في إثر كل حادث جوي جديد، عادة ما يحوم السؤال حول المقاعد الآمنة التي يمكن الجلوس فيها حتى نتمكن من النجاة في حال تعرضت الطائرة لحادث.
وفي هذا السياق، أودى تحطم إحدى الطائرات بكولومبيا بحياة حوالي 71 شخصاً، من بينهم عدد كبير من لاعبي النادي البرازيلي شابيكوينسي، بحسب صحيفة Tecbeatالإسبانية.
وقد كانت هذه الواقعة من أكثر الحوادث التي أثارت ضجة في الأشهر الأخيرة، لكنها للأسف ليست الحادثة الوحيدة من نوعها، فخلال سنة 2016، تم تسجيل وقوع حوالي 89 حادث طيران، وصلت حصيلة الوفيات على متنها إلى ما يناهز 373 قتيلاً.
ومع ذلك، فإن السجل التاريخي للكوارث الجوية يؤكد كل التطمينات التي نسمعها عادة، حيث تعد الطائرة من أكثر وسائل النقل أماناً، نظراً لأن خطر الوفاة في حادث طيران يصل تقريباً إلى شخص واحد من جملة 9737، وهي حصيلة تعتبر “تافهة” مقارنة بحوادث السيارات، التي تؤدي إلى مقتل حوالي واحد من كل 112 شخصاً.
إعلان
الشيء نفسه بالنسبة للمترجِّلين، حيث تبلغ نسبة احتمال الوفاة تقريباً شخصاً واحداً من كل 700 مترجل.
بالإضافة إلى ذلك، وخلال سنة واحدة، تم تنظيم ما يقارب 40 مليون رحلة، سافر على متنها مليارات الركاب، دون التعرض لأي حادث. ولكن ذلك ليس قاعدة بحتة، وإثر كل حادثة سقوط طائرة، تثار العديد من التساؤلات حول أفضل المقاعد التي من شأنها أن تساعد المسافر على الحفاظ على حياته في حال وقوع كارثة.
ما هي أكثر المقاعد أماناً؟
قبل الخوض في تفاصيل التقرير الإحصائية، تجدر الإشارة إلى أنه لا وجود لمقاعد أكثر أماناً من غيرها على متن الطائرة، على الرغم من أن هناك أماكن كانت سبباً في العديد من الوفيات مقارنة بغيرها.
وفي تقرير لمعهد أبحاث الفضاء والطيران، تم الأخذ بعين الاعتبار عدد الحوادث الجوية الإجمالية المسجلة من قبل الإدارة الأميركية، التي بلغت حوالي 4400 حادث خلال نصف القرن الماضي، وهو ما أدى إلى ما يربو عن 747 حالة وفاة.
وإثر دراسة معمقة للبيانات، اكتشف المعهد أن 30% من الركاب المتوفين كانوا يجلسون في الثلث الأمامي من مقصورة الركاب، في حين أن 29% كانوا في الثلث الخلفي، في حين أن 41% من المسافرين الذين توفوا في هذه الحوادث كانوا جالسين في الوسط بين أجنحة الطائرة، وهو ما يدل على أن الصفوف الوسطى قد سجلت أعلى عدد من الوفيات.
علاوة على ذلك، وحسب ما جاء في دراسة أجرتها جامعة “غرينتش”، فإن 40% من القتلى كانوا جالسين بجانب النوافذ، بينما كانت مقاعد 38% منهم في الممر.
إلى جانب ذلك، فإن المقاعد الوسطى، التي لا تطل لا على النوافذ ولا على الممر، سجلت نسبة 22% من جملة الوفيات. ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن المقاعد التي تقع بالممر هي الأكثر أمناً، والأمر ذاته بالنسبة للمقاعد التي تقع بالقرب من مخارج الطوارئ.
فضلاً عن ذلك، فإنه لا يوجد فرق كبير بين الجانب الأيسر أو الأيمن من الطائرة. كما نص التقرير الصادر عن معهد أبحاث الفضاء والطيران على أن 52% من الضحايا كانوا جالسين على الجانب الأيمن، بينما كانت مقاعد 48% منهم على الجهة اليسرى.
في المقابل، نشرت مجلة Time الأميركية تقريراً، أكدت من خلاله أن خطر الوفاة في حوادث الطائرة ليس مرتبطاً بالمكان الذي يجلس فيه المسافر، على قدر ما هو متعلق بملابسات الحادثة. وخير دليل على ذلك أن هناك من تمكن من النجاة من حادث تحطم الطائرة على الرغم من جلوسه في أسوأ مقعد.