هكذا ستشرق الشمس
#هكذا_ستشرق_الشمس
بقلم الشاعر حيدر الحسيني
والشاعرة سما الكربلائي
اشرقت الشمس من جديد ، لكن اشراقتها ، لا تشبه اشراق شمس بقية الدول ، فهي شمس العراق ، وصبح العراق ، . في زقاق ملئ بلافتات الحزن ، تتشح جدرانه بالحزن كما هم سكانه ، دوي صوت انفجار ،الدمار ، النار ،مناظر مروعه ، وعلى قارعه الطريق عجوز يتحاوز عمرها الستين عاما ، تبحث عن ظاله كأنها فقدت شيئا ثمينا ، تتصفح الوجوه وفي عينيها ألم كبير ،تمشي وسط الأشلاء كالظالة عن الطريق ، خطواتها متقاربه كدقات قلبها ، تعثرت بكف
ياللمصيبة
هذا خاتم ولدي عباس
ارتفع صوتها بالبكاء ،،،، اطرقت رأسها ثم رفعته الى السماء
ماذا جرى
حملت كف ولدها وظلت تبحث عن بقية اشلاؤه
كانها طفل _ يجمع العابه من ارض الحديقة
في نفس ذاك الحي المعتم والحزين ،،، خطت خطواتها مع ما جمعته من اشلاء ابنها
وتوجهت للمنزل
فتحت باب الدار الخشبي المتهالك
ودخلت وعيناها كدجلة ،،،، تحري بلا توقف
وكان في البيت ابنها العسكري اللذي حزم الحقيبة للالتحاق
أمي ماذا جرى
لقد ذهب عباس يا نجم ذهب ،،،،،،،،!!!!!!
امي ماذا تقصدين ،،، ؟؟؟
رحل اخوك ،،،،،
الى أينطنحو جنات الخلد
،،،،،،،،،،، استشهد ،،،،،،،،
كان الحزن شديدا ،كالبرد في الشتاء
الكل كان مجتمعا ،،،، ليشيع الشهيد ، اللذي لم يجدو منه الا قطع متناثرة ،
غضب من قلة الأمن
ووجع من فقد الأخ
ولوعه من فراق الأبن
مشاعر مبعثرة ، يجمعها ،أن شخص ما قد رحل
ما زالت مراسم الجنازة ورسومها
حزم نجم حقيبته مجددا
وذهب للجيش ،،، تعلقت امه ببدلته ،،،" اخاك رحل انت ابفجقى معي فلست استطيع العيش من دونك "
،،، امي سأعود ،،، هذا عهد ،،،
وتركها تنتظر مجيئه في عتبة الباب
ومع كل بزوغ ،،، كان خيط دخان الأنفجار ،،، ورائحة دماء الشهداء عطرا زكيا تستنشقه أم عباس
وكان اخر يوم لأبنها نجم في الجيش
كان سيعود الى احضأن امه ،،، التي احرقها فراق عباس
وقفت تلك العجوز ،، منحنية الظهر
تنتظر ذاك الوسيم اللذي قد اعدت له اشهى ما يحب
وفجأة طرق الباب
هرعت نحوه ،،،، وفتحته ،،، وجدت شابا من زملاء نجم
،ما الأمر اين نجم ؟؟
هذه حقيبته يا أمي !!!
واين هو ؟
لقد قال بأنه لشتاق لأخيه عباس
وهل ذهب الى قبره
لا
اذا !!!!
لقد ذهب اليه في الجنة
اشرق الحزن مجددا
لكنه بلهجة اخرى ،،، كيف ستودع من لا قبر له ولا جثة ولا كف ولا اشلاء ،،،
كان فضيعا جدا
دخلت الى المنزل مسرعه
اخذت تبكي وتدعو
،،،، وكأن دعاؤها عرج الى السماء السابعه ،،،، واستقر تحت العرش
خرجت وعي تردد ،،،،كما اخذ الله يوسف واخاه من يعقوب
اخذ الله اولادي
وكما اعادعم لنبيه سيعيدهم لتلك العجوز
ماذا ستفعلين !!!!!
ساعلن ثورة ،،،،
هل جننتي يا خالة ؟؟؟
عندما يجلس الشعب ساكتا
سيسود الموت ،،، سأخرج حتى لا يحترق قلب أم اخرى كقلبي
لقد تهامسو بأنها فقدت عقلها ،،،، لكنها ادركت الصواب
خرحت
وخرج معها المصلح
خرج لينصرها سيد المقاومة
من جرحها وجد الشفاء
واستمر جهادها
بالصبر تارة ،،،،، وبالتظاهر للأصلاح تارة اخرى
وهكذا اشرقت وستشرق شمس الأصلاح
رد مع اقتباس
