أسباب الحرب العالمية الثانية
نبذة
اعتبرت الدول الخاسرة في الحرب العالمية الأولى قرارات إتفاقية السلام التي نتجت عن مؤتمر باريس للسلام المنعقد عام 1919 قرارات مهينة لها وغير منصفة، كما أن معاهدة فرساي كانت غير مرضية لألمانيا كونها مزقت وحدتها الإقليمية والبشرية وكذلك الاقتصادية بالإضافة إلى أنها سلبت من ألمانيا جميع
مستعمراتها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيطاليا حيث أن هذا المؤتمر شكل خيبة أمل وخسارة عظمة لها كونه قضى على طموحاتها وتوسعها الاستعماري.
وأدى هذا المؤتمر واتفاقية السلام التي نتجت عنه إلى تأجج الشعور القومي وتسبب بتوتر كبير في عدّة مناطق خاصة في السوديت وممر الدانزيج البولندي؛ وبناءً على هذا اعتبرت اتفاقية السلام الناتجة عن الحرب العالمية الأولى لسنة 1919 اتفاقية منقوصة وخلفت الكثير من الضغائن والأحقادالتي تراكمت وتجمعت لتكون سببا قويا وعميقا لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
وفي فترة الثلاثينات من القرن العشرين وقعت أزمة اقتصادية كبيرة أدت إلى اعتماد الأقطار التي المتضرّرة على "القوميّة الاقتصاديّة"، وهذا المصطلح يشير إلى تنظيم اقتصادي يعتمد على الحدّ من الاستيراد والعمل على تشجيع التصدير وذلك عبر التخفيض من قيمة النقد؛ وهذه الخطة الاقتصادية أدت إلى قيام حرب تجاريّة كبيرة و ساهمت في زيادة توتر العلاقات الدوليّة.
يعتبر التفاوت الاقتصادي من أبرز ملامح "أزمة الثلاثينات" وخاصة في البلاد الديمقراطيّة (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) والتي كانت تحتكر 80% بمفردها فقط من الرصيد العالمي للذهب كما أنها تملك إمبراطوريّات استعماريّة كثيرة ومناطق نفوذ شاسعة، بينما اعتبرت الأنظمة الدكتاتورية (إيطاليا، ألمانيا، اليابان) نفسها دولاً فقيرة مما دعاها للمطالبة بإعادة تقسيم المستعمرات وذلك حتى تضمن ما أسمته بالمجال الحيوي؛ وكانت النتيجة أن هذا الصدام أدى إلى ازدياد تضارب المصالح وفي المحصلة أدى إلى توتر حاد جداً في العلاقات الدوليّة وتدهور كبير على عملية السلام العالمي انتهى هذا التدعهور بحرب كارثية عالمية .
تلخيص لأسباب الحرب العالمية الثانية
نتائج الحرب العالمية الأولى: قامت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى بمعاقبة ألمانيا وفرض شروط قاسية ومهينة عليها مما دفع الألمان إلى التفكير بمراجعة مسألة الحدود والاعتراض على الاقتطاعات الترابية والتعويضات الباهضة التي ترتبت عليها وكذلك الأمر بالنسبة لدول أوربا الوسطى، وبالنسبة إلى إيطاليا والتي تنضم إلى قائمة المنتصرين إلا أنها أصيبت بخيبة أمل كبرى وذلك لعدم تحقيق مطامعها التوسعية.
الأزمة الإقتصادية التي وقعت سنة 1929: طالت الأزمة الاقتصادية العالم بأجمعه إلا أن الدول الديمقراطية العظمى مثل فرنسا وإنجلترا تمكنتا من تجاوز هذه الأزمة وذلك باللجوء إلى احتياطاتهما من الذهب واعتمادا على مستعمراتهما أيضاً، بينما الدول الديكتاتورية كألمانيا وإيطاليا واليابان لجأت إلى حلول أخرى للتخلص من وقع الأزمة فذهبت للتوسع الامبريالي على حساب مناطق تابعة للدول الديمقراطية العظمى ولا تريد التفريط فيها، أو بجزء منها، مما زاد حدة التوتر بين العلاقات الدولية ، كما أن هذا الأمر أدى إلى إضعاف الأنظمة البرلمانية الديمقراطية.
فشل عصبة الأمم: فشلت هيئة الأمم المتحدة في فرض السلام العالمي وتخفيض التوتر بين الدول وحل المشاكل العالمية بطرق سلمية، وهذا السبب الرئيسي الذي أنشئت من أجله، وتفاقم هذا الفشل بعد تعدي ألمانيا واليابان على الدول المجاورة، واحتلال إيطاليا لأثيوبيا.