علياء الكندي -بريطانيا
لم أرى اليوم أي مظاهر للاحتفال بعيد المرأة في بريطانيا .. لم يعلقوا اللافتات في الشوارع ، ولم يبتسم مقدم نشرة الأخبار بوجه زميلته المرأه ويهنئها بعيدها في نشرة أخبار الثامنه.
لم يوزعوا ازهاراً للنساء في الشوارع ومراكز التسوق ... ولم يهنئني أحد في العمل !!
لم يكتب أصدقائي البريطانيين على الفيس بوك اي بوست يخص المناسبة.. ولم يحضر جاري (باترك) الرومانسي جدا ازهاراً لزوجته (ايما) كما يفعل في اي مناسبة !!
كدتُ أنسى المناسبة ... لولا بوستات اصدقائي العراقيين والعرب على فيس بوك وتوتر... رسائلهم و تهنئاتهم لكل النساء (العظيمات) في حياتهم.
رايتُ صور للافتات في شوارعنا تهنيء المرأه في عيدها... رأيت فيديوات لشُبان يوزعون الورود على النساء في الشوارع .. وموظفين يفاجئون زميلاتهم بعلبة الشوكولا.. وازواج يحضرون الذهب والعطور الثمينه لزوجاتهم!!
رأيتُ ابيات شعر ... ولوحات .. والكثير من الرومانسيه والاحترام للنساء في يومهن العالمي!!
أشياء جميله جداً جعلتني اكره غربتي أكثر.. واتمنى العوده اليوم !!
لكن لحظه !!
ماذا عن تلك الصوره لنساء مهجرات يحملن رايات بيضاء كي تمنع عنهن وعن أطفالهن الرصاص !!
ماذا عن اللاجئات اللاتي لم يُسمح لهن بالدخول لبلدان إخوانهم العرب قبل أن يتنازلن عن أجسادهن!!
ماذا عن الطفله التي تزوّجُ لمن هو أكبر منها باعوام!!
ماذا عن التي يمنعونها أن تحب ويجبرونها على الزواج بمن لا تحب !!
ماذا عن التي تُضرب ؟ وتُحرَم من التعليم ومن العمل ومن السفر بدون (محرم)
ماذا عن التي ينبذها المجتمع لمجرد انها اختارت أن لا تُكمل حياتها مع شخص لا حياة معه وأصبحت(مطلقه) !!
ماذا عن التي يحكمون عليها من طريقة لبسها .. مشيتها ... ابتسامتها... كلامها .. دون النظر إلى عقلها !!
ماذا عن تلك المرأه التي خلعت حجابها أمام الكاميرات وطالبت بجثة ابنها المغدور !!! هل يذكرها في يومها أحد!!
ماذا عن التي فقدت اولادها ... و بيتها... وكرامتها... من أجل الوطن .. وأصبحت مشرّده على أرصفة الوطن !!؟
ماذا عن التي تُقتل يوم عرسها... باسم الشرف ...
وعن التي تُجبر أن تقبل بزوجه أخرى لزوجها... باسم الدين ...
وعن التي يُكتم صوتها ... وتُذبح أحلامها ... باسم الأعراف والتقاليد ....
السنَ كلهن من بلادي!!!
يحتفل العالم بهذا اليوم ... لأنه اليوم الذي تحررت فيه المرأه من كل ما ذُكر أعلاه...
و نحتفل نحن به ونحن لا نملك حق الاحتفال ... باي شيءٍ آخر...
احتفلوا بها ... لكن بعد أن تحرروها من سجنها... بعد أن تتعلموا احترامها...بعد أن تدركوا انها ليست ملكاً لأحد.. بل ملك عقلها واحلامها.
خان جغان