السلام عليكم
كمدخل للموضوع يمكن الاستعانة بهذا التحقيق الصحفي
بعدها .. احب ان نتحاور حول هذا الموضوع
===============================================
يبدأ الأمر بالرغبة في الاستكشاف وإشباع الفضول أو محاولة الالتهاء عن أمر يكدر الخاطر ويحزن القلب، وينتهي بورطة كبيرة تتسع من تلقاء نفسها بفعل التعود والإدمان، ذلك ما يحدث مع طالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية تورطن في تعاطي المخدرات وصرن غير قادرات عن الإقلاع عنها الأمر الذي جعلهن مستعدات لفعل أي شيء من أجل تأمين الجرعات، يحدث ذلك كله في غفلة من الأهل الذين ركزوا اهتماماتهم على الأمور الثانوية، والمؤسسة التربوية التي عجزت عن مراقبة الطلبة والسيطرة على مظاهر الانحراف.
في غفلة من الجميع
عدد المتورطات في تعاطي المخدرات في المؤسسات التربوية لا يزال محصورا في فئة صغيرة من الفتيات اللواتي يعانين من ظروف مادية صعبة أو من مشاكل أسرية٬ إلا أن الجو العام الذي مهّد لظهور هذا النوع من طالبات"الزطلة" و"الكيف " ينذر باتساع رقعة المتورطات، سيما وأن هذا الموضوع يعتبر من المواضيع المسكوت عنها سواء في المؤسسات التربوية التي ترفض الاعتراف بوجود هده الآفة بين أسوارها، أو في الأسر الجزائرية التي يسبب لها وجود فتاة في العائلة بهذه المواصفات حرجا كبيرا يدخل في دائرة العيب والجريمة التي لا تغتفر، لذلك حينما سعينا للتعرف على الوجه الحقيقي لهذه الآفة في بعض المؤسسات التربوية لم نسمع إلا ما يجبر الخواطر والأفئدة..
مراقبة بإكماليه الشهيد " ن . م " بسطيف تفاجأت لطرحنا هذا الموضوع وتساءلت بالحاج:" من أخبركم بهذا؟!" وأضافت:" نحن نشدّد الرقابة على التلاميذ، ولا نسمح بأي تجاوز مهما كان شكله"واعتبرنا ما قالته هذه المراقبة نوعا من "حسن النية "المبرمجة، لأن المعروف عن هذه المؤسسة أنها من أكثر المؤسسات التي أصابها من آفات خطيرة ما أصابها حتى صار يضرب بها المثل في الانحراف٬ تركنا هذه المراقبة ذات" النية الحسنة "وتوجهنا إلى التلاميذ، حيث التقينا بطالبة يبدو عليها الالتزام والانضباط وسألناها:"هل هناك طالبات في مؤسستكم يتعاطين ويروجن المخدرات؟"سكتت الطالبة برهة وكأنها تسترجع حادثة معينة، ثم أجابت قائلة:" نعم٬ هناك طالبات يتعاطين المخدرات في مؤسستنا" وتابعت تقول "لقد رأيت ثلاث زميلات في دورة المياه يتعاقبن على استنشاق نوع من الغبرة وأدركت حينها أنهن مدمنات"، وقبل أن تواصل هذه الطالبة كلامها، قاطعتها زميلتها التي كانت تقف بجانبها موجهة الكلام إليها: "هل تعرفين دلال التي تدرس في السنة الرابعة؟ لقد رأيتها خلف القسم تمسك بسيجارة مخدرات وحين لمحتني أنظر إليها نهرتني٬ ثم قالت لي: " تعالي خذي نفسا".
تركنا هذه المؤسسة و توجهنا إلى مؤسسة أخرى غير بعيدة عنها، حيث استقبلنا مديرها بوجه بشوش وتفاؤل كبير يوحي أنه يمسك بزمام مؤسسته كما يجب، وعن هذا الموضوع قال:" صحيح أن هناك طالبات اقتربن من حافة الانحراف، إلا أننا وجهنا لهن إنذارا بالطرد في حال استمرارهن فيما هن عليه، ووجدنا استجابة واضحة منهن سيما وأننا بلّغنا أهاليهن٬ أما الطالبات اللواتي لم يلتزمن بقوانين المؤسسة فقمنا بطردهن خشية أن ينقلن "العدوى" للطالبات الأخريات "ويضيف :"إحدى الطالبات اتصلت شخصيا بأخيها وأبلغته أن المؤسسة لن تسمح لأخته بارتيادها لأنها بلغت مرحلة خطيرة من الإدمان والانحراف".
من المخدرات إلى السرقة
ولأن التورط في تعاطي المخدرات يدفع الضحية إلى البحث عن أي طريقة تؤمن له الحصول على الجرعات باستمرار، فقد قامت إحدى الطالبات بإحدى ثانويات العلمة بمحاولة فاشلة لسرقة هاتف ثمين لأحد زملائها في القسم، وعن هذا الموضوع، تقول ريم إن زميلتها كلفت ثلاث صديقات لها بسرقة هاتف زميلهن وذلك بتظاهر إحداهن بالإغماء في حصة التربية البدنية لتقوم صديقتيها بحملها إلى حيث تتواجد الحقائب المدرسية الموضوعة على حافة الصالة الرياضية، وبالفعل قامت الزميلة التي أدت دور المغمى عليها بتفتيش حقيبة الزميل وأخذت منها هاتفه وسلمته لزميلتها – زعيمة العصابة- التي قامت برميه من سور المؤسسة لأحد الشاب الذي كان ينتظر في الخارج، وعندما تم اكتشاف أمرها اتضح أنها كانت مدمنة على المخدرات وأن الشخص الذي سلمته الهاتف يقوم بتأمين كميات لها من هذه السموم في غفلة من أسرتها التي انشغلت عنها وتركتها بين أيدي مروجي المخدرات الذين يصطادون في الماء العكر، فلو كانت لهذه الطالبة وسواها من الطالبات اللواتي تورطن في تعاطي المخدرات عائلات تتابع دراستهن وتراقب سلوكهن وما يطرأ عليه من تغيير، هل كانت أقدامهن ستزل في هذا المنحدر الخطير؟ ولكنه الإهمال واللامبالاة التي جعلت من أفراد بعض الأسر غرباء عن بعضهم البعض، ولا يجمعهم إلا سقف واحد أو دفتر عائلي واحد، ليصبح الشارع والمؤسسة التربوية التي تقصر في مراقبة التلاميذ المرتع الخصب لانتشار الآفات وضياع الأخلاق.
===================================
ما هو السبب يا ترى و اين تكمن العلاجات