في كل لغات العالم، توجد كلمات دخيلة لكنها مع مرور الزمن تأخذ مكانها بين مفردات هذه اللغة أو تلك وتتداول على الألسن حتى تنتفي عنها صفة "دخيلة"، وهذا تماماً هو الحاصل مع الأخطاء التي تسللت إلى لغتنا، فمع كثرة استخدامها انتشرت حتى أصبحت شائعة وانطبعت في الأذهان ولم تعد تلفت الانتباه إلا لذوي التخصص، فانقلب الخطأ في أذن المتلقي والسامع إلى صواب، نستعرض هنا عشرة من تلك الأخطاء الشائعة التي اعتدنا عليها دون أن نعلم أنها خطأ.
1.مبروك
من أشهر تلك الكلمات المتداولة يومياً في حديثنا كلمة "مبروك" التي نستخدمها عند التهنئة بمناسبة سعيدة، والأصح أن نقول مبارك، لأن مبروك اسم مفعول من الفعل "بَرَكَ" أي برك الجمل أو بركت الدابة، والصواب أن نقول مبارك، بارك اللهُ الشيءَ وفيه وعليه: جعل فيه الخيرَ والبركة.
2.تواجد
كثيراً ما نسمع كلمة تواجد ويقصد بها وجود الشخص في مكان معين، وهذا من التعابير الخاطئة فتواجد تعني إظهار الوجد وهو الحب الشديد أو الحزن.
3.مدراء
كذلك تترد على الأسماع مدراء جمعاً لكلمة مدير، والصحيح مديرون أو مديرين حسب موقعها من الإعراب، فتجمع جمع المذكر السالم.
4.مؤخراً
الصحيح أخيراً كأن يحصل الأمر في الفترة الأخيرة، أما مؤخرا فتعني حصول الأمر بعد تأخير.
5.النّفايات
والكثير يلفظها بكسر النون مع أن الصواب هو لفظها بضم النون نُفايات جمع نفاية على وزن فُعالة مثل قمامة.
6.تزوج من
خطأ شائع والصواب تزوج فلان بفلانة وليس منها حتى إن بعض المذاهب الفقهية تعتبر عقد الزواج التي تستخدم فيه صيغة "زوجت فلانا من فلانة" باطلا، وفي الآية القرآنية: "وزوجناهم بحور عين".
7.الماء الشروب
ويقصد بها الماء الصالح للشرب لكن في المعجم، الشَّرُوب: الماء يُشرب على كُرْهٍ لقلة عذوبته، وبالتالي العبارة لا تنطبق على الماء الذي نستخدمه في حياتنا اليومية، نشربه ونستعمله في النظافة وغيرها.
8.سائر
كلمة سائر شائعة على أنها تعني "كل" لكنها غير ذلك فهي تعني الباقي من الشيء، ففي المعجم، السائر من الشيء: باقيه، فمثلا تقول جربت سائر الحلول، وهذا يعني أنك جربت بعضها وليس كلها.
9.هكذا تصرفات
كثيراً ما تستخدم في الإعلام هكذا تصرفات أو هكذا قرار، والصحيح القول: تصرفات كهذه أو قرار كهذا.
10.أخصائي
الأصح أن نستخدم اختصاصي، فنقول الدكتور فلان اختصاصي في أمراض الصدر مثلاً، فالفعل اختص اسم الفاعل منه اختصاصي.
هذه الأخطاء والعبارات غير الفصيحة انتشرت في لغتنا العربية بسبب استسهال الخطأ أو الجهل به، واللامبالاة من قبل بعض دور النشر ووسائل الاعلام واعتمادهم على مقولة "خطأ مشهور خير من صواب مهجور"، المقولة التي لا تزال تقض مضجع المهتمين بسلامة اللغة والغيورين عليها لأنها الشماعة التي يعلق عليها كثيرون أخطاءهم وتجاوزاتهم في حق اللغة.