بدر شاكر السياب عاشق جيكور و صاحب الأحزان السبعة التي نتجت عن مراحل عاطفية مع سبع نساء جميعهن لم تنجح علاقته معهن و أنا شخصيا أصف قلب السياب إثر تجارب الحب السبعة ب صاحب القلب الذي يَخفقُ و يُخفِق ~
،
،
تنقل في أفكاره بين الشيوعي و القومي و سجن أكثر من مرة بسبب مشاركاته السياسية و تم رميه بتهمة التعامل مع المخابرات الأميركية و يقول الشاعر السوري محمد الماغوط معلقا على هذا الموضوع بسخرية ( لا أستطيع تخيل السياب يجلس في المقهي بنظارة سوداء و يراقب الماره )
،
،
السياب و أوجاعه المسكوبة في #أقداح و المنبعثة من #أحلام يكتب قصيدته كغيرها من قصائده مُسبغة بالألم و هاربة من واقع إلى واقع آخر أشد علقمية و لغوب و سأم ، يعترك مع ذاته و الليل و الوحدة و ذكريات حب لم يكتب له البقاء و ظل السياب يشوي طويته بيديه و يحرق مهجته بالحسرة و جلد الذات
،
،
سمة الحديث مع الذات و التساؤلات التي تضج في رأسه في هذه القصيدة التي استعمل فيها اسلوب التصوير القائم على التشابه بين ما حوله من ماديات و ما بداخله من صراع و تناقضات كما عمد و استخدم اسلوب الطلبية و الإستفهام و التعجب و التقرير و النداء و لكنه لم يعمد إلى تكرار الألفاظ و المقاطع كما فعل في " أنشودة المطر " و التي أعدت صياغتها أنا محدثكم القيصر في نص نثري عمدت فيه إلى السجع في عدة مقاطع و سبق و أن طرحته هنا ..
،
،
تنوع السياب في قوالب عرض الأزمات النفسية التي أراد أن يعبر عنها إنما هي نابعة عن مراحل شائكة مر بها و عاشها و يكتب عنها بدموية و نشيج ..
،
،
إن في تاريخ الأدب و أطواره توجد رمزية تقليدية ففي ذرى العرب تجد " القمر و السيف و الهلال و الصحراء " و تحمل معان لا تخفى على أحد و لكن السياب يتفرد في رمزيته دائما و يسكبها في أذهاننا لنتفاعل معه نصوصه من خلالها و أكثر رمزين يستخدمهما السياب هما #المدينة و #القرية و #الليل و هما كما قيل رمزان للنقاء و البراءة و الإنسانية و رمزان أيضا للإضطهاد و الظلم و التغريب من ناحية أخرى و قد أصبحا رمزين أشبه بالدائمين في الشعر العربي الحديث و الأعراف القصائديه ..
،
،
كتب السياب قصيدة ( أقداح و أحلام ) بأكثر من اسلوب ليتيح لحبره تدفقا أكثر و ليعبر عن خلجاته بتنقلات فنية تجعلك ك قارئ تعتقد بأن الشاعر نأى عن الوحدة الموضوعية و هو في الواقع ما نأى و ما حاد بل أطلق العنان لخياله ليعينه على إسباغ شعوره على الورق و كأنه في هذا النص يعض بالنواجذ على ما قاله نزار قباني " شعري أنا قلبي و يظلمني من لا يرى قلبي على الورق " ..
،
،
قصيدة ثرية و ( ثملة ) و كأنها مكتوبة في حان لتكرار مفردات الثمالة مرارا في المقاطع ( كأسا ، سكره ، خمرها ، الخمر .. إلخ )
إبتداء من قوله أنا لا أزال و في يدي قدحي و مرورا بكل مفردات الثمالة التي كتبها شاعر صحو الذات رغم المفردات السكيرة و كل هذا مئنة عن النصب النفسي الذي يعانيه الشاعر ، إلى أن يختار الهرب من كل ما حوله في نهاية المقطع الرابع ( إن الفراش يقيك يا قدمي سوء العثار إذا دجى غرب ) بعد أن وصف الدروب و البعد و الدجى وحال من في الحان و العرابدة و روحه المنهكة و وصف ما بين الخجل و الإنطلاق ل امرأة يربطها به سهر و سهد و وجد و خذلان ..
،
،
يصف السياب حيرته و توجفه و خوفه من القادم بقدر أساه من حاضره و خوفه من القادم ، و مرة تجده متفائلا و كأنه هاجس اليمام و الفراش و هذا يعد من ضمن التناقضات التي يعيشها السياب مع خلجات نفسه ..
،
،
و ثم ينتقل إلى اسلوب الكتابة في الحب و الوصف لتأثره في بداياته بالبحتري في قوله ( خفقت ذوائبها على شفتي و سنى فأسكر عطرها نفسي ) في مقطع سيني ،، بالرغم من طغيان الحب فيه إلا أن حسرة هناك لا يكاد يواريها أي شيء في مفردة السياب ، و قد يعود سبب الكتابة بهذا الإسلوب أيضا لتأثره بالشعراء الأجانب ك شكسبير و قراءته للتراجم بفضل إجادته للغة الإنجليزية و تبحره في الأدب الإنجليزي و العالمي ..
،
،
في المقاطع الأخيره يرسم السياب المصير و تحول حال الحسن إلى التلف بعد طور من الشؤم كان حاضرا بقوة مفردة و حسا و شعورا فالسياب خير من يجمع المشاعر و يسكبها في #أقداح القارئ و يحيلها إلى أشباه #أحلام ..
تحياتي لكم و شكري و أتمنى أن أكون قد وفقت في تناول نص الشاعر الكبير بدر شاكر السياب بتحليل شخصي و رؤى مستقلة عبرت من خلالها عن تأويلاتي حول طيات القصيدة فالشاعر يكتب و القاريء له التوغل و التفكر و التساؤل و التأويل ~
#انتهى