف الكتل الكردستانية.
وابدى الملا عدم تفاؤله باجتماع الكتل السياسية المقرر اليوم الاحد لتحديد موعد جلسة البرلمان، وقال “نحن سنحضر الاجتماع لاستكمال الجلسة المفتوحة الاثنين المقبل”، موضحا أن هناك “ضغطا شعبيا لتشكيل الحكومة”.
وبين أن “الحوارات لم تنضج لاختيار الرئاسات الثلاث، والعراقية لديها رغبة باستكمال الجلسة المفتوحة باسرع وقت، وأن تستكمل الجلسة المفتوحة باستكمال شروطها وهي اختيار سلة الرئاسات الثلاث”.
alalem