إن كان السبب الذي يجعلك لا تطيق زميلك/زميلتك في الفريق، هو أنه فظّ وعنيف دائماً في الاجتماعات، بينما تفضل أن تأخذ وقتك في استيعاب جميع النقاط، فلدينا بعض الحلول الممكنة تساعدك على التعامل مع أنواع زملاء العمل.
يسلط مقال منشور في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو، لكاتبتيه سوزان جونسون وكيم كريستفورت، الضوء على البحث الذي قامت به شركة ديلويت، والذي كشف عن وجود 4 شخصيات مختلفة ومتميزة في مكان العمل.
وأوضح المقال مدى توافق الجميع بعضهم مع بعض، وكيف أن هذا الانسجام والتوافق يعتمدان على فهم الاختلافات بينهم.
إليكم وصفاً دقيقاً مُقتبساً من مجلة هارفارد بيزنس ريفيو، لكل من تلك الشخصيات:
الروّاد
يقدرون قيمة الاحتمالات، ويشعّون بالطاقة والخيال على فريق العمل، فهم يؤمنون بأن المخاطر تستحق أن يخوضوها، وأن اتباع الإنسان حدسه، أمر لا بأس به.
دائماً ما يصبّون تركيزهم على الصورة الكبيرة، وتجذبهم الأفكار الجديدة الجريئة، والأساليب الإبداعية.

كيف يكون أداؤهم في العمل؟


وجد الباحثون أن العصف الذهني والحماسة يبعثان النشاط في هذه الشخصيات، ومن ناحية أخرى ينفرون من القوانين والأنظمة، ولا يقبلون كلمة "لا"، ولا التركيز على نهج محدد.
الأوصياء





الأشخاص الذين يرون في أنفسهم أوصياء على الآخرين، يولون للاستقرار قيمة وأهمية كبيرة، ودائماً ما تَصْحبهم حالة من النظام والصرامة.
يتميزون بالعملية، ويترددون في قبول المخاطر، في حين تُعَد البيانات والحقائق، ضمن مُتطلباتهم الأساسية، وتهمهم التفاصيل كثيراً، ويرى الأوصياء أنه من المنطقي أن نتعلم من الماضي.

كيف يكون أداؤهم في العمل؟


وجد الباحثون أن التنظيم والقدرة على التنبؤ ووجود الخطط التفصيلية، تبعث في شخصية الوصي النشاط.
ومن ناحية أخرى، ينفرون من الفوضى وضغط الوقت والأمور المجهولة المشكوك فيها.
القادة





يقدرون قيمة التحدي وتوليد النشاط، فالحصول على نتائج وتحقيق الفوز، يعنان لهم الكثير.
يميل القادة إلى رؤية القضايا جميعها باللونين الأبيض والأسود فقط، وإلى معالجة المشاكل وجهاً لوجه، مُتسلّحين بالمنطق والبيانات الموجودة بين أيديهم.

كيف يكون أداؤهم في العمل؟


وجد الباحثون أن حل المشاكل والصراحة والفوز، تبعث جميعها في القادة النشاط، ومن ناحية أخرى ينفرون من الشعور بالتردد وعدم الكفاءة ونقص التركيز.
الشخصيات التكامُلية





تُقَدِّر قيمة الاتصال وتجذب فرق العمل بعضها إلى بعض، تمثل العلاقات والمسؤولية أهمية كبيرة لهؤلاء، فهم يميلون إلى اعتقاد أن معظم الأشياء يتصل بعضها ببعض بطريقة ما.
تتميز الشخصيات التكامُلية بالدبلوماسية، والتركيز على الحصول على موافقة الجميع، بإجماع الآراء.

