علوم اللغة العربية
اللغة العربية لغةٌ جميلةٌ - كغيرها من لغات العالم - لها نظامٌ خاصٌ بها، وهي لغةٌ فُصحى ونجح الشعراء قديماً - قبل نشأة علم النّحو- بِضبط الكلمات، وتَشكيلها، وتصريفها تصريفاً صحيحاً.
علم النحو من علوم اللغة العربية المشهورة، والذي يندرج منه ما يُسمّى بالإعراب، ونقصد بالإعراب لغةً هو التّوضيح والبيان، وأمّا اصطلاحاً هو ضبط أواخر الكلمات، وسنتعرّف معاً كيف نقوم بإعراب الكلمات بطريقة سهلة وكيف نتعلّم الإعراب بالشّكل الصّحيح.
علامات الإعراب
هناك أربع حركات أو علامات أساسية في علم الإعراب وهي: استخدام الضّمة في حالة الرفع، والفتحة في حالة النصب، والكسرة في حالة الجر، والسكون في الجزم، وقبل وضع العلامات بطريقة سليمة لا بدّ من معرفة أقسام الكلمة.
أقسام الكلمة
تقسم الكلمة في اللغة العربية إلى ثلاثة أقسام وهي كما يلي:
اسم: ونَقصد بالاسم مثل أسماء العلم، والأسماء الصريحة مثل: السّماء، والماء، والشّمس، وغيرها.
فعل: هناك ثلاثة أفعال رئيسيّة حسب حالة الفعل وهي: الفعل الماضي أي الذي حدث في الزمن الماضي مثل ذهبَ، قامَ، كتبَ، والفعل المضارع وهو الذي يحدث الآن مثل يكتبُ، يقرأُ، يدرسُ، وفعل الأمر وهو الذي يحمل صفة الأمر مثل اكتبْ، اقرأْ، ادرسْ.
حرف: كحروف الجر مثل مِن، إلى، عَن، في...، وحروف النّصب مثل: أن، لن، كي...، وحروف الجزم مثل: لمْ، لا النّاهية ولام الأمر...
خطوات الإعراب
حتى تنجح في إعراب الكلمات يجب التنبه إلى أولى الخطوات وهي تمييز الكلمة من حيث الفعل والاسم في الجمل؛ فالجمل في اللغة العربية تقسم إلى قسمين:
الجملة الفعلية
وهي الجملة التي تبدأ بفعل وتتكوّن من فعل وفاعل (ومفعول به إذا كان الفعل مُتعدياً)، ويجب أنْ تدرك أنّ الفعل الماضي يكون مبنيّاً على الفتح؛ أي حركة إعرابه الفتحة، والفعل المضارع يكون مرفوعاً بالضمة، ما لم تسبقه حروف النصب، وفعل الأمر يكون مجزوماً بالسكون.
يحتاج الفعل إلى فاعل، والفاعل هو الذي يقوم بالفعل ويكون دائماً مرفوعاً بالضمة ويأتي بعد الفعل، وهو يكون على شكل اسمٍ أو ضمير، ويكون الضمير عادةً ضميراً متصلاً أو منفصلاً أو مستتراً، وبعد الفاعل قد يأتي مفعول به ويكون دائماً منصوباً، ويجب الانتباه بأنّ هناك أفعالاً لا تحتاج إلى مفعول به، وتكتفي بالفاعل فقط ويُطلق على هذا الفعل الفعل اللازم، وأمّا الفعل الذي يحتاج فاعله إلى مفعول به لتوضيح معنى الجملة هو الفعل المتعدي، ومن الأمثلة على الجملة الفعلية:
هربَ اللصُ.
هربَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظّاهر على آخره.
اللصُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
يكتبُ الطّالبُ الدرسَ
يكتبُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره.
الطّالبُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره.
الدرسَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الجملة الاسمية
وهي الجملة التي تبدأ باسم، وتتكون عادةً من مبتدأ وخبر يُكمل معنى الجملة، وقد يأتي الخبر على شكل اسمٍ مفردٍ، أو على شكل جملةٍ إما فعلية أو اسمية، أو شبه جملة من جارٍ ومجرور أو شبه جملة ظرفية، ومن الأمثلة على الجملة الاسمية:
السّماء صافيةٌ.
السماءُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
صافيةٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.
العلمُ يبني بيوتَ العزِّ.
العلمُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره.
يبني: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على آخره منعاً لظهورها الثّقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
بيوتَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
العز: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجملة الفعليّة في محل رفع خبر المبتدأ.
أنسٌ في المسجدِ.
أنسٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضّم الظاهر على آخره.
في: حرف جر.
المسجدِ: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ.
عند التّمييز بين الجمل الفعلية والاسمية يمكن معرفة كيفيّة إعراب الفعل وتصريفه، وستكون مهمّة الإعراب أسهل؛ فالإعراب أو النحو له قواعده الخاصّة، وهناك قواعد تفصيليّة لكل حالة تتمّ دراستها، ووضع الأمثلة لتوضيحها بسهولة حتى يدرك الشّخص كيفية تصريف القاعدة بطريقة سليمة.