"لعنة جوتمان" أشهر لعنة في تاريخ كرة القدم لازالت مستمرة منذ 50 عاما !! ● تعرف على قصتها
يُعدُ بنفيكا البرتغالي أكثر الأندية الأوروبية خسارةً في نهائي البطولات القارية ، فقد فشل النادي البرتغالي بالفوز بأي لقباً أوروبياً لأكثر من 50 عام ، رغم وصوله لثمانٍ نهائيات قارية منذ عام 1963 حيث عاشَ بنفيكا عصرهُ الذهبي آنذاك تحت قيادة المدرب المجري
بيلا غوتمان ، وفي كل مرة كان يصلُ فريق النسور إلى نهائي بطولةً قارية تعودُ لعنة غوتمان إلى الواجهة حتى صارت وكأنها قدرٌ محتوم على أنصار النادي القبول به لذلك سنُعرفكم في هذا الموضوع على قصة هذهِ اللعنة التي تُعدُ الأقدم في تاريخ كرة القدم وعلى محاولات النادي كسرها بجميع السُبل .
بيلا غوتمان يُعدُ المدرب التاريخي لنادي بنفيكا فقد تولى تدريبه في بداية ستينيات القرن الماضي وأحدث ثورةً كبيرةً بعد إن قام بتصعيد 20 ناشئاً جديداً من ضمنهم لاعباً من الموزمبيق أُتي بهِ إلى النادي سيعرفه العالم لسنوات طويلة بأسم
"أوزيبيو" أسطورة الكرة البرتغالية هؤلاء الشباب سطروا نجاحاً أوروبياً مذهلاً بتحقيق لقب
دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين متفوقاً على برشلونة في نهائي عام 1961 وعلى ريال مدريد في نهائي عام 1962 . بعد هذا النجاح المذهل طلب المدرب المجري من إدارة النادي زيادةَ راتبهِ لكن تعمت الإدارةِ أدى إلى فشل المفاوضات بين الطرفين لينتهي الأمرُ برحيل
بيلا غوتمان غاضباً وأطلق تصريحهُ الشهير بعد الإستغناء عنه قائلاً :
"بنفيكا من سيندم على رحيلي لن يعرفوا الفوز بإي نهائيً أوروبي من بعدي ولو بعد مئة عام " . قد يكون تصريح
غوتمان مجرد جُملةً غاضبةً في وقتٍ شعر فيهِ بالظلم لكنهُ أصبح لعنةً بالفعل عندما وصل بنفيكا كالعادة إلى نهائي البطولة في العام التالي وخسر لقب
دوري أبطال أوروبا أمام
أي سي ميلان الإيطالي وبعد رحيله تعاقب على تدريب بنفيكا أربعة مدربين في الفترة من عام (1962-1965) مع ذلك فشلوا جميعاً في التتويج الأوروبي .
بعدها شعرت إدارة الفريق بإن
غوتمان كان مُحقاً في تصريحه وأنهُ الوحيد الذي يملك مفتاح التتويجات الأوروبية لبنفيكا فبعثوا بنجمهم الأول والتاريخي
"أوزيبيو" مُعتذراً
لغوتمان وطالباً منهُ العودة ، فوافق المجري على الفور وعاد إلى تدريب النسور عام 1966 لكن عودة
غوتمان هذهِ المرة لم تكُن كسابقتها فقد فاز معهم بالدوري البرتغالي ووصل إلى نهائي
دوري أبطال أوروبا لكنهُ شرِبَ من نفس كأس اللعنة التي أصابة بنفيكا طويلاً وخسر البطولة أيضاً أمام
أنتر ميلان الإيطالي ليرحل نهائياً وللأبد هذهِ المرة عن تدريب النسور
رغم رحيلهِ عن النادي إلى ان لعنتهُ ظلت تُطارد الفريق إلى يومهِ هذا فقد تواصل فشل الفريق في الفوز بأي لقباً أوروبي لأكثر من 50 عام ، فخسر خمسة نهائيات في دوري أبطال أوروبا أعوام (1963 ، 1965 ، 1968 ، 1988 ، 1990) وثلاثة في الدوري الأوروبي أعوام (1983 ، 2013 ، 2014) . وطيلة هذهِ المدة لم يستسلم بنفيكا وحاول مرتين التخلص من هذهِ اللعنة . ففي 1990 وصل النسور إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ميلان الإيطالي مجدداً ، فقام الأسطورةُ أوزيبيو والذي كان لاعباً تحت قيادة غوتمان في الستينيات بزيارة قبر غوتمان الموجود في فيينا حيث كانت المباراة وقام بالصلاة عند قبره وطلب أن يتُمَ إزالة اللعنة لكن ذلك لم يحدُث لإن ميلان فاز بهدف الهولندي فرانك ريكارد وفي عام 2012 حاول النادي مجدداً في التخلص من تِلك اللعنة فأقام تمثالاً للمدرب بيلا غوتمان أمام ملعب النور كتقديراً وأعترافاً لِما قدمه المدرب المجري .
لكن ذلك لك يكُن كافياً لكسر اللعنة حيث خسر الفريق نهائيين متتاليين أمام تشيلسي الأنجليزي عام 2013 وأمام إشبيلية الإسباني عام 2014 وبطريقة درامية للغاية الخسارة الأولى كانت بهدفٍ في الوقت البدل الضائع والخسارة الثانية كانت بركلات الترجيح ، ويبدو أن أكبر لعنة في تاريخ كرة القدم مُستمرة وربما باتَ على أنصار بنفيكا الإنتظار قرابة خمسين عام أخرى لكي يروّا فريقهم يرفع لقباً أوروبياً جديداً .
""تُرى هل نُشاهد بعد عقود من الزمن بـ لعنة زيدان""