قال باحثون أمريكيون إنهم نجحوا في تطوير وإنتاج شبكة أوعية دموية نابضة بالحياة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما يمهد الطريق لاستخدام هذه التقنية في الطب التجديدي.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائجها،في دورية Biomaterials العلمية.
وأوضح الباحثون أن شبكة الأوعية الدموية، التي تم تطويرها، يمكن أن تندمج بأمان مع شبكة الأوعية الموجودة في الجسم، لنقل الدم، وذلك بعد نجاح التجارب التي أجريت على الفئران.
وكان باحثون قد نجحوا من قبل في طباعة أوعية دموية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكن لا تزال هذه التقنيات محدودة، نظرا لتكلفتها الباهظة، كما تمت على وعاء دموي واحد وليس شبكة أوعية دموية كما فعل العلماء الأمريكيون.
ونجح فريق طبي صيني في طباعة الأوعية الدموية للقرود، حيث جرت العملية من خلال طابعة ثلاثية الأبعاد مليئة بحبر مصنوع من خلايا جذعية، وذلك لمحاولة طباعة نموذج للأوعية الدموية بطول سنتيمترين اثنين فقط، وتمّت زراعتها في صدور 30 قردًا بنجاح.
لكن فريق البحث في الدراسة الجديدة، بقيادة الدكتور تشاومين تشن بجامعة كاليفورنيا، استخدم تقنية التصوير الطبي لتشكيل أنماط رقمية من شبكة الأوعية الدموية الموجودة في الجسم، ووضعوا فى الطباعات ثلاثية الأبعاد، بنية تحتوي على خلايا بطانة الأوعية الدموية، وهي الخلايا التي تشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية.
وأنتج الباحثون هيكل كامل من الأوعية الدموية يناسب منطقة صغيرة يبلغ قياسها 4 مم × 5 مم، ووضعوه في جلد الفئران، وبعد أسبوعين، وجد الباحثون أن الشبكة التي زرعوها نمت بنجاح، واندمجت مع شبكة الأوعية الدموية الأساسية لدى الفئران، ما يسمح للدم أن يمر فيها بشكل طبيعي.
لكن فريق البحث أشار إلي أن شبكة الأوعية الدموية المزروع ليست قادرة على القيام بوظائف أخرى، بخلاف نقل الدم، مثل نقل المواد الغذائية حتى الآن.
وأضافوا: "لا يزال لدينا الكثير من العمل لتحسين هذه الشبكة، لكن هذه خطوة واعدة نحو مستقبل تجديد الأنسجة وإصلاحها".
وتقوم فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد على استخدام مواد مثل البلاستيك المنصهر أو الحديد أو الراتنج السائل، لإنتاج مجسمات وأشكال قابلة للاستخدام العادي، كما استخدمت فى مجالات مثل صناعة الإكسسوارات ولعب الأطفال وبعض قطع غيار السيارات، والأسلحة.
وفي المجال الطبي تمثل هذه التقنية فتحا طبيا جديدا، بعد أن استخدمت في إنتاج أنسجة وأعضاء بشرية باستخدام الخلايا الجذعية.