شنقيط
تقع مدينة شنقيط في موريتانيا في الجهة الشرقية من ولاية أدرار؛ حيث كانت هذه المدينة مركز إشعاع ثقافي وعلمي وارتبط اسمها بجملة من المعاني، وشهدت نهضة ثقافية شاملة منذ القرن العاشر للهجرة إلا أن أهلها لم يكونوا مهتمين بتدوين وتوثيق حركاتهم العلمية وأحداثها تاريخياً، والسبب في ذلك غير معروف.
بُنيت مدينة شنقيط القديمة في عام 160 للهجرة، وظلّت قروناً ثم اندثرت ثم قامت على أنقاضها مدينة شنقيط الحديثة والموجودة حالياً والتي تحتوي على كنز من التراث الثقافي المهمل، ولا تزال مدينة حيّة تقاوم العزلة القاتلة والظروف القاسية.
التسمية
تقول بعض المصادر إنّ كلمة "شنقيط" تعود إلى نوع من أنواع الأواني الخزفية يُطلق عليه اسم " الشقيط" والذي اشتهرت به المدينة قديماً، والذي أسسها هو حبيب بن عبيد خلال حملته في الصحراء عام 116 هجري؛ حيث قام بحفر بئر في ذلك المكان، ويوجد رواية آخرى تقول أن " شنقيط " كلمة بربرية الأصل تعني " عيون الخيل"
تاريخها
تعتبر مدينة شنقيط محطة من محطات التجارة الصحراوية ومدينة واحات رائعة، حيث كان الحجاج يتجمعون فيها ثم ينطلقون لأداء مناسك الحج بقافلة واحدة، فسمي سكانها بـ " الشناقطة" نسبّة إلى اسم المدينة والتي تُعزّز دورها الديني والتجاري خلال القرن الحادي عشرة للهجرة ثم أصبحت عاصمة ثقافية في تلك البلاد.
الشناقطة سبقوا العرب إلى بلاد المغرب وأفريقيا وحكموها أكثر من حكم أهلها القدامى، ولكن بعد ذلك حكموها العرب ودام فيها صراع ثقافي لفترات طويلة، وعلى الرّغم من ذلك فلم يكن هناك انصهار ثقافي عرقي كما حدث مع المجتمع الشنقيطي خلال حكمهم لها.
كانت لهجة بني حسان (الحسانية) هي الأكثر انتشاراً بين المجتمع الشنقيطي والتي تتحدّث بها قبيلة بنو حسان واكتسحت جميع اللهجات القديمة، كما أنّهم يدينون بالدين الإسلامي الحنيف وتحدثوا باللغة العربية سواءً من كان موجوداً بها أو من جاء إليها لاحقاً.
أقسام المجتمع الشنقيطي قديماً
ينقسم هذا المجتمع إلى ثلاث فئات رئيسية هي كالتالي:
فئة الزوايا: وهم علماء هذا المجتمع وتقع عليها مسؤولية التعليم وحل المشاكل الدينية والإفتاء الشرعي خاصّةً في تقسيم الإرث وغيره، ويمارسون القيادات العلمية والروحية بالإضافة إلى إدارة اقتصاد البلاد؛ حيث كرّس المجتمع الشنقيطي القديم القيادتان العسكرية والعلمية المزدوجة من أجل تمجيد مكانة العلم والسلاح معاً، كما أنّهم اعتبروهما رمز المجد والكرامة .
بنو حسان: وهم العرب ومن يحملون السلاح "أصحاب الشوكة"، ويمارسون القيادة العسكرية في البلاد .
قاعدة الهرم الاجتماعي: وهم المجموعة التي لا تعرف شيئاً عن العلم ولا السيف.