يُعرف الصفع (ويسمى أيضاً السفق أو اللطم) بأنه
"استخدام القوة البدنية من خلال الضرب بيد مفتوحة على الأرداف لإلحاق الألم من دون إصابة ويستخدم للسيطرة على سلوك الطفل أو تصحيحه".
يعتبر الصفع على الأرداف شكلاً من أشكال العقاب الجسدي أو البدني يستخدمه بعض الأهل كوسيلة للتأديب وتحسين سلوك أبنائهم.
في البلدان العربية، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الصبيان أي الأولاد أكثر تعرضاً للعقاب الجسدي مقارنة بالبنات. ويكون الآباء عادة أكثر صرامةً وميلاً من الأمهات للعقاب الجسدي. في الإسلام، يجب مراعاة الأمور التالية كي يكون العقاب الجسدي مقبولاً:
استخدام الحد الأدنى من القوة
تجنّب الرأس والوجه
لا يجب أن يسبب أية كدمات
لا ينبغي أن يتعرض الطفل للصفع على الأرداف من أحد والديه عندما يفقد هذا الأخير السيطرة على نفسه.
يمنح صفع الطفل على الأرداف الوالدين غالباً مجالاً للتنفيس عن غضبهم، ما يجعلهم قابلين أكثر للاستمرار في هذا الفعل.
قانون الضرب
يفضل الأهل عادة الطفل الذي يطيع القوانين ويمتثل لرغباتهم. ولكن هذا لا يجيز لهم استخدام أشكال العقاب البدني، مثل الصفع أو اللطم على الوجه، كوسيلة لتأديب الأطفال إذا لم يلتزموا بهذه القوانين.
في بعض الحالات، يشمل العقاب الجسدي أيضاً وسائل أكثر تطرفاً وأشدّ قسوة كالتالي:
التعرض للضرب باستخدام أداة – سوط، أو عصا، أو حزام، أو حذاء، أو ملعقة خشبية، أو غيرها
الركل، أو الهزّ بقوة، أو رمي الطفل
الخدش
القرص
العضّ
شدّ الشعر
إجبار الطفل على البقاء في أوضاع غير مريحة
الحرق أو السمط
غسل فم الطفل بالصابون أو إجباره على وضع الصابون في فمه لبعض الوقت
إرغام الطفل على ابتلاع أطعمة أو مشروبات ساخنة.
يمكنك دائماً استخدام أساليب أقل قسوة تتواصلين فيها مع طفلك
من أجل تشجيع احترامه لذاته وثقته بنفسه بينما تعرّفينه بحدوده في الوقت ذاته وما هو مقبول في عائلتك.
في الإمارات، صدر قانون حقوق الطفل وديمة في العام 2016 كتطبيق لأفضل المعايير الدولية المناسبة من أجل خلق البيئة الأصلح للأطفال ونموهم وحمايتهم.
ويكفل هذا القانون جميع حقوق الطفل الأساسية، والصحية، والاجتماعية، والثقافية، والتعليمية، والحفاظ على سلامته العقلية والبدنية.
كما تتابع الجهات الرسمية المختصة تنفيذ آليات وتدابير حماية الطفل المنصوص عليها في هذا القانون.
هل هناك أية مشاكل لو استخدم الصفع على الأرداف كشكل من أشكال الانضباط؟
عندما تقومين أنت أو زوجك بصفع طفلكما على الأرداف، تعلّمانه بذلك أنه من المقبول إلحاق الألم بالآخرين في بعض الحالات،
وهو أمر من المفترض عدم تشجيعة بين البالغين. قد تجدين لاحقاً صعوبة في تأديب طفلك عندما يكبر في السنّ ولا يصبح العقاب البدني خياراً ممكناً.
لا يستطيع طفلك الرضيع أو الدارج فهم العلاقة بين السلوك والعقاب ومن المحتمل أن يتعرض إلى إصابة جسدية نتيجة الصفع على الأرداف.
تخيف العقوبة البدنية الأطفال وتوقفهم عن التصرف بطريقة معينة.
والطريقة الوحيدة كي يحقق الصفع على الأرداف نتائج فعاّلة هي زيادة شدّته، وقد يتصاعد بسرعة ليتحول إلى إساءة معاملة الطفل.
ربماتعتقدين أنك تستخدمين الصفع على ساق أو مؤخرة طفلك كحل أخير،
لكن يرى العديد من الخبراء أنه من الصعب التمييز بين الصفعة الخفيفة والاعتداء الجسدي،
مثل ضرب الأطفال، فكلاهما شكل من أشكال العنف. يقول الكثيرون إن العقاب البدني بجميع أشكاله يعتبر مؤذياً، ومؤلماً، ومهيناً، ولا ضرورة له.
كما لا يجب تقبّله باعتباره عنصراً للتربية الجيدة.
هل يعطي الصفع على الأرداف نتائج فعّالة؟
ربما يقلل الصفع على الأرداف أو يُوقف نوعاً معيناً من السلوك على الفور بسبب الصدمة التي يتعرض لها طفلك جراء ذلك.
ولكن في الغالب لا يتذكر الأطفال الصغار لماذا تمّ صفعهم،
وسيتوقفون فقط عن سلوكهم إذا تمّ تهديدهم بالصفع مرة أخرى.
لذا في أفضل حالاته، لا يكون الصفع على الأرداف فعالاً إلا عندما يستخدم في حالات نادرة ووفقاً لظروف معينة.
تناول بعض أطباء الأطفال موضوع الصفع على الأرداف بصورة بشكل إيجابي إلى حدّ ما.
في تحليلاتهم للبحوث المتاحة، حاولوا التمييز بين الصفعات التي يتعرض لها الطفل أحياناً والأشكال الحادة أكثر من العقاب.