كيف يكون أداؤهم في العمل؟


وجد الباحثون أن التعاون والتواصل والثقة، تبعث جميعها في الشخصيات التكامُلية النشاط، ومن ناحية أخرى ينفرون من الحديث في السياسة وعن الصراعات، وكذلك من عدم المرونة في المعاملات.
يوضح المؤلفان أن الجميع يضم بداخله مزيجاً من الشخصيات الأربع، ولكن معظم الأشخاص يميلون إلى الاقتراب من صفة شخصية واحدة أو صفتين بشكل خاص.
تعاونت شركة ديلويت مع عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية هيلين فيشر، التي اشتهرت برؤاها السديدة عن العلاقات العاطفية؛ من أجل القيام بالبحث، وكذلك عالِم الأحياء الجزيئي لي سيلفر.
ومن هناك، بدأوا بعمل دراسات استقصائية على أكثر من 190.000 شخص، وعملوا مع القادة وفرق العمل في الآلاف من الجلسات التفاعلية، وكانت النتيجة تكوين نظام يُدعى كيمياء الأعمال (Business Chemistry).
والمثير للاهتمام، أن الدراسة الاستقصائية التي اشتملت على ما يقرب من 660 شخصاً من المديرين التنفيذيين، وجدت أن غالبية كبار القادة ينتمون إلى شخصيات الرواد أو القادة، أما الأوصياء والشخصيات التكاملية، فتبيَّن أنهم أكثر عرضة للإبلاغ عن شعورهم بالتوتر والضغط.
وتتشابه تلك الشخصيات الأربع، المذكورة في مقال هارفارد بيزنيس ريفيو، مع مجموعة أخرى من أنواع الشخصيات، تسمى DISC؛ وهي اختصار للحروف الأولى من الكلمات التالية التي تعبر عن الشخصيات: الشخصية المُهيمنة، والشخصية المؤثرة، والشخصية الرصينة، والشخصية التي يحركها ضميرها الحي.
إذاً، كيف تتعامل الشخصيات الأربع في العمل؟





وبوصفه خبيراً في علم نفس الأعمال، قال تيم يورسيني، مؤسس Advantage Coaching للتدريب، لموقع Business Insiderمن قبل، إن الصراع يحدث عادةً بين الأشخاص الذين ينتمون إلى شخصيات مُعاكسة، على سبيل المثال: الشخصية المهيمنة مُقابل الشخصية الرصينة، أو الشخصية التي يحركها ضميرها الحي مُقابل الشخصية المؤثرة.
غالباً ما تقع الشخصيات المُهيمنة والرصينة في المشاكل وتميل إلى الجدال والعراك، ويرجع ذلك إلى أن الشخصيات المهيمنة تميل إلى العدوانية علانيةً، بينما تُعد الشخصيات الرصينة عدوانية، ولكن بطريقة سلبية.
وبينما تبدو الشخصيات المهيمنة، مخيفة وتفتقر إلى الصبر والقدرة على الاحتمال، تبدو الشخصيات الرصينة على الجانب الآخر، غير حاسمة، ومترددة في إحداث التغييرات.
كذلك، يكون الأشخاص الذين يحركهم ضميرهم، وأولئك الذين يتمتعون بالشخصية المؤثرة، على خلاف في كثير من الأحيان، ويرجع السبب في ذلك إلى أنه قد يتم النظر إلى الشخصية التي يحركها ضميرها، على أنها تسعى للالتزام والاهتمام بالقوانين بدرجة مُبالَغ فيها.
ومن ناحية أخرى، قد يبدو كأن الشخصية المؤثرة لا تنتبه إلى التفاصيل بالدرجة الكافية.
على كل حال، وبغض النظر عن الطريقة التي تُفَضِّل استخدامها في التعبير عن الشخصيات، فإن الفكرة الأساسية تقوم على أن زميل العمل ليس أحمق (على الأرجح)، وليس أيضاً ببلطجي، أو كما يقولون "فتوّة"- ولكنه فقط يقوم بعمله، بطريقة مختلفة قليلاً عن تلك التي تتبعها أنت في القيام عملك.
يركز البحث على الطريقة التي يمكن أن يتبعها القادة، لتشجيع فرق العمل على التعاون والإنتاجية. ولكن يبقى ضرورياً فهم الميول الخاصة بك، ومعرفة الكيفية التي ينظر بها الآخرون إلى تلك الميول ويستقبلونها.
فعلى سبيل المثال، يشجع المقال القادة على استخدام بعض الجمل؛ مثل: "أنا فقط ألعب دور المنظم هنا...".
وقد يوفر عليك الكثير، إن حاولت خلال أحد الاجتماعات التي يغلب عليها التوتر والضغط، أن تسأل نفسك عما قد يبدو عليه الأمر، إن نظرت إليه من منظور إحدى الشخصيات الأخرى المُختلفة عن شخصيتك.
وفي نهاية المطاف، قد تصل إلى المرحلة التي تستطيع فيها أن تتحدث مع مديرك عن النوع الخاص بشخصيتك والسمات الأساسية التي تتمتع بها، كما يمكنك أن تشرح له الطريقة المثلى التي تُمَكِّنك من العمل جيداً وتتسبب في زيادة إنتاجيتك.
كما ستحتاج أيضاً للتأكُّد من أنك لا توظِّف الشخصيات المُماثلة لشخصيتك، في الفريق التنفيذي الذي يعمل معك، فالتنوع ما بين الشخصيات المختلفة يساعد كثيراً.