إنها جمال غريب وفريد من نوعه وتتم حمايتها أكثر من الملكة. إنها آخر ما تبقى من نبتة السحلب أو الأوركيدا أو ما تسمى بزهرة البنفسج لدى بريطانيا وقد تم توفير حماية الشرطة لها من اللصوص على مدار الـ24 ساعة.
وقد تم توظيف الكلاب المحلية للقيام بدوريات على مدار الساعة حول تلك النبتة القيمة التي تنمو وتترعرع في موقع محمي على الخليج منذ ما لا يقل عن 100 عام.
وقد تم فرض غرامة تقدر بـ5000 جنيه استرليني لحمايتها من القطع. وتفكر الشرطة بإنفاق آلاف من الجنيهات لزرع كاميرات المراقبة لإبقاء العين عليها باستمرار ومراقبة الموقع في شمال إنجلترا.
ورغم ان الخبراء حاولوا إعادة إنتاج زهرة البنفسج والزهرة الصفراء تلك في مناطق أخرى، إلا انها لم تزهر.
وقد قال توني مارش أن تلك الزهرة مهمة جداً لأنها عاشت لأكثر من مئة عام بينما هلكت كافة النباتات الأخرى التي اعتقد أنها كانت منقرضة.
يسافر الناس من كافة أطراف الدولة فيما يشبه رحلى الحج لرؤية النبتة المتوردة وغالباً ما تغلبهم العاطفة لدى رؤيتها.
لدى توني والقوات التي تحميها سبب جيد للقلق. فالنبتة التي لا تقدر بثمن تعرضت للهجوم والتشويه مرتين في غضون ستة أعوام، ويحميها قانون الحياة البرية الريف لعام 1981.
في يونيو الماضي، قطع لص النبتة ولم يترك سوى ستة أزهار. وفي عام 2004، حاول جامع نباتات أن يقتلع النبتة من جذورها لكنه لم يتمكن سوى من أخذ جز منها، ولم يتم العثور على ذلك الجاني قط.
وقال مارش: "يشكل جامهوا الأزهار التهديد الأكبر. عندما أخذت الأزهار العام الماضي، فكرنا في طباعة ونشر بيان لرصد ما قيمته آلاف الجنيهات للإبلاغ عن الجريمة."
وقال مارش: "كان جزء من الخليج مفتوح للعامة في الماضي لإتاحة المجال للمزيد من زوار الموقع لرؤية النبتة. سنحذر الناس من خطورة الاعتداء ونقول لهم أن عليهم الإبلاغ عن أي نشاط مثير للشبهة."
كانت الأوركيدا منتشرة في أوروبا وآسيا قديماً. لكن بحلول القرن العشرين، قضي عليها بسبب جامعي الأوركيدا في العصر الفكتوري حيث عملوا على تمشيك الغابات واقتلاع النبتة من جذورها وقتلوا الكثير من الفصائل.
في عام 1971، أعلن رسمياً عن انقراض الأوركيدا. إلا أن علماء النباتات اكتشفوا وجودها على ذلك الخليج. يقول الخبراء أن هناك احتمال لوجود نبتة أخرى ما والت تنمو في البرية في يوركشير ديلز لكن لم يتم الكشف عن موقعها بالضبط.
وبموجب القانون، يحظر حتى لمس النبتة دون ترخيص خاص وقد يواجه أي يخص يقبض عليه هو يحاول سرقتها عقوبة السجن لستة أشهر.
ودفع ذلك الحرص الشديد أحد المحليين ويدعى كريستوفر براندون، 32 عاماً، إلى القول: "تبدو تلك النبتة وكأنها تحظى بحماية أكثر من ملكة بريطانيا. سيفكر أي شخص أن حياة إنسان أكثر أهمية من مجرد زهرة."