ووجد الباحثون أن العقاب البدني قد يضرّ فقط عندما يكون مفرطاً ويمثّل الطريقة الوحيدة المستخدمة لتأديب الأطفال.
وذكروا نوعاً من الصفع على الأرداف يسمى "الصفع على الأرداف المشروط"، تمّ تعريفه بأنه "تلقّي الطفل صفعتين غير قويتين على الأرداف من أحد الأبوين عندما لا يكون هذا الأخير غاضباً أو منفعلاً" باعتباره أحد الأساليب التأديبية الأكثر فعالية.
هل هناك مشاكل نفسية لدى البالغين لأنهم تعرّضوا للصفع على الأرداف في مرحلة الطفولة؟
لا يعتقد كثير من الأشخاص الذين تعرّضوا للصفع على الأرداف في مرحلة طفولتهم أنه أمر مؤذ. تعتبر البحوث حول آثار التعرض للصفع على الأرداف في مرحلة الطفولة على المدى القصير والطويل محدودة وتخضع لعدد من القيود.
والسبب أن الكثير من الدراسات تعتمد على محاولة البالغين تذكّر تجارب تعرضهم للصفع على الأرداف في طفولتهم.
قد لا تكون النتائج موثوق بها. بينما يستحيل إجراء أشكال موثوقة أكثر من الأبحاث لأنه من غير الأخلاقي تماماً اجراء تجارب على الأطفال فيها نوع من العنف.
من الصعب جداً إثبات أن التعرض للصفع على الأرداف في مرحلة الطفولة يؤدي إلى الإصابة بمشاكل نفسية أو سلوكية في مرحلة البلوغ وذلك للأسباب التالية:
لا يمكن أن تأخذ البحوث في اعتبارها جميع العوامل العديدة الأخرى التي قد تؤدي إلى هذه المشاكل أو تزيد خطرها.
من الصعب جداً فصل آثار التعرض للصفع على الأرداف عن المشاكل التي تعاني منها بعض الأسر (مثل الاكتئاب، والفقر، والعنف المنزلي، وضعف العلاقة بين الطفل ووالديه)، والتي تستخدم هذا الأسلوب كوسيلة للإنضباط في كثير من الأحيان.
لا تفرّق معظم الأبحاث بين تلقي الصفعات على الأرداف بين الحين والآخر وأشكال العقاب البدني الحادة أكثر. شملت نفس الدراسات الأطفال الذين يتلقون الصفعات على الأرداف من حين لآخر وكذلك الذين يتعرضون للصفع على الأرداف بشكل حاد ومنتظم. وهذا قد يقود إلى آثار مؤذية للصفع على الأرداف عندما يكون مبالغاً فيه أو يسبّب التشوه.
يجب أن نضع أيضاً تأثير "من الأول الدجاجة أم البيضة" في الاعتبار. قد يقوم بعض الأهل بالصفع على الأرداف لأن أطفالهم يتصرفون بتحدٍ أو عدوانية. يمكن أن تؤدي عدوانية الطفل إلى جعل الأهل أيستخدمون الصفع على الأرداف، والذي قد يزيد عدوانية أطفالهم، وهكذا تستمر الحلقة المفرغة. لذا، من الصعب بالضبط معرفة عدد المشاكل التي يسببها الصفع على الأرداف في حد ذاته.
يوجد تحليل كبير لـ88 دراسة عن الصلة المحتملة للعقاب البدني في مرحلة الطفولة بمشاكل الصحة العقلية والنفسية، مثل القلق والاكتئاب لدى الأطفال، وأيضاً المشاكل النفسية لدى البالغين. أظهر هذا التحليل أن تعرّض الطفل للصفع على الأرداف يرتبط بزيادة فرص إصابته بمشاكل نفسية، لكن لم يثبت وجود صلة مباشرة. كما وجدت الأبحاث أن:
الأطفال الذين عانوا من أحد أشكال العقاب الجسدي كانوا أكثر عرضة أيضاً لإظهار سلوك معاد للمجتمع، وحتى سلوك إجرامي في مرحلة البلوغ.
يتمثل الأثر الإيجابي الوحيد في "زيادة الامتثال الفوري من قبل الطفل" أي أنه يسمع الكلام فوراً.
كما يشكل تكرار وشدة العقاب الجسدي فرقاً أيضاً. بصفة عامة، كلما تعرّض الطفل للصفع على الأرداف بتكرار أو قسوة، كلما زادت قابليته للعدوانية أو أصبح أكثر عرضة للمشاكل النفسية عندما يكبر.
كما أشارت دراسة واحدة صدرت مؤخراً في الولايات المتحدة، وشملت 34653 من البالغين،
إلى بعض الأدلة على وجود صلة بين العقاب الجسدي القاسي خلال مرحلة الطفولة (التعرض للدفع، أو الإمساك بقوة، أو الركل، أو الصفع، أو الضرب من قبل الأبوين) والتعرض لمشاكل نفسية في مرحلة البلوغ. ولكنها لم تقدم أي دليل على أن أحدهما يسبب الآخر.
أشارت أبحاث مجموعات من الخبراء، مثل AAP، وRCPCH، والجمعية الكندية لطب الأطفال، واليونيسيف، والباحثين، وعلماء نفس الطفل، إلى أنه لم يثبت أن الصفع على الأرداف يعتبر فعّالاً أكثر من غيره من أساليب الانضباط.
قد يكون للصفع على الأرداف العديد من الآثار الضارة، خاصة إذا استخدم بانتظام. ولا يوجد دليل على أن التعرض له بين الحين والآخر سيشكل ضرراً على الطفل. مع ذلك، الجدير بالذكر أن الأبحاث المتوفرة محدودة وتخضع للكثير من القيود.