توصّل فريق من الباحثين في الجيولوجيا إلى اكتشاف حقبة جيولوجية لم تكن معروفة بالمغرب قبل الآن، وهي حقبة Mésoprotérozoique.
فوفق دراسة منشورة في المجلة العلمية المتخصصة "مجلة علوم الأرض الإفريقية"، عدد مارس 2017، فإن عصر التكوينات الجيولوجية المعروفة لدى الباحثين الجيولوجيين في الأطلس الصغير باسم "مجموعة تاغدوت"؛ على بعد 10 كيلومترات شمال غرب مدينة تازناخت بإقليم وارزازات، يفوق عمرها مليارا و700 مليون سنة؛ عكس ما كان يعتقد سابقا، ومفاده أن عمر هذه التكوينات يتراوح بين 800 مليون ومليار سنة فقط؛ وهو المعطى الذي بنيت عليه مجموعة من الدراسات والنماذج الجيولوجية، وتضمنته المقررات الدراسية التي تلقن للطلبة، خاصة في المستويات الجامعية بكليات العلوم.
هذا الاكتشاف الذي أشرف عليه موحى إكن، الباحث في علم الأحجار بكلية العلوم بجامعة ابن زهر، رفقة باحثين من المغرب والسويد وكندا وفرنسا، ونشر في المجلة العلمية Journal of African Earth Sciences، خلص إلى أن عمر هذه التكوينات الجيولوجية قدّر بـ1700 مليون سنة، وأنها تعود إلى حقبة تسمى Mésoprotérozoique.
هذه التكوينات تتمركز فوق حيز كبير من سلسلة جبال الأطلس الصغير؛ ومنها بعض البروزات ذائعة الصيت، كما هو الحال بالنسبة لجبل لكيست، ضواحي تافراوت، المعروف بالنحت الطبيعي، الذي رسم وجه أسد؛ أو في منطقة تيزي ن تاغاتين، المعروفة على الصعيد التاريخي أكثر مما هي معروفة من حيث أهميتها على الصعيد الجيولوجي.
وقال مُوحى إِكن، المشرف على هذه الدراسة، في تصريحات لهسبريس: "كان هناك اعتقاد سائد بعدم وجود هذه الحقبة في المغرب، لكن الآن تمت معرفة العمر الحقيقي لهذه الصخور، وأن مجموعة صخور تاغْدُّوت، في إغرم قرب تافراوت، كلها تعود لهذه الحقبة".
وزاد أستاذ علم الأحجار والجيوكمياء بكلية العلوم بجامعة ابن زهر أن الأهمية العلمية لهذا الاكتشاف تتجلى في ضرورة إعادة النظر في النماذج الجيولوجية التي يتم تدريسها، في ضوء المعطى الجديد، وزاد موضحا: "لأنه كنا نعتقد أن الأطلس الصغير من كنات قرب تنجداد إلى كلميم له العمر نفسه والخصائص نفسها.. أما الآن فيجب أن يعاد النظر في كل تلك المعطيات بناءً على هذه المستجدات".