وصف الإمام زين العابدين (ع) لهذه الدنيا
أيهاالناس!.. أحذركم من الدنياوما فيها، فإنهادار زوال وانتقال.. تنتقل بأهلهامن حال إلى حال : قد أفنت القرون الخالية، والأمم الماضية الذين كانوا أطول منكم أعماراً وأكثرمنكم آثاراً.
أفنت هم أيدي الزمان، واحتوت عليهم الأفاعي والديدان.
أفنتهم الدنيا فكأنهم لا كانوا لها أهلاًولا سكاناً.. قدأكل التراب لحومهم، وأزال محاسنهم، وبدد أوصالهم وشمائلهم، وغير ألوانهم وطحنتهم أيدي الزمان.
أفتطمعون بعدهم بالبقاء؟.. هيهات!.. هيهات!..
لا بد لكم من اللحوق بهم، فتداركوا ما بقي من أعماركم بصالح الأعمال، وكأني بكم وقد نقلتم من قصوركم إلى قبوركم فرقين غير مسرورين.. فكم والله من قريح قد استكملت عليه الحسرات، حيث لا يقال نادم ولا يغاث ظالم.
قد وجدوا ما أسلفوا،وأحضرواما تزودوا، ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً.
فهم في منازل البلوى همود، وفي عساكر الموتى خمود، ينتظرون صيحةالقيامة، وحلول يوم الطامة {ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}.