تشير حسابات العلماء الأخيرة إلى أن التغيرات التي يشهدها اتجاه الحقل المغناطيسي للأرض كل 250 ألف عام، قد تشكل خطرا كبيرا على الطائرات والأقمار الصناعية.
ويعود آخر تغيير لاتجاه الحقل المغناطيسي إلى حوالي 786 ألف عام حيث استغرق نحو 100 عام، وتشير إحصاءات العلماء إلى أن الأرض تشهد انعكاسا مغناطيسيا آخر، والجدير بالذكر أن قوة المجال المغناطيسي للأرض تتناقص بنسبة 5% كل مائة سنة.
وبالرغم من معرفة هذه الإحصاءات، إلا أن علماء الجيولوجيا يجهلون الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى تغير الحقل المغناطيسي لكوكبنا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العلماء غير مطلعين على باطن الأرض بشكل كاف، ولكن الحقيقة الوحيدة التي يعلمها العلماء هي أن الحقل المغناطيسي للأرض ناتج عن تدفق الحديد المنصهر داخل باطن الأرض.
فقد تمكن فريق من الباحثين بجامعة ليدز الإنكليزية، برئاسة الأستاذ، فيل ليفر مور، عن طريق بيانات الأقمار الصناعية الأوروبية "سوارم"، وهي أقمار صناعية مصممة لمراقبة باطن الأرض، من اكتشاف تدفق الحديد المنصهر على امتداد 3 آلاف كلم من باطن الأرض.
بالإضافة إلى اكتشافهم تيارا حديديا يتحرك غربا في شكل دائري باتجاه القطب الشمالي، ويمتد هذا التيار مسافة 420 كلم في باطن الأرض، ويتحرك بسرعة تبلغ حوالي 45 كلم في السنة.
وعلى الرغم من أن هذه الحركة تبدو بطيئة إلا أنها في حقيقة الأمر قد تضاعفت بحوالي 3 مرات مقارنة بالتقديرات السابقة، وقد تزايدت سرعة تيار الحديد المنصهر تحت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بشكل مستمر خلا السنوات الأخيرة.
ويرى العلماء أن نتائج بحوثهم تعد طريقا نحو كشف المزيد من الحقائق حول باطن الأرض. وفي هذا الإطار، يقول بعض العلماء إنه "كلما اطلعنا على حركة مكونات الأرض، زادت قدرتنا على التنبؤ بالتطورات الممكنة على مستوى الحقل المغناطيسي لكوكبنا".
ولأن المجال المغناطيسي للأرض يحمي البشر من الإشعاعات القادمة من الشمس والأشعة الكونية، فإن انخفاض المجال المغناطيسي للكوكب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة أن الإشعاعات التي تصل إلينا تعد قوية نسبيا.
وسيكون الخطر الأكبر من الإشعاعات على الطائرات فضلا عن أن الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات قد تواجه الكثير من المخاطر في حال انهيار الحقل المغناطيسي لكوكب الأرض.